يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 5-8-2013
السنة السادسة
العدد: 2166
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (52)
مؤتمر: العلاج الجمعى والعمليات الجماعية: الأمل فى أوقات عصيبة
(القاهرة 25 – 27 سبتمبر 2013)
مقتطفات من “جماعة المواجهة”
الشوفان => حمل الهم => الحركة
(فى مواجهة: حدّة المقاومة حتى الانسحاب)
فى جلسة يوم الأربعاء الماضى ( 31 يوليو 2015) كانت الجلسة الرابعة، والمجموعة الجديدة ما زالت تتشكل، وبعض أفرادها لم يحضر سوى مرة واحدة، ولم يكن بيننا جديد إلا واحد فقط، مررنا بخبرة تحتاج إلى تسجيل لأنها تتعلق من ناحية بتكوين الوعى الجمعى، ومن ناحية أخرى تعتبر مدخلا إلى الحاجة إلى الشوفان وكيف يبدأ الإعلان عنها.
وصلتُ الساعة الثامنة وثمان وعشرين دقيقة (موعد اللقاء الثامنة والنصف فى رمضان، والسابعة والنصف فى غير رمضان) وكنت أتوقع أن اجد العدد يتناقص بمناسبة شهر رمضان، وأيضا لأننا لم نمض معا (ليس كلنا) سوى ثلاث جلسات، بحضور غير منتظم من البعض، كان هذا ما يدور فى ذهنى وأنا أسير نحو المصعد، لحقنى الحارس بخطى سريعة، وقال لى إن الكهرباء مقطوعة، وهو يعلم ما فى ركبى من آلام وعلاقة ذلك بنزول أو صعود السلم، فشكرته، ولم أفكر إلا فى المصعد وركبى، حين نزلت إلى الدور الأسفل (دور كامل بمستوى البدروم) قابلنى فنى التصوير، منزعجا وأخبرنى بنفس الخبر، فلم أتردد فى الدخول إلى حجرة اجتماعنا، وكل ما فكرت فيه هو غياب التكييف والتصوير، ولم أعرف كيف لم يخطر ببالى أن هذه الدرجة من الظلام سوف تحول دون عقد الجلسة، المهم: ارتطمت رأسى بالباب النصف مفتوح، لكننى مضيت فى الاتجاه الذى ألفته، ولحقنى المساعد الفنى، وأضاء لى نور “محموله” حتى تعرفت على الكرسى، وسألته إن كان أحد من المرضى قد حضر، فقال إنه يوجد واحد أو اثنين لا يعرفون إن كانت الجلسة سوف تعقد أم لا بعد انقطاع الكهرباء، فطلبت منه إدخالهما، ثم حضرت زميلتى، إحدى المتدربات، وجلست بالقرب مني دون أن أراها، فقد كان الظلام لا يسمح لى أن أرى يدى، ولم تسألنى إن كانت الجلسة سوف تعقد أم تؤجل، أظن كانت تعرف جوابى لما تعرفه عن طبعى.
بدأت بقية المرضى يتوافدون فى الظلام، وبعضهم يضىء جهازه المحمول حتى يصل إلى أحد الكراسى، والآخر يتبعه حتى اكتمل العدد تقريبا، وتعجبت أن أحدا منهم لم يطرح فكرة تأجيل الجلسة خاصة بعد أن سألت عن المولد الاحتياطى، وأخبرونى أنه فى التصليح.
طرحت على من حضر احتمالات ثلاثة، وهى: إما أن ننتظر حتى تعود الكهرباء، وإما أن نؤجل الجلسة إلى الأسبوع القادم، وإما أن نعمل معا فى الظلام دون أن يرى بعضنا بعضا، فنعتمد على الصوت فحسب، ولم يقترح ولا واحد لا التأجيل ولا الانتظار، فسارعت بإعلان رأيى وأننى سوف أكمل الجلسة 85 دقيقة زائد خمسة، حتى لو لم تعد الكهرباء أصلا، وأننى لن أستعين بشعاع محمول هنا أو بطارية هناك أصلا، ووافق الجميع، لست أدرى كيف!!
بدأت الجلسة وسألت كالمعتاد “مين اللى عايز يشتغل” وبدأ أحدهم واستجاب لطلبى أن كل من يتكلم يعرّفنا على نفسه حتى نتبين بالتدريج موقعه، ثم نمضى فى التفاعل ونحن نوجه الخطاب إلى مصدر الصوت.
المفاجأة أن الجلسة أخذت إيقاعها المعتاد خلال دقائق ولم ينزعج أحد ولم يحتج أحد، ولم يتكلم أحد فى أسباب قطع النور، ولا فى تقصير عدم جاهزية المولد، وبعد حوالى عشر دقائق عاد النور، ولم نهلل أو نفرح بل واصلنا ما كنا فيه، وكأن شيئا لم يكن، وتعجبت لهذا التفاعل الذى يمكن أن يعتبر – لأول وهلة- غير طبيعى، ثم إن النور أخذ يأتى وينقطع ربما كل عشر دقائق ولمدة دقائق، حتى انتظم حوالى النصف ساعة الأخيرة.
علاقة هذه التجربة – المصادفة – بالتنظير الجارى
خطر ببالى لاحقا عدة خواطر أقرب إلى الفروض أوجزها على الوجه التالى:
- إن بداية تكوين الوعى الجمعى تتسحب أكثر بكورا مما نحسب
- إن الذى يجمع أفراد المجموعة حتى قبل أن يتعارفوا بأية درجة هو حوار مستويات الوعى التى لا ترصد اصلا
- إن تكوّن هذا الوعى الجمعى قادر على أن يحقق توجها ضاما إليه، يعوّض المواجهة الحسية (البصرية) هنا.
- يبدو إن حضور هذا الوعى الجمعى بيننا هو الذى غير التفاعل المتوقع من دهشة واحتجاج وفرحة ترحيب بعودة النور وغضب واحتمال انسحاب، بسبب الظلام إلى تواصل مستمر وكأن ما حدث أمر طبيعى.
- إن تواصل التفاعل بنفس القوة والنشاط فى حالة الإظلام، مثله فى حالة الإضاءة، يشير إلى القوة الضامة لهذا الوعى المشترك بشكل ما
- إن الشوفان الذى هو موضوع مقتطف اليوم يتم من خلال حوارات الوعى كما يتم عبر الحواس، وربما أعمق
والآن ننتقل إلى ملاحظة أخرى حدثت فى هذه الجلسة أيضا وهو أن المعالج القائد حين قام بدور الميسِّر لأحد الأفرارد وهو يدعوه (يعزم عليه) أن يتواصل مع آخر، انتهى إلى أن يبدأ بالرؤية، فالمشاركة فى حمل الهم، فالحركة، وأنه بغير أن يرى من يهم بالتواصل معه، كيف يمكن الزعم بأن ثمة علاقة تنشأ، ثم تأتى المشاركة ليس بمعنى الشفقة أو العطف، وإنما بمعنى المواجدة empathy وتحريك الجانب المقابل لنفس الخبرة فى المحاولة، أما الحركة فكانت هى الأصعب، فمن حيث المبدأ فإن التفاعل الجسدى غير مطروح فى التواصل بصفة عامة، فمن أيت تأتى الحركة وكيف نقيس حصورها؟ بعد مناقشة ومحاولة مع الزميلة المتدربة، توصلنا إلى أن الحركة ، بعد الشوفان والمشاركة فى حمل الهم ، تقاس بـ ، أوترتبط مع ما أسميناه “اتخاذ موقف مع”، إن مجرد جدية اتخاذ موقف أو إعلانه ينفى التوقف عند الرؤية وحمل الهم، وبالتالى ينفى ميكانزم “الفرجة” و”الشفقة”، وهذا ما اعتبرناه ممثلا للحركة.
الآن ننتقل إلى المقتطف من جماعة المواجهة أملين أن نعرض المقاومة الشديدة التى تواجه تكوّن هذا الوعى البينشخصى، فالوعى الجمعى، ربما يعيننا ذلك فى الإسهام فى التغلب عليها فى العلاج الجمعى على مدى أطول من الوقت والصبر والحركة والمشاركة المسؤولة.
مقدمة عن المقتطف
تتداخل مراحل النمو (أثناء النمو، أو أثناء العلاج) تداخلا خفيا ومتنوعا يحتاج إلى فحص متأن طول الوقت. لا يوجد موقف “كر- فر” (بارنوى) خالص، كما لا يوجد موقف “علاقاتى بشرى” (اكتئابى) منفصل تماما، التداخل يشمل التذبذب والمراوحة طول الوقت (1).
فى التشكيل الحالى المسألة لا تقتصر على التأكيد على الخوف من الاقتراب، من الحب، من الهجر، من الترك، التشكيل هنا لا يبدأ بالصد والدفع بعيدا بل بمبادأة الاقتراب لاختبار إمكانية العلاقة دون التخلى عن التوجس والخوف، هو ليس موقف “كرَ فر” صرف، بل إنه بمثابة محاولة نقلة، تذبذب خطوات تصف تنويعات متنوعة متبادِلة ما بين عدة مواقف فى نفس الوقت، طول الوقت، لكنها تنتهى – من فرط غلبة عدم الثقة والتوجس- إلى الموقف اللاعلاقاتى (الشيزيزى) “حاخطف حتة لحمة من ستى، واجرى آكلها، تحت الكرسى المش باين”.
الصورة تبدأ بإعلان محاولة التراجع عن موقف “الكر والفر” (البارنوى) بالتقدم نحو الموقف العلاقاتى بشكل ما، كأنه يقدم أوراق اعتماده للآخر، ليعتبره “موضوعا بشريا” له حق الشوفان والاعتراف، وهو فى نفس الوقت يجس نبض وجود الآخر فى وعيه، وبالعكس، لعل وعسى:
والعين الخايَفَةْ اللى بْتِلْمَعْْ فى الضَّلْمَهْ
عمّالة تِختبرِ الناسْ:
بِتقرّب من بَحْر حَنَانْهُمْ،
زى القُطّ ما بـَيـْشـَمـِْشمْ لَبَن الطفل بشاربُهْْ.
فى قصيدة “جلد بالمقلوب” فى ديوان سر اللعبة، كان الخوف من الاقتراب هو الأصل، بدأت القصيدة هناك بأمر كأنه نذير أو تحذير من الاقتراب دفاعا ضد أية علاقة تواصلية حقيقية:
لا تقتربوا أكثر،
إذ أنى
ألبس جلدى بالمقلوب
حتى يدمى من لمس الآخر
فيخاف ويرتدّ إذْ يصبغ كفّيه نزْفٌ حى!
أما فى الخبرة الحالية فقد حاولت أن أكشف كيف أن ذا “التركيب البارنوى”، (أو عند أى تنشيط للموقع البارنوى عند أى شخص) حين يحاول أن يخطو خطواته الأولى للتعرف على الموضوع إنما يفعل ذلك بتلقائية حذرة، وهو يتحسس طريقه للحصول على صك الوجود من خلال أن “يُشاف”، أن يُعترف به، هذه هى البداية التى تتيح له فرصة أن “يكون” فـ “يتواصل”. قصيدة “جلد بالمقلوب” (بالفصحى/سر اللعبة) تبدأ من بؤرة الموقف البارانوى (الكر- فر) بالدفع بعيدا، فى حين أن التشكيل هنا يبدأ بإعلان تجربة الاقتراب برغم استمرار الخوف:
بِتقرّب من بَحْر حَنَانْهُمْ،
زى القُطّ ما بـَيـْشـَمـِْشمْ لَبَن الطفل بشاربُهْْ.
عمّالَـهْ بْتِسْأَل:
عـــايزينّى؟
طبْْ ليه؟
عايزينَّى ليه؟
هذا التساؤل يسمح لنا بالإشارة إلى كيف أن محاولة عمل علاقة مع صاحب (مرحلة/موقع) هذا التركيب هى مغامرة تحتاج إلى مهارة علاجية فائقة، علاقة حقيقية تحتوى أوهام المطاردة ولا تكتفى بكبتها، ولا تتسطح بالنصائح والإقناع، فى خبرتى وجدت أنها مرحلة عادة ما قد تحتاج إلى ما هو أكبر من العلاج الفردى، (بالإضافة إلى اللازم من عقاقير) لاحظت أن العلاج الجمعى، وكذلك علاج الوسط هما أقدر على احتوائها بإعطاء المريض فرصة اختبار أكثر من “موضوع بشرى واحد”، بما يزيد من فرصة نجاحه فى محاولته مواصلة مسيرة النمو.
تبدأ هنا المحاولة انطلاقا من موقف التوجس الحذر، بمراجعة الأمر عبر الاحتمالات الأخرى، وذلك من خلال طرح تساؤلات بديلة عن أن الموضوع (الآخر“) هو خطر طول الوقت، الشخص فى مسيرته النمائية فى هذه المرحلة لا يكل من التساؤل عن ما إذا كان “مرغوبا فيه” أم لا (عايزنّى!!؟). وهو بذلك يحاول أن يتجاوز يقينا سابقا كان يبرر له كرّه وفرّه طول الوقت، هذا اليقين الذى أكد له: “أن أحدا لا يريده، لا يعترف به، لم يره، لا يرغب فى الاعتراف به“، فهو بطرحه هذه الأسئلة يبدو أقرب استعدادا لتصديق الإجابة إن جاءت بالإيجاب، وهكذا يبدو أنه بدأ يخلخل يقينه من تجربته المريرة السابقة (توهما أكثر منها حقيقة) التى ضاعفت عنده ما وصله من مشاعر: الإنكار، والإهمال، والرفض…، فهو يتساءل – يسائل نفسه أساسا – ما الذى جدّ ، فيه أو فيهم، بحيث يشجعه على المضى فى المراجعة ربما يصله أنه أصبح “مرغوبا فيه الآن؟”
إشـِمعنى الْوقْـتـِى؟
وهو يواصل التساؤل – مهما وصله من إجابات إيجابية- فهذه طبيعة المرحلة، التى لا تستبعد وصول أية رسالة ذات فاعلية نمائية إليه.
من الطبيعى أنه يلزم للإقرار بالرغبة فى قبول “وجود” آخر، أن تعترف به، أن ترى حقيقته الكلية ابتداء ما أمكن ذلك، الحاجة إلى “الشوفان” إلى الاعتراف، لا تتطلب مجرد الإعلان التقريرى أو إطلاق ألفاظ الحب والرضا، ولا حتى الرعاية الظاهرية! إن الأم تريد ابنها بداهة و”تعوزه”، (إلا ما ندر)، لكن هل هى تريده وتظل تراه وهو فى طريقه أن يكون كيانا مستقلا منفصلا عنها بشكل حقيقى؟ أم أنها تراه غالبا، أو تماما، امتدادا لذاتها وكأنه ما زال قابعا فى رحمها؟ هل هى تراه “كله”، أم ترى الجزء الذى يظهر منه ويسمح لها بامتلاكه؟ حتى الطفل فى هذه السن الباكرة يريد أن يُرى كله، وأن يُعترف به كما هو، له، وليس باعتباره شيئا مضافا إلى ملكية الأسرة، إلى ملكية الأم بالذات، هذه المرحلة، هى طبيعة بيولوجية حيوية، وهى تستمر حتى نقضى.
اختفاء هذا الموقف البارنوى ،خاصة إذا اختفى فجأة، من ظاهر الوعى هو أدعى لافتراض أنه اختفى بالإنكار، لا أكثر، وذلك يتفق ما أشرنا إليه من غلبة هذا الموقف (الكر- فر) على معظم سلوك الإنسان المعاصر فى مرحلة تطوره الحالية (الحالة السابقة).
بـِصحـِيحْ عـَايـْزِنَّـى؟
بقى حـَدْ شايـِفـْنـِى يـَا نـَاسْ؟
مِـشْ لازم الواحـِدْ منكم يعرفْ:
هوّه عـَايـزْْ مـِينْ؟
بقى حد شايـِفـْنـِى أنا؟
أنا مينْ؟
أنا أطلـع إيه؟ وازاى؟
طبْ لـِيه؟
الله يسامـِحْـكُمْْ. مـِشْ قصدِى .
السماح هنا ليس سماحا حقيقيا بقدر ما هو تسليم لمختلف الإجابات عن أسئلته اللحوح: (“عايزنى؟؟” – بقى حد شايقنى “أنا” – أنا أطلع مين ..)
إن الاشتراط الضمنى الذى يربط “العوزان” بـ “الشوفان” بهذا القدر من الموضوعية، والكلية، قد يبدو أنه للتعجيز أكثر منه مطالبة حقيقية بالاعتراف، يبدو أن المناورة هنا تهدف للوصول إلى تبرير تجنب الخوض فى علاقة حقيقية، إذ كيف يطالب الإنسان - فى هذه المرحلة- الآخرين أن يروا داخله أيضا، أن يروه كله، فى الوقت الذى يبذل فيه كل جهده لتحقيق عكس ذلك !!!
لعل ما ذكر فى البداية من ضرورة الرؤية شرطا لقبول احتمال جدية المشاركة فى حمل الهم، ومن ثم الحركة، هو مرتبط بالتنبيه لضرورة البدء بإرواء الحاجة إلى الشوفان أولا
وصل الأمر بأحد مرضاى من الصعيد جدا أنه كان يطلب من زوجته أن تجيب على أى سؤال يطرحه …بنفس الإجابة التى فى ذهنه بنفس اللفظ الذى فى ذهنه ، وليس بأى مترادف له، مثلا: إذا كان فى ذهنه أنها سوف ترد بالإيجاب بـ “حاضر“، فهو ينتظر هذا اللفظ تحديدا دون أية لفظ آخر مثل “ماشى“، “موافقة“، أو “تمام”، وكانت إذا لم تأت باللفظ المحدد الذى فى ذهه، يرفض وقد يعطيها فرصة أخرى وأخرى حتى إذا عجزت تماما ثار واعتدى عليها عدوانا بدنيا قاسيا تحت زعم أنها لا تراه، ولا تحس به، ثم يتطور الأمر إلى ما هو أخطر فأخطر حتى الاتهام بالخيانة.
حين تشتد الحاجة بمثل هذا الشخص، فإنه قد يرضى بأية علاقة حتى لو كانت سريعة، أو مؤقته، وهو قد يكتفى أن تكون من جانبه هو فحسب، ولو كبداية، ثم إنها حين تكون من جانبه بهذه المبادرة، فإنها قد تطمئنه إذ يظل هو المتحكم فى شروطها، وكانه يخطفها خطفا دون إذن صاحبها، هذا الموقف يطمئنه جزئيا برغم استمرار توجسه ورفضه، وهو موقف انتظار بشكل ما، فيه درجة من البصيرة، لا تمنع استمرار المحاولة بل إنه يدل على عدم فقد الأمل فى علاقة مهما كانت واهية أو مؤقتة أو مذبذبة، لكن المحاولة مستمرة.
وهذا هو ما سوف نقدمه مع ما يليه الأسبوع القادم.
[1]- انتبهت إلى أن التشكيل هنا فى هذه القصيدة، له علاقة وثيقة بتعرية هذا الموقف “الموقف الكر- فرى” (البارنوى). الذى تجلى أساسا فى بؤرة تشكيل قصيدة: “جلد بالمقلوب” فى ديوانى “سر اللعبة”، وشرحه جاء فى الكتاب الأول “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” صـ 285-307″جلد بالمقلوب” حالات البارانويا .