نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 31-10-2020
السنة الرابعة عشر
العدد: 4809
قصة قصيرة
هل يجرؤ أحد يُطفئها؟ (1)
قال الأخ لأخته: انتى حاتروحى تنتخبى برضه؟
قالت أخته: طبعا
قال: ما انا عارف، بس حبيت أتأكد
قالت: من إيه؟
قال: من إنِّكْ واخدهْ بالِك يعنى
قالت: من إيه؟ أنا اللى نفسى أتأكد
قال: من إيه؟
قالت: من إنَّك حاتروحّ تنتخب
قال: بصراحة أنا مش فاضى
قالت: مش فاضى!!!؟ وراك إيه يا عْنَيَّا
قال: فيه حاجات أهم
قالت: أهم من مصر؟
قال: إيش دَخَّل مصر فى الانتخابات؟
قالت: هوّا انت فاهم إن اللى رايح ينتخب ده رايح عشان فلان ينجح ولاّ فلان يسقط؟
قال: إمال رايح ليه؟
قالت: رايح عشان دى شهادة قدام ربنا، عشان مصر
قال: يعنى إيه؟
قالت: …… وعشان يخرسوا اللى بيعايرونا بقلة الديمقراطية
قال: ديمقراطية إيه وهباب إيه؟ ما هى جابت لنا بلاوى منيلة بستين نيلة
قالت: أنا مش قلت لَك ألف مرة إن الديمقراطية هى الله بتصحح أخطاء الديمقراطية
قال: هوّا فيه كام صنف ديمقراطية؟
قالت: والله مانى عارفة، إنما بصّ لوْشُوشْ المصريين فى طوابير بلاد برّه وانت يمكن تعرف إن فيه حاجة اسمها ديمقراطية مصرية.
قال: والله مانى مصدق إن المصريين بيحبوا مصر قوى كده
قالت: طب دول اللى برّه، إيش حال اللى جوّه بقى!؟
قال: بس والله أنا لسه خايف تكون المسألة تحصيل حاصل
قالت: يا جدع انت فوق بقى وبطّل شكوك
قال: الظاهر إنتى اللى مش واخده بالك
قالت: من إيه؟
قال: إن النتيجة محسومة
قالت: أنا ما باتكلمش على النتيجة أنا باتكلم على مصر
قال: هو احنا رايحين ننتخب مصر؟
قالت: طبعا
قال: هيّا بتلعب ضد مين؟
قالت: حانهرّج؟ هوّا ماتش؟ هيّا بتلعب ضد مين؟! قول هىّ بتلعب لمين؟
قال: مش فاهم
قالت: يا ابنى مصر دى تاريخ، ضمير، وإن شاء الله حانخترع ديمقراطية أصلى، ديمقراطية تقيس وعى الناس مع بعض، تقيس نبض البشر اللى يقدروا يعملوا حضارة مع بعض.
قال: ما تصعّبيهاش قوى كده، هوّ فيه ديمقراطية أصلى وديمقراطية مضروبة؟
قالت: طبعا، وادى احنا بنتصبّر بالديمقراطية الموجودة، وبنحاول نفقس اللى مضروبة.
قال: إزاى؟
قالت: يا أخى بص لطوابير المصريين وصدق إننا متميزين
قال: يعنى!… طيب طيب يا ستى، أنا حاروح انتخب عشان خاطرك
قالت: عشان خاطرى أنا ولاّ عشان خاطر مصر؟
قال: ما انتى عارفه أنا باحبّ مصر قد إيه؟
قالت: حب مصر مش كلام، شوف المصرى اللى سافر 800 كيلو رايح جاى فى السعودية عشان يشهد ربنا إنه بيحب مصر، وهوّ مالوش غير صوت واحد
قال: طب وبعد ما ننتخب؟ مين يضمنْ لِى؟
قالت: يضمن لك إيه يا جدع أنت؟ هيه ثلاجة ومعاها شهادة ضمان؟ إحنا وشطارتنا.
قال: أصلى موجوع قوى من الصناديق اللى فاتت.
قالت: طب ما احنا بنصلّح أهه، ولا يفلّ الصناديق إلا الصناديق
قال: ومين بقى “ولىّ الأمر” اللى جَىْ اسم الله؟
قالت: ربنا يولّى مِنْ يِصلح
قال: طب ما تَياَلاّ نسيبها لربنا يختار لنا، وبلاش نروح
قالت: الله يخرب بيتك، ربنا يولّى مِنْ يصلح إذا عملنا اللى علينا وقعدنا مصحصحين واحنا شايلين الأمانة.
قال: أمانة إيه؟
قالت: أمانة رأينا
قال: ما هو رأينا باين من غير انتخابات
قالت: تانى!!!؟ الله يِخَيّبَكْ
قال: طب انتى بقى حاتنتخبى مين؟
قالت: انت سألت السؤال ده قبل كده.
قال: وانتى جاوبتى قلتى إيه؟
قالت: مش حاقول لك.
[1] – نشرت فى اليوم السابع بتاريخ 19-5-2014