نشرة “الإنسان والتطور”
15-3-2012
السنة الخامسة
العدد: 1658
ص 65 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
الرحمن علم القرآن
الرحمن خلق الانسان
الحب الآلهى
غرّد الطير فنبّه من نَعَسْ
ولد الهدى فالكائنات ضياء
نجيب محفوظ
5/4/1995
القراءة:
فيما عدا كلمتى “الحب الإلهى” فكل ما جاء اليوم ورد سابقا، وما زالت عندنا مئات الصفحات، فهل يا ترى نستطيع أن نتحمل أن نستمر هكذا: نشير إلى ما سبق حتى نعود إلى الدراسة الشاملة بعد الانتهاء، إن كان لهذه التجربة انتهاء؟
حتى هاتين الكلمتين “الحب الإلهى”، قد وردتا فى قراءَتِى لصفحة (51) وليس فى كتابته هو، ولعل فى هذا دليل متواضع على أن هذه القراءة، وهذا المنهج به درجة مناسبة من المصداقية.
ولكن دعونا نشير أولا لما سبق أن ورد بالروابط المناسبة لمن شاء أن يرجع إليها من الأصدقاء
الرحمن علم القرآن
الرحمن خلق الإنسان
– صفحة التدريب رقم (15) نشرة 18-2-2010
– صفحة التدريب رقم (47)، نشرة 1-12-2011
– صفحة التدريب رقم (54) نشرة 19-1-2012
غرّد الطير فنبّه من نَعَسْ
نشرة 14 -7- 2011 ص 29 العدد: 1413
ولد الهدى فالكائنات ضياء
نشرة 23-6-2011 العدد: 1381نشرة صفحة 26
نشرة 4-8-2011 العدد: 1434 صفحة 31
…………………………………
أما فيما يتعلق بـ “الحب الإلهى” فقد ورد مايلى فى صفحة التدريب (51) نشرة 29-12-2011 العدد: 1581
… ربما مثل هذا التداعى فى وعى تحتىّ هو الذى جاء بالأغنية الأخيرة من تأليف بيرم التونسى، وقد جاءت فى هذا الجو الرائق لتشع حبا من نوع آخر ويحضرنى تجلى الثلاثة مجتمعا: بيرم وأم كلثوم وشيخنا الجليل، تجىء هذه الأغنية بالعامية الجميلة فتكاد تنافس قصائد الحب الإلهى بالفصحى، ……. وهى أغنية تعلو بحبنا البشرى، توجها إلى الله سبحانه تعالى لمن يعرف الطريق إليه، هذا الحب الالهى الجميل الخالص هو حب حقيقى وليس حبا مغتربا أو مجذوبا أو ولامؤاخذة “ميتافيزيقيا”!!
تبدأ هذه الأغنية بالعامية المصرية الجميلة فتصل أسرع وأعمق:
“القلب يعشق كل جميل” ….إلخ.
لكن عندك، حضرنى استدراك بالنسبة للصفحة الحالية:
فى تلك الصفحة السابقة التى لم يرد فيها نص كلمتى “الحب الإلهى” إلا فى القراءة، وردت الأغانى التالية:
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر
يا ما أمر الفراق
اللى حبك يا هناه
ثم
القلب يعشق كل جميل
فنلاحظ أن الذى يجمع هذه الأغانى هو صوت أم كلثوم، وأن ذكر “الحب الإلهى” استنتاجاً كان فى القراءة فحسب
أما هنا فى هذه الصفحة، فنحن فى حضرة الرحمن منذ البداية ، بعد البسملة وذكر اسم شيخى مرتين (حتى دون اسمىْ كريمتيه) مما دعانا إلى أن ندخل إلى رحاب الرحمن “علم القرآن، خلق الإنسان” مباشرة، وقد أوفينا هذا الترتيب حقه كما خطر لنا فى قراءة سابقة: صفحات 15 & 47 & 54
فى هذه الصفحة الحالية بعد الحضور فى رحاب الرحمن، تعاقب ما يلى هكذا:
الحب الآلهى
غرّد الطير فنبّه من نَعَسْ
ولد الهدى فالكائنات ضياء
فالبيت الأول من رباعيات الخيام ترجمة محمد السباعى كما ذكرنا فى قراءة صفحة 29، وكنت قد وعدت فى تلك الصفحة أن أعود إلى ما وصلنى من علاقة شيخى بعمر الخيام، لكننى لم أعد، وها هو يحضر ثانية بنفس شطر بيت الخيام دون الشطر الثانى، فشيخى لم يفعل مثلما فعل فى ص 29 فأكمل: “وأدر كأسك فالعيش خُلس“، وإنما ألحقه بأن حضر فى رحاب الرحمن ليجعلنا نعيش معه الحب الإلهى، فى حضرة ولادة نبينا عليه الصلاة والسلام.
دعونى أبالغ قليلا، أو كثيرا، حين أقترح، أو أفترض أن الحب الإلهى الذى ذكره قبل هذا الشطر “غرّد الطير فنبّه من نَعَسْ” وبعد ذكر الرحمن الذى علم القرآن أسكره بالوصل الإلهى فاستغنى عن البيت التالى “وأدر كأسك فالعيش خلس” لبجد نفسه فى نشوة مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام (ولد الهدى فالكائنات ضياء).
حتى لو كنت أبالغ فأنا فرح بأن تهدينى هذا المبالغة إلى تبين مزيد من معالم المنهج الذى أتبعه، فالمسألة ليست أنه كرر هذه الجملة، أو ذلك البيت من الشعر كذا مرة، وإنما هى تتعلق أكثر بتحركات موجات سحاب الوعى الذى يحضره فى التدريب فيتساقط منه هذا الرذاذ يكمل بعضه بعضا، ويزين بعضه بعضا.
ياه! هذا الاستنتاج جعلنى أفكر أن أعِدَل عن الدراسة الشاملة التى وعدت بها، خشية أن تنقلب هذا الجمال أرقاما وأعدادا
لست متأكدا
ولكن دع هذا الأمر حتى يحين الحين كما يقول مثلنا العمى..: “على ما ينقطع الجريد، يفعل الله ما يريد”.