العودة إلى الفهرس
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 21-1-2016
السنة التاسعة
العدد: 3065
ص 221 من الكراسة الأولى
مقدمة:
كلمات هذه الصفحة شديدة التناثر بالغة الغموض، اجتهدت قدر استطاعتى أن أفك رموزها ولا أزعم أننى نجحت إلا جزئيا، ومع ذلك فما تجمع منها – مع كل احتمالات الخطأ- كان كافيا للتداعى والاستلهام:
أولا: هذه من أصعب الصفحات قراءة كما ذكرت حالا.
ثانيا: هذه صفحة ليست فيها عبارة واحدة مكررة فى الصفحات السابقة كما تعودنا!!
ثالثا: لم أستطع أن أعتبرها من أجنّة الأحلام حتى لو كان جنينا فى الشهر الأول.
رابعا: طبعا فيها إبداع مثل أى حرف يتطاير من قلم شيخنا، وأى كلمة تقفز إلى سطح وعيه.
خامسا: ما وصلنى منها هو طبق سلاطة فاكهة خليط من الأمل، والصبر، والصفو، والرؤية، والتشجيع، ورفض، الخوف، وتعرية الملل، وشجب اليأس، قد تزين وجهه بقِشدة التوكل “على” الله.
سادساً: ثم هذه الخاتمة الوصية الحاسمة: ألا تفعل إلا خيرا.
القراءة:
يا ترى من المخاطَبْ؟
- هل هو الإنسان المصرى الذى يرجو نجيب محفوظ أن يكون هو الإنسان المصرى الذى تميز بما هو إنسان حين مثل فجر ضمير البشرية مع أن نور الفجر قد تراجع وراء سحب كثيرة مختلفة الكثافة، لكنه مازال يطل بين تَفرُّجٍ وتَبلَّجٍ: كتنفس الحسناء فى المرأة إذ كَمُلَتْ محاسِنُها ولم تَتَزَوَّجِ؟
- هل هم الشباب عامة: شباب مصر وكل الشباب الذى هو أحوج ما يكون أن يعيد تذوق بعض هذه الفاكهة لعل ذائقته تنصلح فيستعيد بها علاقته بالحياة والجمال؟
- هل هو ذلك المجهول الذى بدأت هذه الصفحة تؤكد لقاءه عمّا حتما (سنتقابل يوما)
- هل يوجهها إلى نفسه وخاصة فيما يتعلق بالتنبيه على رفض الأحزان حتى لا تأكل الصفو الذى يتميز به طبعه، ألا ما أجمل تعبير الصفو الذى نادرا ما نستعمله، وإن كان له فى العامية ما يناسبه وأعتقد أنه “روقان البال”، أما أن الأحزان تأكل الصبر فهذا وصف شديد الدقة حسب ما أعرف وأخُبر.
v ثالوث الملل والخوف واليأس هو ثالوث سلبى وقد كْدِتُ أقولُ عَفِن، لكنه ليس عفنا فى ذاته فقط لكنه مصدر عفونة تفسِدُ الوعى إن صح التعبير،
v الملل يفسد ويبطل حركية الحياة، ويوقف مثابرة الكدح
v اليأس يلوِّح برفاهية الانسحاب والاكتفاء بالسخط والتثبيط
v أما الخوف فهو الغول المَشِلّ المعجِّز الذى يُجهض البدايات ويفرغ الطاقة.
كل هذا لا يُفُلّ مواصلة التوكل على الله بالفعل والكدح والإبداع إن صدق العزم.