نشرة “الإنسان والتطور”
5-7-2012
السنة الخامسة
ص 83 من الكراسة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
اذا جاء نصر الله والفتح
ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفوجا
فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان توبا
ألا فليعبدوا رب هذا البيت
الذى آمنهم من خوف وآمنهم من جوع
نجيب محفوظ
24/4/1995
القراءة:
ما ورد من قبل فى صفحات التدريب
(1) – اعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وردت هذه الاستعاذة فى صفحة التدريب 46 بتاريخ 24-11-2011، وأيضا فى صفحة التدريب 47 بتاريخ 1-12-2011، كذلك صفحة التدريب 82 بتاريخ 28-6-2012، وقد أشرت فى النشرة الأخيرة إلى ندرتها قبل ذلك وإلى دلالة ذلك، فهل يا ترى سيلتزم بها شيخنا بعد ذلك فأتراجع عن تفسيرى السابق؟ دعونا ننتظر.
(2) وردت أيضا الآية الكريمة “اذا جاء نصر الله والفتح” فى صفحة التدريب رقم 15، نشرة 18-2-2010، وكنت قد تساءلت آنذاك (صفحة 15):
“يا ترى أى نصر كان ينتظره شيخى هذه الأيام، بل وأى فتح أيضا؟ لا أتصور أن ما حضره من جبال الوعى التى حركها تدريب اليوم، هو قاصر على أسباب ومناسبة تنزيل هذه الآية تحديدا، هذا الرجل – كما وصلنى منه – ينتظر نصر الله لنا، ولكل الناس، فى كل مجال، وبكل وسيلة، أى والله، كما أنه ينتظر أن يفتح الله علينا فتحا حقيقيا نحطم به الأصنام، والأسوار فى وقت واحد، وباستمرار.
وأكتفى بهذا المقتطف لأدعو من يريد أن يكمله أن يذهب بهذا الرابط إليه
(3) كذلك وردت عبارة:
“النصر من عند الله”: فأعدت تأكيدى على احتمال تمييز ما وصلنى بما يعنيه شيخنا من النصر المتجدد أبدا وكيف أنه من عند الله، وأقتطف منها أيضا من صفحة التدريب السابقة رقم 23 بتاريخ: 1-4-2010 ما يلى:
“.. معنى النصر عنده بشكل عام هو أعمق بكثير من مجرد الانتصار على خصم ما، وإلحاق الهزيمة بعدو ما، النصر الذى بلغنى من محفوظ ليس هو الموافقة على معاهدة السلام كما تصوروا، وجرّحوا، واستهبلوا، ولا هو أن يبيد العدو وينتقم منه أو ويلقى به فى البحر، ولا حتى هو أن ينتصر جيشه على الجيش الآخر حتى لو كان هذا الآخر هو المعتدى، ما بلغنى عن النصر الذى هو من عند الله، هو انتصار الحياة بكل معنى الكلمة، الحياة لنا، وحتى لأعدائنا إذا ارغمائهم على أن يختاروا الحياة الحقيقية”.
*****
أما الجديد فهو:
أَلاَ فليعبدوا رب هذا البيت
الذى آمنهم من خوف وآمنهم من جوع
القراءة:
لم يلتزم شيخى بنص الآية الكريم، وأتصور أنه حين أضاف إليها فى الفقرة الأولى لفظ ” أَلاَ” أعفى نفسه من أن نحاسبه حتى على ما جاء بعدها من أنه: الذى آمنهم من خوف وأمنهم من جوع، أصل الآية الكريمة يقول ” فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)” والسورة هى سورة قريش، وكما أشرت سابقا رأيى فى احتمال أن القرآن الكريم كوعى خالص يحضر فى وعى شيخى بوظيفته الآن أكثر من مناسبة التنزيل، وأعمق من ألفاظ التفسير، فإننى استشعرت أن ” أَلاَ ” التى أضيفت إلى الآية الأولى، ثم تغيير ترتيب الآية الثانية واستجلاب لفظ “آمنهم” من جوع ليحل محل “أطعمهم” من جوع، استشعرت أن هذا وذاك قد أعفى شيخنا من أن نقرأه على أنه بمثابة الاستشهاد بحروف نص قرآنى كريم بذاته، وإنما وصلنى أنها نوع من الاستلهام لما يحضره من وحى القرآن الكريم بما ينفعنا “حالا”، حاوِلْ معى عزيزى القارئ، حاوٍلْ أن تتأمل كيف أن لفظ “أَلاَ” هذا هكذا فى الاستفتاح يمكن أن يجذبنا إلى “هنا والآن”، لتصبح دعوة مستلهمة من القرآن الكريم لنا جميعا للكف عن الشرك، ويمتد معنى “البيت” إلى رحاب الدنيا جميعا،
أما استبدال آمنهم من جوع بأطعمهم، ثم تغيير ترتيب الآيات فقد بلغنى أنه يسحبنا أيضا إلى أحوالنا الأن دون استشهاد نصّىَ أيضا، ليعود بنا إلى حاضرنا الذى أصبح فيه الجوع رعبا من الفناء، الأمر الذى وصلنى من ضلالات بعض مرضاى الذين يشكون من خوفهم من “الموت جوعا” بالرغم من أن حالتهم المادية والاجتماعية لا تنذر بأىٍّ من ذلك، وأيضا ربما له علاقة بما ينشر من إشاعات عن المجاعة العالمية التى يمكن أن تغطى جزءا غير قليل من العالم نتيجة لسوء توزيع الطعام والثروات
أكتفى بهذا يا شيخى العزيز اليوم، وأطلب منك ان تدعو لى، فأنا ذاهب الآن إلى امتحان صحى صعب يحتاج دعواتك بحق
وأنا واثق أن ربنا سوف يتقبلها.