نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 16-8-2012
السنة الخامسة
ص 89 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
يؤتي الحكمة من يشاء
الحب فنون
الفرج قريب
كل آت قريب
نجيب محفوظ
30/4/1995
القراءة:
العبارات التى وردت قبلا وناقشناها غالبا بما يكفى تضمنت:
يؤتي الحكمة من يشاء : فى صفحة التدريب (36) نشرة: 8-9-2011، وأيضا فى صفحة التدريب 56، نشرة 26-1-2012، وقد نوقشت بما لا تحتاج معه إلى مزيد، كما وردت أيضا عبارة ” كل آت قريب” فى صفحة التدريب (60) نشرة 9-2-2012
أما الجديد فى هذه الصفحة فهو:
أولا: الحب فنون:
راجعت المكتوب بخط اليد عدة مرات، هل هى “الحب جنون”؟ ولماذا ألحقها فورا بـ “الفرج قريب”؟ أصررت على البحث حتى ولو تعسفت، فوجدت أغنية لشاعر اسمه أنور سلمان وهو شاعر لبنانى ولد سنة 1938 ولم اسمع عنه فهو أصغر منى سنا، ولا أعتقد أن شيخى له علاقة قديمة به، فما الحكاية؟! ما وقع فى يدى أول ما وقع هو كلمات الأغنية، فلم أحبها، اللهم إلا شطراً هنا أو بضعة أبيات هناك، لم أستسغ هذا التشبيه الذى بدأ به القصيدة، “وأنا فى حبك سيدتى”؟ “كالهارب من وجه القانون”؟ أى شعر هذا؟ وأى قانون؟ أول ما خطر ببالى لفرط رفضى، ومن باب التشويه أن يكون قانون المطالبة بالنفقة “إما الدفع أو الحبس”!! وحتى تشبية هواها الذى احتل دمه بإدمان الأفيون جعلنى أزداد بعدا عن القصيدة وعن الأغنية، وهاكم بعض ذلك لتشهدوا:
أَلحُبُّ فُنُونْ.
وَالفَنُّ جُنُونْ.
وَأَنا في حُبِّكِ سَيِّدَتِي،
كَالهَارِبِ مِنْ وَجْهِ القَانُونْ
لَكَأَنَّ هَوَاكِ احْتَلَّ دَمِي.
كَالسُّكْرِ … كَإدْمَانِ الأَفْيُونْ
ضبطت نفسى أحاسب الشاعر على كلمتين عابرتين وردتا فى تدريب الأستاذ؟ ماله الأستاذ وما لتذوقى أنا أو لشاعرية هذا الشاعر، أو لعل الأستاذ لم يقصد أصلا هذه الأغنية أو هذه القصيدة من البداية
أعرف أن ما أفعله هكذا هو من عيوب هذا المنهج الذى أتبعه هنا، لكن أظن أن نزار قبانى قد حضرنى ليغسل ما لحق بوعيى من هذا الشعر وهذا الشاعر، ثم خذ مثلا آخر.
“لا تَدَعِي اللَّيْلَ يَمُرُّ بِنَا…
فَغَداً لا نَعْرِفُ أَيْنَ نَكُونْ”
خذ هذا المعنى الذى يطلب به الشاعر من الزمن أن يتباطأ حرصا على تعميق سعادة اللحظة، وكيف صاغه – فى رأيى مسطحا – ثم حاول أن تقارنه بكلمات مرسى جميل عزيز التى غنتها أم كلثوم فى رائعتها “ألف ليلة وليلة” قائلة “ونقول للشمس تعالى تعالى بعد سنة، مش قبل سنة …” وحين تكررها أم كلثوم بكل الفرحة والبهجة والتوسل الحى والعمق الرائق ألف مرة لا تشعر باى رفض أو ملل، أما هذا الأمر لليل ألا يمر لمجرد أن بالغد شئ معروف فهو مسخ شعرى فى رأيى.
حين حضرنى نفس المعنى فى إحدى قصائدى لم تكن قصيدة مرسى جميل عزيز فى خلفية وعيى عبرت عنه قائلا: “يا إلهى: أجّل الفجر فقد طاب السهر!
أعتذر لشيخى ولا أسمح لنفسى بالتمادى فى الرفض هكذا، لكن قبل أن أغلق التعقيب رحت أبحث عن الأغنية كأغنية لعلى أجد مغناها قد أنقد الكلمات، أو أن لحنها قد أحياها، ذهبت إلى اليوتيوب وإذا بوائل كافورى يغنيها بصوت جميل ولحن معقول، ومع ذلك لم تدخل إلىّ، وغلب عندى أن الأستاذ لا يقصد كافورى غالبا.
آسف
****
ثانيا: الفرج قريب:
بالرغم من أن هذين اللفظين تحديدا لم يردا من قبل إلا أنهما كانا دائما أقرب إلى حضور الأستاذ وأمله فى الحياة وفى الشفاء وفى مواصلة الإبداع والكتابة، فمن أول لحظة عرفته فيها بعد المحنة (وغالبا طول عمره) وقد ألمحت إلى هذا الموقف ولكن استلهاما من كلمات أخرى مثل (الأمل – الفرح المستقبل)
وبعد
أشعر أن التعقيب اليوم جاء فاترا، وربما يكون هذا نذير بما ألمحت إليه سابقا من أنى قد أتوقف بالنسبة لهذه الدراسة التفصيلية عند الصفحة المائة، لأواصل بعد ذلك الدراسة الشاملة على مرحلتين: الأولى بالنسبة لهذه الصفحات المائة، والثانية بالنسبة لكل ما لدى من صفحات،
لست متأكدا.