نشرة “الإنسان والتطور“
20-3-2011
السنة الرابعة
العدد: 1297
قصة قديمة
أصبحت حديثة،
فوجب إعادة نشرها
بمناسبة استفتاء الدستور
“ست الناس”.. والدستور .. والمواطنة”!!(1)
(1)
قال الشاب لأمه: ما هى أخبار خالتى “ست الناس” قالت: يا خبر!! زوجة عمك الحاج عبد العال؟ بنت خالى؟ ماالذى ذكرّك بها الآن؟. قال: تذكرت اسم ابنتها “وطنية”، وكيف كنت اعتبر اسمها صفة لا إسما، قالت: ولكن ما المناسبة؟ قال: تعديلات الدستور. قالت: تعديلات ماذا؟ قال: الدستور. قالت: لا ..لا… ، خلـّك فى دستورك، إذهب عنى، دعنى أكمل ما بيدى.
(2)
قال الرجل: أنا مالى أنا؟ قال الشاب: مالك كيف يا أبى؟ ألا تريد أن تعمّق الممارسة الديمقراطية، وتحسن البيئة الدستورية؟ قال الرجل: يا خبر اسود، أعمّق ماذا؟ قال الشاب: والمصحف الشريف هذا ما جاء فى نص تقرير لجنة مجلس الشعب، وبالنصّ “.. فى إطار حرص الرئيس مبارك…”. قال الرجل: لا عندك، إن كان الأمر كذلك، فأنا فى منتهى التعميق والتحسين والبيئة الدستورية لأى حرص من السيد الرئيس، قال الشاب: فأرجوك تسمع اقتراحى هذا قبل أن أقدمه، قال الرجل: تقدمه لمن؟ لماذا؟ ستودى بنفسك فى داهية، قال الشاب: اقتراحى هو أن نضيف نصا أساسيا يقول: إن مصر هى الموطن الأصلى للإنسان المصرى، الذى هو حيوان عاقل من فصيلة البشر، وأن لغته المميزة هى النطق بالرموز. صاح الرجل: ما هذا العبث؟ أنت تهزل. قال الشاب: وهل الحكومة جادة يعنى؟ قال الرجل: الحكومة تفعل ما تشاء، قال الشاب: ولكن الدعوة صريحة أن نشاركها فيما تفعل، حتى لو كانت تهزل.
(3)
سأل الشاب: هل هناك فرق يا أبى بين مبادئ الشريعة وبين الشريعة؟ قال الرجل: طبعا ولكن دعنى أحذرك من الهزل فيما يتعلق بهذه المادة المقدسة بالذات، قال الشاب: المادة .. ماذا؟ قال الرجل: المقدسة، قال الشاب: وهل عندنا مقدس غير القرآن الكريم، قال الرجل: يبدو ذلك ..، يبدو أنه ممنوع الاقتراب من هذه المادة، بغرض تغييرها أو حذفها، قال الشاب: وهل أنا جئت بسيرة تغييرها أو حذفها، أنا متأكد يا أبى أنك لم تقرأها. قال: يا صلاة النبى، أنت الذى قرأتها يا فالح، قال الشاب: نعم، وإلا لما سألتك، قال الرجل: لست فاهما. قال الشاب: قل لى يا أبى هل مبادئ الشريعة الإسلامية تختلف عن مبادئ الشريعة المسيحية أو عن مبادئ الشريعة اليهودية أو مبادئ أى دين مضئ لم يتشوه؟ قال الرجل بفخر: طبعا لا، خصوصا عندنا نحن المسلمين، قال الشاب: مادامت المبادئ تتساوى هكذا عند الشرائع السليمة، فلماذا كل هذا الإصرار على إثباتها. قال الرجل: هذا بديهى، قال الشاب: فلماذا اعترضت علىّ واعتبرتنى أهزل حين اقترحت أن نثبت أن المصريين من بنى الإنسان، قال الرجل: إن الدستور ذكر الشريعة ليستمد منها القوانين، قال الشاب: يستمد من “مبادئها” يا أبى، من مبادئها!!! وأيضا هو ذكر أنها المصدر الرئيسى وليس المصدر الأوحد. قال الرجل: يعنى ماذا؟ قال الشاب: يعنى هى مادة لرشوة الناس خداعا، الدستور ليس موضوعا لإثبات البديهيات، قال الرجل: وأنا مالى! هل أنا الذى وضعته، قال الشاب: أنت مدعو للمشاركة، ألستَ مواطنا؟ قال الرجل: لا أظن. قال الشاب: يا خبر!! ماذا تقول يا أبى؟ قال الرجل: وهل يوجد وطن حتى أكون مواطنا؟ لقد سرقوه يا إبنى، وكل من يبلغ عن اللصوص يقبضون عليه دون اللصوص، قال الشاب: يا خبر!! هل أنتم أيضا تفتقدون الوطن مثلنا!!، الآن فهمت دلالة كل هذا الطنين حول حكاية “المواطنة” هم يتصورون أنهم حين يرددون لفظ المواطنة بهذا الإلحاح سوف يصبح الناس مواطنين صالحين وهات يا تقبيل فى بعض، قال الرجل: يعنى ماذا؟ قال الشاب: تماما كما تصوروا أن المادة الثانية هى التى ستجعل المسلمين مسملين قال الرجل: وهل المسلمون غير مسلمين، قال الشاب مكملا: تماما كما تصورت حضرتك أنك بمجرد كتابة أنى مسلم فى شهادة الميلاد أصبحتُ مسلما، قال الرجل منزعجا: ماذا تقول يا ولد؟ ألستَ مسلما؟ قال الشاب: يا أبى، كل الحكاية أن أمامى فرصة أكبر لأكون مؤمنا مسلما، لا بشهادة الميلاد فقط، ولا بالمادة الثانية الدستورية، قال الرجل: لست فاهما.
قال الشاب: أحسن.
(4)
قال الشاب لأخته الحامل: ماذا قالت لك الطبيبة؟ قالت: “بنت”، قال: هل اخترتِ لها اسما، قالت: نُهَى أو رَشَا، قال: ما رأيك لو سميتها “مواطنة”، قالت: ماذا!!؟ قال: “مواطنة”. قالت إياك أن تسخر من بنت أختك، قال: أنا لا أسخر، ألا تذكرين بنت خالتنا “ست الناس” التى اسمها “وطنية”، قالت أذكرها طبعا، قال: “مواطنة” هى التعديل الأحدث لاسم “وطنية”، وبهذا تضمنين أن تكون ابنتك مصرية صالحة “وتحيا الوحدة الوطنية”!!.
قالت أخته: الله يخيبك.
[1] – نشرت فى الدستور بتاريخ 14-2-2007