نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 30-8-2012
السنة الخامسة
ص 91 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر
القناعة كنز لا يفني
ولا ترض بذلك يسبب الهم(1)
امتى الهوي
يا ما ناديت
نجيب محفوظ
2/5/1995
القراءة:
مرة أخرى يقدر شيخى ظروفى فتأتى أغلب عبارات هذه الصفحة مما سبق أن ناقشته وتركت لتداعياتى العنان لتسترسل منه إلى ما تيسر، هذا بالإضافة إلى بداية أغنية “يا ما ناديت من أسايا”،
وأكتفى كالعادة بالاشارة إلى ما سبق فيما يلى:
– الهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر: وردت هذه العبارة فى صفحة التدريب (70) نشرة: 5-4-2012، صفحة التدريب (76) نشرة 7-6-2012.
– القناعة كنز لا يفنى: وردت هذه العبارة فى صفحة التدريب (81) نشرة: 21-6-2012.
– امتى الهوى: وردت هذه العبارة فى صفحة التدريب (11) نشرة 4-2-2010، وأيضا فى صفحة التدريب (74) نشرة: 3-5-2012، صفحة التدريب (77) نشرة: 24-5-2012.
أما الجديد فأوجز قراءتى له فيما يلى:
- ولا ترض بذلك يسبب الهم:
هذه هى العبارة الوحيدة المتبقية – غير الأغنية – لم أحزم رأيى فى فك شفرة حروفها للبحث عن إيحاءاتها، ثم جاء الفرج حين الحقتها بالسطر السابق لها مباشرة فيقرأ السطران مع بعضهما البعض على الوجه التالى: “القناعة كنز لا يفنى وألا ترضى بذلك يسبب الهم”،
وبرغم أن الجملة الأولى سبق أن وردت فى صفحة التدريب (81) إلا أن ربطها بالجملة الثانية بعد إضافة الهمزة الساقطة هدتنى مع صديقى أحمد السيد إلى احتمال من الاحتمالات المتاحة التى أتعرف بها على موسوعية هذا الرجل ذلك أننى رجعت إلى كتاب: “الأخلاق والسير لابن حزم” وإذا بى أعثر على فقرة تفيد نفس المعنى الذى وصلنى بعد الضم والتقريب، والمقتطف من هذه الفقرة يقول فيها ابن حزم:
“…. فلما استقر في نفسي هذا العلم الرفيع وانكشف لي هذا السر العجيب وأنار الله تعالى لفكري هذا الكنز العظيم بحثت عن سبيل موصلة على الحقيقة إلى طرد الهم الذي هو المطلوب للنفس الذي اتفق جميع أنواع الإنسان الجاهل منهم والعالم والصالح والطالح على السعي له فلم أجدها إلا التوجه إلى الله عز وجل بالعمل للآخرة. وإلا فإنما طلب المال طلابه ليطردوا به هم الفقر عن أنفسهم وإنما طلب الصوت من طلبه ليطرد به عن نفسه هم الاستعلاء عليها”.
“…. ولسنا نقول إن الطمع له تأثير ……… وحده لكنا نقول إن الطمع سبب إلى كل هم حتى في الأموال والأحوال”.
فهل يا ترى اطلع شيخى – كما فاجأتنى أوراقه كثيرا – على هذا الكتاب، فجاء هذا الربط تأكيدا عفواً نصْحاً من ذلك.
ولم لا؟ فمن لا يقنع بكنز الرضا (القناعة كنز لا يفنى) إنما يختار الهم مهما كنز.
*****
وأختم اليوم بشكر الأستاذ وهو يرجعنا من جديد إلى أم كلثوم سنة 1932 بأغنية “يا ما ناديت من اسايا” فأجدها من كلمات الشاعر أحمد رامى والحان الموسيقار محمد القصبجى وأقتطف منها:
ياما ناديت من اسايا فى وحدتى يا حبيبى
ما رد الا صدايا يقول معايا حبيبى
سمعت من بين الاشجار وسمعت من شط الانهار
وسمعت من جو الاطيار ترديد ندايا ياحبيبى
عطف عليا الكون كله نادى عليك
… مافيش فى دول حد تميله يصعب عليك
لما يناديك يا حبيبى
طال الندا ولا رد حبيب
…………..
………….
ولا أعقب،
فمازال عندى تحفظ – أو قل عدم خبرة – بهذا النوع من الحب الذى أنطق أحمد رامى بكل هذا الحنين والاستجداء والنداء التى تمثلها هذه الأغنية، وغيرها مما هو على نفس منوالها مما سبقت الإشارة إليه.
عذرا يا شيخى
أنت تعلم السبب
[1] – أنظر إضافة الألف المهموزة “أ” قبل “لا” لتكون و”ألا” فى القراءة.