نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 14-11-2013
السنة السابعة
العدد: 2267
ص 133 من الكراسة الأولى
لا إله إلا الله محمد رسول الله
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
العدل اساس الملك
الرحمة فوق العدل
——
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الحمد لله رب العالمين
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
19/6 /1995
القراءة:
أنت تعلم يا سيدى أننى كنت مشغولا بك طوال هذين الاسبوعين، وقد أتممت فيهما بحثا مقارنا بين “بعض أشكال الخلود، إضافة لما قمت بتقديمه فى دراستى الباكرة عن ” دورات الحياة وضلال الخلود”: ملحمة الموت والتخلق، فقد اكتشفت وأنا أقوم بالنقد المقارن مع رائعتك “حضرة المحترم”، ما لم أنتبه إليه قبلا بدرجة كافية فى نقدى الأول، وهو “الخلود فى الوعى الجماعى”، وأعنى به الخلود فى الناس وللناس، بمختلف أشكاله التى وردت فى الملحمة وفى غيرها، بالمقارنة بالخلود المجنون لجلال صاحب الجلالة، فضلا عن أشكال اللانهائية الدنيوية المغلفة بألفاظ إلهية فى “حضرة المحترم”.
ربما حين عرفتَ ذلك يا شيخى الكريم أعطيتنى الفرصة فملأت هذه الصفحة كلها بما ورد فى صفحات سابقة، فمنحتنى الوقت الذى أكمل فيه الدراسة النقدية المقارنة، لأرسلها هذه الليلة إلى صديقنا أ.د. حسين حمودة الذى أصبح رئيس لتحرير دوريتك النقدية التى تصدر كل عام بمناسبة عيد ميلادك،
أبقاك الله لنا ذخرا، وكل سنة وأنت طيب، ونحن أهل لثقتك وأبوتك وصداقتك.
وإليك مقتطف من البعد الجديد الذى اضفته لدراستى السابقة:
“إن ولادة الذات لا تتم إلا بوسائل وفرص، ليست غاية فى ذاتها بقدر ما هى حق مواكب لمسئولية وعى الإنسان عن حمل الأمانة، ومن أهمها العدل الذى شغلت مساحته ما يحق لها أن تشغله طوال ”الملحمة”، ممثلاً أساسا فى “عاشور” الأول “صاحب الحلم والنجاة والعدل الشامل” (ص.م: 206).
وقد وجدتها فرصة أثناء محاولتى نقد “حضرة المحترم” أن أقارن اغترابا آخر فى خلود أبعد عن الشذوذ، لكنه أقرب إلى الشقاء، وجدتها فرصة أن أعود إلى الملحمة لعلنى أنجح أن أوضح ما أوجزت عن الجانب الإيجابى لنوع آخر من الخلود عرضته الملحمة من منطلق علاقة الوعى الفردى بالوعى الجماعى إلى وجه الله.
الدراسة الحالية تبدأ بتناول الامتداد “فى” الناس، كما ورد فى الملحمة إلى الوعى المطلق إلى وجه الله، ممثلا فى اختفاء عاشور الناجى الأول مع حضوره وانتظار عودته طول الوقت، وذلك قبل عودتى إلى المقارنة بين الخلود المجنون عند جلال صاحب الجلالة (ملحمة الحرافيش)، والخلود التقديس الدنيوى عند عثمان بيومى (حضرة المحترم)
منذ بداية الملحمة، أحضر لنا محفوظ الموت بشكل ماثل زاحف وصل إلى عاشور وهو يتابع سلسلة النعوش تتوالى إلى “القرافة” على أثر “الشوطة” التى ألمت بالحارة، وباعتراف بسيط بالخوف البشرى وهو يواجه الموت وهو يلاحقه، قرر عاشور أن يقاومه حتى بالهرب، لكنه لم يكن هربا جبانا من الموت بقدر ما كان مقاومة تستند إلى سندين: علاقته بالحى الذى لا يموت، وانتمائه إلى جماع وعى الناس. بعد مرورنا بكل هذه الأجيال رجح أن ثم وعيا غائرا عند عاشور كان يدرك ذلك، وأنه لم يقل لناسه، ولا لأسرته “وداعا”، ولكن ما وصلنى أنه قال وهو يغادرهم دون استئذان “إلى لقاء”، وقد وصلت التحية والوعد إلى الناس بيقين غائر، فصدقوا أن مقاومته (لا هروبه) انتصرت، وراحوا ينتظرون عودته وكأنها عودة المسيح أو المهدى المنتظر.
أكتفى بهذا القدر
والدراسة سوف تصدر فى دورية “نجيب محفوظ”، عدد ديسمبر 2013، العدد السادس، المجلس الأعلى للثقافة، بعنوان: “تشكيلات الخلود بين “ملحمة الحرافيش”، و”حـضرة المحترم”.
وكل عام وأنت بخير مرة أخرى.
أما ما ورد فى هذه الصفحة، مما سبق وروده من قبل فهو:
* لا إله إلا الله محمد رسول الله: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 107) نشرة 7-2-2013
* العدل اساس الملك: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 48) نشرة 8-12-2011، صفحة التدريب (ص 52) نشرة 5-1-2012
* الحمد لله رب العالمين: ورد فى صفحة (7) نشرة 21-1-2010، (16) نشرة25-2-2010، (36) نشرة 8-9-2011، (49) نشرة 15-12-2011، (55) نشرة 26-1-2012، وفى صفحة التدريب (113) نشرة 27 – 6 -2013، وفى صفحة التدريب (115) نشرة 11-7-2013 وفى صفحة التدريب (118) نشرة 25 – 7 – 2013، وصفحة التدريب (ص 129) نشرة 17-10-2013
* الرحمة فوق العدل: جاءت فى صفحة ( 98) نشرة 11-10-2012 عبارة “الرحمة قرينة العدل”.