نشرة “الإنسان والتطور”
21 – 6 – 2012
السنة الخامسة
ص 81 من الكراسة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
عرض الله الامانة على السموات والأرض
القناعة كنز لا يفنى
الأميرة ذات الهمة
البحر الأبيض والبحر الأحمر
نجيب محفوظ
22 ابريل 1995
القراءة:
بمراجعة ما سبق وروده من قبل، لاحظت أن الاستعاذه “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” وردت مرتين فقط طوال الثمانين صفحة السابقة، وردت فى صفحة التدريب رقم (46) بتاريخ: 24-11-2011، وفى صفحة التدريب رقم (47) بتاريخ: 1-12-2011، فى حين أن البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم” قد بدأ بها كل الصفحات بلا استثناء (تقريبا لحين المراجعة) فبلغتنى فكرة جديدة هى:
ما صلنى هو أن شيخى لا يخاف من الشيطان الرجيم، ليس لأنه تحصّن ضده، ولكن لأنه صاحَبَ ربه فاطمأن إلى رحمته وقدرته فى آن، هذه الاستعاذة هى جارية ضمنا من خلال هذه الصداقة الوثيقة، والرضا المتبادل، البسملة هى التحية الواجبة لاستحضار كل ما يليها فى رحاب الله متوجها إليه فى نفس الوقت. كثيرا ما كنت أبدأ مناقشة بعض رسائل الدكتوراه المكتوبة كلها بالإنجليزية إلا أول صفحة مُزَيَّنة بالبسملة، عادة بخط كوفى أو فارسى وبنط كبير، تتصدر هذا البحث “العلمى”!! بكل به ما به من أخطاء وإهمال (وأحيانا كذب وغش) أسأل صاحب الرسالة فى مستهل المناقشة: ماذا يعنى بهذه البسملة هكذا؟ وهل ما جاء بعدها هو باسم الله التزاما بما أوصانا به ربنا، وطاعة لما يرضى عنه، وما نبهنا إليه الإمام الشافعى أنه: “ليس العلم ما حفظ ، العلم ما نفع”، وعادة ما يدهش الدارس صاحب الرسالة ولا يرد، وقد يرد بعضهم أنها “بركة”، فأحتج وأكرر قولى أن القرآن الكريم (بما فى ذلك البسملة) لا هو “زن” ولا “زينة”، لا هو “زنّ طول الليل والنهار لا نستمع إليه ولا ننصت، ولا هو “زينة” نتبرك بها من الظاهر، ثم أطيب خاطر الدارس وأخفف عنه حتى يكمل المناقشة، وانبهه أن هذه المقدمة هى مداعبة لإذابة الثلج، وأنى لا أقصد إرباكه أصلا،!!
البسملة الدائمة قبل أى تدريب فى كل الصفحات تقريبا، كانت ومازالت خير مفتتح يذكرنى بعلاقة شيخى بربنا،
سامحهم الله … فإنهم لا يعلمون”.
****
(2) الجملة الثانيه التى وردت ولكن بشكل آخر هى، …… “عرض الله الامانة على السموات والأرض”، فقد ورد ما يقرب من هذا المعنى فى فى صفحة التدريب رقم (38) بتاريخ: 6-10-2011 حيث ورد “حمل الانسان الأمانة” وليس عرضها، كما جاءت هنا الآن:
فالأستاذ يتناول هنا عرض الأمانه وليس حملها.
فى القراءة السابقة قلت: … يبدو أنه أوجز خلاصة ما وصله (من الآية) وكأنه يعيد النظر فى هذا التصدى الذى قام به “الإنسان” مبادراً، حين عرض ربنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وحملها الإنسان…. (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأية: 72 سورة الأحزاب)
أما فى الصفحة الحالية فقد ركز الاستاذ على عملية “العرض” فقط كما ذكرنا دون تصِّدى الإنسان لحملها، وقد ناقشت معنى الأمانة فى النشرة السابقة صفحة (38) بتاريخ 6-10-2011، ونبهت إلى الاجتهادات المتعددة التى وردت فى كثير من التفاسير وعددت منها كأمثلة أحد عشر اجتهادا هى: (1) حق الله على عباده وما شرعه لهم من توحيد (2) فرائض الله (3) حقوق الله (4) حاجات الناس وحقوق الناس من الودائع والرهون (5) دين الإسلام (6) الأمر والنهى (7)الخلافة (8) الجنابة (9) الصلاة والصوم (10) الطاعة (11) التوحيد، (وغير ذلك كثير مما هو مثل ذلك)…..
ثم إنى تركت الباب مفتوحا أتساءل: كيف يمكن تصور أن ربنا سبحانه قد عرض أى من هذه الاحتمالات على السماوات والأرض والجبال، وجميعها تسبح بحمده وتقدس له، ولم أستبعد ذلك طبعا، إلا أننى حين تمعنت فى تسبيح الجماد والطبيعة، وربطت بينها وبين الإيقاع الحيوى الكونى وصلنى تسبيح هارمونىّ جميل ليس فيه اختيار، لكن الإنسان فى سعيه إلى استعادة هارمونية علاقته باللحن الكونى إلى وجه الله، وجد أنه قد امُتِحَنَ باكتساب الوعى والوعى بالوعى الذى تميز بهما ومن ثَمَّ “الاختيار”، فالإنسان الذى حمل الأمانة كما جاء فى هذه الصفحة قََبِِلَ مخاطرة أن “ينفصل” “ليتصل”، وبالتالى فثمة فرصة أمامه لفحص اختياره، فلا يصبح إيمانه وتسبيحه مجرد ذرة تدور بالإيقاع مثل ذرات الجبال والسماوات والأرض، وإنما يصبح له الحق أن يتصل بعد أن ينفصل وباختياره، وما أعظم المهمة وأشقها “كل من انفصل عن أصله يطلب أيام وصله“، إنه تكريم شديد الإرهاق: من ينجح فى اجتياز امتحانه يرتتقى فوق تسبيح السماوات والأرض والجبال/ وإلا فكم ظلم الإنسان نفسه بحمل أمانة لم يحسن القيام بمسئوليتها فكان “ظلوما” ظلم نفسه، “وجهولا”: جهل حجم المسئولية.
حين يكتب الأستاذ باكرا “حمل الإنسان الأمانة” صفحة التدريب (38) ثم يكتب هنا صفحة 81 أى بعد حوالى خمسين صفحة عن عملية عرض الأمانه، فإننا يمكن أن نفرح بهذا المخ البشرى ونتعلم منه إذْ يبدأ بذكر مسئولية الإنسان وهو يتصدى لحمل الأمانة، ليكمل لنا الرؤية بالتركيز على “فعل العرض” نفسه، فيتعمق لدينا مغزى العمليتين المتكاملين المنفصلين بالزمن السرمدى المحتمل بين العرض (الذى جاء فى هذه الصفحة)، وبين تصدى الإنسان للحمل، ربما بدون عرض عليه بالذات، وفى هذا القلب الجميل لتسلسل الزمن ما يؤكد لنا حضور عبء حمل الأمانة المستمر طول الوقت قبل فكرة ظهور العرض فى وعى الاستاذ على هذه المساحة الرحبة.
****
ما بقى لدينا من جديد فى هذه الصفحة هو ثلاث عبارات وصلتنى بلا رابط ظاهر:
أولا: القناعة كنز لا يفنى
بعد اجتهاد فى البحث عن معانى القناعة، ثم تأمل فى ما وصلنى من شيخى فى هذه المنطقة خلال عشر سنوات تقريبا، بالإضافة إلى ما وصلنى عبر ابداعه وبطريق غير مباشر، اكتشفت من خلاله معان للقناعة غير التى وصلتنى من بحثى الاستقصائى سواء كلفظ فى المعاجم، أو حكمة أو فضيلة حسب تفسير المفسرين،
القناعة لا تكون كنزا لمن لا يملك إلا القناعة. لكى تفخر بقناعتك لابد أن تختبر قدرتك، أو قدراتك أولا، هل حقا أنت “تستطيع” ثم “تتوقف”، وتقنع؟ أم انك تقنع استسهالا أو عجزا؟
مثلا: شيخى كان قادرا أن يقتنى سيارة وسائقا خاصا، وقد كان من أحوج الناس إليهما فى الفترة الأخيرة، لكنه لم يفعل، والشقة المتواضعة التى كان يقطنها وهى التى عرفته فيها، كان قانعا بها وكأنها قصر الرئاسة،… الخ، وغير ذلك مما لا أستطيع أن أعد أو أحصى، هذه قناعة ورضا حقيقيين.
لكنه لم يكن قانعا بأى مستوى يصل إليه إبداعه، ونقلاته النوعية من مرحلة إلى مرحلة (وإن كنت لا أوافق على تقسيم أعماله إلى المراجل التى قسموها إليها) هذا نوع آخر يرفض قناعة أخرى ليست الكنز الذى قصده شيخى هنا، كان شيخنا يفاجئنا دائما وربما يفاجئ نفسه بهذا الإبداع المتجدد شكلا وموضوعا، ويكفى اختراقه أولاد حارتنا بملحمة الحرافيش، ثم هذه الصورة العبقرية التى تفجرت فى “أصداء السيرة” لتكتمل “بأحلام فترة النقاهة”، وغير ذلك كثير، وأعتقد أنه لم يقنع بجائزة نوبل، صحيح أنه فرح بها ولها ولنا، لكنها أبدا لم تكن محل فخره الأول، ولم يصلنى أبدا أنه لاح له أن يقنع بها فيتوقف، هذا إذا كان سمح أصلا لفكرة الفخر أن تمر به، مع أنه كان من أصدق من عرفت وهو يوافق على فخر المتنبى وفخر العقاد بنفسيهما.
****
ثانيا: الأميرة ذات الهمة
تكلموا كثيرا عن المرأة فى أدب محفوظ، والمرأة فى حياته، والمرأة فى خبراته، وظلموه بقدر ما ظلموا المرأة، والأرجح عندى أنه كان ادرى الرجال بالمرأة، وليس هذا مكان البحث فى ذلك، والذى يريد أن يرى طيف حضور المرأة فى وعيه يبدأ بالنظر فى حبه لأم كلثوم وما تمثله كامرأة لها كل هذه المواهب الأنثوية الإنسانية الفنية الإبداعية، إلى أن يصل إلى الست أمينة أم فهمى عبد الجواد ليرى امرأة مصرية أخرى لها جمالها الآخر، مرورا بكل نسائه ونساء رواياته (بما فى ذلك المرايا والأصداء والأحلام)
حين رجعت إلى سيرة الأميرة ذات الهمة وجدتها أنها مثال المرأة المناضلة والبطلة التي تصدت للحملات البيزنطية دفاعاً عن العرض والأرض والشرف والكرامة… ، قلت: أبدأ باقتطاف بعض ما جاء فى سيرتها من باحث من وطنها المسلوب هو الباحث توفيق السهيلي الذى كتب عنها في مجلة صوت فلسطين العدد 4-5 كانون الثاني 2010 ما يلى:
كلنا سمعنا عن الأميرة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب.. هذه الأميرة العربية الفلسطينية تعتبر سيرتها الشعبية أكبر وأطول وأضخم سيرة شعبية في تاريخ البشرية، مخطوط هذه السيرة الشعبية الفلسطينية كان موجوداً في مدينة برلين وكان الألمان في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) يقومون بنقل هذا المخطوط مع عدد من المخطوطات النفيسة الأخرى من مدينة إلى مدينة خوفاً عليها من قصف الحلفاء وحتى أوائل السبعينيات من القرن العشرين، كنا نحن الفلسطينيين قد سمعنا باسم هذه السيرة ربما للمرة الأولى وبالرغم من أهميتها في التاريخ الإنساني عموماً وفى التاريخ العربي والإسلامي على وجه الخصوص، لكن لم تقم أى من الجهات بالسؤال أو البحث عنها أو محاولة تصويرها أو طباعتها.. لكن هذا المخطوط لم يلبث أن طبع ورأى النور للمرة الأولى في إحدى دور النشر اللبنانية في ثمانينيات القرن الماضي وظهر في عدد من المجلدات ذات الحلة القشيبة.
فمن هي تلك الأميرة الفلسطينية؟ إنها الأميرة فاطمة بنت مظلوم بن الصحاح بن الحارث الكلابى، وقد ولدت فاطمة وتربت وسط أهلها وذلك في العهد الأموى في القرن السابع للميلاد.. وتدور أحداث سيرتها بدءاً من عصر (عبد الملك بن مروان) انتهاء بعصر آخر الخلفاء الأمويين (مروان بن محمد) وبدايات العصر العباسي.
إذن كان ميلاد الأميرة فاطمة ذات الهمة ونشأتها في وقت كانت فيه الأمة العربية والإسلامية تتصدى للعدوان على أطرافها وتصمد في وجه ذلك العدوان الذي كان يهدد وجودها.
ولقد شاركت فاطمة مع قبيلتها في القتال الدائر وفي التصدي للهجمات المعادية التي تستهدف أمتها وابرزت فاطمة همة وشجاعة نادرتين في القتال ولذلك أطلق عليها لقب (ذات الهمة)..
وكانت هذه الأميرة الفلسطينية جميلة حسناء، وكانت تحب ابن عمها الأمير مرزوق الذي اتصف هو الآخر بالنبل والشجاعة فاقترنت به وأنجبت ابناً سمته (عبد الوهاب).
وتتحدث السيرة الشعبية التي نحن بصدد الحديث عنها عن الأميرة فاطمة (ذات الهمة) وابنها عبد الوهاب ونشاطاتهما وجرأتهما واستبسالهما في القتال لصد العدوان عن الأهل والعشيرة والأمة.
كان حجم مخطوط تلك السيرة الشعبية يبلغ نحو ثلاثين ألف صفحة ومن المعروف أن أحداث تلك السيرة والحديث عنها وما تضمنته من قصص وحكايات قد انتقلت أولاً من مدينتي يافا وعكا الفلسطينيتين إلى أرجاء الساحل العربي السورى، ثم دخلت إلى مصر عن طريق غزة، ونظراً لما لاقته هذه السيرة في مصر من اهتمام الناس بها واحتضان العامة والفقراء لها ونظراً لانتشارها الواسع في مختلف القرى المصرية نظراً لهذا كله، فقد ظن الكثيرون أنها سيرة شعبية مصرية ولكن الحقيقة التي لا تقبل النقاش والجدل أنها سيرة شعبية فلسطينية بامتياز.
لقد دافعت الأميرة فاطمة ذات الهمة عن الخلافة الاسلامية في وجه الحملات البحرية البيزنطية التي كانت حينذاك تستهدف الساحل الشامي كله ويقال إن الأميرة فاطمة ذات الهمة قد قادت جيشاً عربياً وصل إلى مالطةوالقسطنطينية.
إذن فسيرة الأميرة الفلسطينية (فاطمة ذات الهمة) وابنها عبد الوهاب تعتبر كما أشرنا من قبل أكبر وأضخم وأطول سيرة شعبية في تاريخ العالم لكنها للأسف الشديد لم تحظ بأي بحث أو دراسة أو اهتمام مما أدى أن ينسبهاالآخرون إليهم.
انتهى المقتطف من الباحث توفيق السهيلى
ثم إنى عثرت على كتابين عنها أرسلت أقتنيهما:
– كتاب “الأميرة ذات الهمة” تأليف د. شوقى عبد الحكيم – الناشر: دار المصرية اللبنانية للطباعة والنشر والتوزيع عام 1994
– كتاب “سيرة الاميرة ذات الهمة” تأليف الدكتورة نبيلة إبراهيم – الناشر: المكتبة الأكاديمية عام 1994.
وقد أرجع إليهما إذا عاد الأستاذ إلى ذكرها
والآن؛ يا ترى: ما الذى جاء بطيف هذه الأميرة فى وعى شيخى حتى يثبتها فى هذه الصفحة هكذا؟ أنا لا أستبعد أمرين على طرفى نقيض.
الأول: أنه سمع “حدوتها طفلا” ووصله منها ما يصل الأطفال من بطولة أنثوية، وفروسية أنثوية، وبسالة أنثوية، وظل ذلك كامنا حتى ظهر اليوم على سطح وعيه مع بعض طفولته الحرة وهو يتدرب على الكتابة من جديد.
والثانى: هو أنه، وهو الذى همَّه على فلسطين لا يخف ولا يخفت مع ما يصله من أنباء عن ما يلحقهم من قهر وإذلال، قد قفزت إليه سيرة هذه الفارسة البطل فشعر كم نحتاج جميعا رجالا ونساء، كبارا وأطفالا لمثلها الآن. ولعله كان يتساءل فى داخله وخارجه: أين نحن الآن من بطولة هذه الأميرة؟ فحضرت شخصيا، فى حركية وعيه ليقفز اسمها إلى صفحة تدريبه،
وهأنذا أحمل رسالته إلى نسائنا وأطفالنا جميعا قبل رجالنا!!،
سمعا وطاعة يا شيخنا!
الأمر الذى تعجبت له وأنا أقرا موجز سيرة هذه الأميرة هو كيف أن حجم مخطوط تلك السيرة الشعبية يبلغ ثلاثين ألف صفحة ونحن لا ننهل منه لا أطفالا ولا كبارا ما يليق وما ينفع، فخجلت أن أكتب عنها هذه السطور القليلة، لكننى لم أستبعد أن يكون شيخى قد ألم ببعض أصولها، فهو القادر أن يخرج من أى ألف صفحة بكلمة واحدة تحتوى ما أُرِيدَ من كل تلك الصفحات، لتطل علينا فى ابداعه بشكل أو بآخر، أو تقفز، فى صفحة تدريب عابرة، فتثير ما تثير هكذا!!
****
ثالثا: البحر الأبيض والبحر الأحمر
لا أعرف لماذا حين قرأت هذه الكلمات الأربع قفزت إلىّ “مصر” قبل أن تقفز قناة السويس،
أظن أن مصر تقع فى حضن هذين البحرين أكثر من أن قناة السويس وهى تربط بينهما.
ولا أريد أن أزيد الآن.
كما أننى أعتقد أنه سيعود إلى ذكرهما فى صفحة لاحقة
وإن عادَ عدتُ