نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس 21-11-2013
السنة السابعة
العدد: 2274
ص 134 من الكراسة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
باسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
الله هو الحي القيوم
الاغاني للاصفهانى
الشيعة والخوارج
نجيب محفوظ
الاطلال
اراك عصى الدمع شيمتك الصبر
نجيب محفوظ
20/6
القراءة:
لم يحدث فى صفحة سابقة، على ما أذكر، أن جاء اسم شيخى وسط ما يطفو على وعيه داخل سطور تدريباته، ألفنا منذ البداية أن يبدأ باسمه مرة أو أكثر، ثم باسم كريمتيه ثم ينهى الصفحة باسمه وهو ما اعتبره توقيعا وتحته التاريخ.
هذه الصفحة اختلفت من حيث الشكل فجاء بعد البسملة والاستعاذة رسم خط ثم اسمه ثم اسما كريمتيه ثم اسمه مرة أخرى، وخط جديد، وكأنه قد بروز هذه الأسرة الجميلة هكذا، وكأنه قد أحاط بحنانه السابغ كريمتيه أعلى وأسفل، كم كان هذا الرجل الجميل يحبهما بكل ما يملك ويدعو ويرجو.
ثم عاد اسمه للظهور داخل المتن وهو ما لم نعتده، فوقع بين “الشيعة والخوارج” وبين “الأطلال”، رفضت أن أقرأ الأطلال إلا كما قرأتها سابقا فى صفحة التدريب (77 ، 169)، لم اسمح لنفسى أن أبتعد عن أطلال إبراهيم ناجى تشدو بها أم كلثوم كما تناولتها قبلا.
ذكر الشيعة يا شيخى الجليل فلّب علىّ مواجع هذه الأيام بالذات، وكنت قد كتبت فى موقع “اليوم السابع” عن استسلامنا لأوهام “رهاب التشيع” عملا بنصيحه أمريكا وإسرائيل، حتى ننسى أننا مسلمون، فكتبت مقالين متتالين عن ذلك بمناسبة عاشوراء، وأغلاق مسجد الحسين يوم كربلاء، وأنا أعلم علاقتك به، فاسمح لى يا سيدى أن أنتهز الفرصة فأنشرهما اليوم فى تداعياتى انطلاقا من هذه الصفحة، كما يلى:
****
اليوم السابع : الجمعة 15-11-2013
نحن فى عرض أى مؤمن، وأى إنسان معنا
طالعت فى إحدى صحف صباح اليوم أن السلفيين قد حشدوا أنصارهم ليتصددوا للمحتفلين من الشيعة بعاشوراء فى مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه، مما دعا وكيل وزارة الأوقاف أن يغلق المسجد وساحته الداخلية أمام الزوار جميعا، بصراحة فزعت وتألمت، هل هذا وقته؟ هل هذه هى القضية؟ هل هذا هو الذى يجمع المسلمين الذين تمنيت أن تكون دعواهم هى ما وصلنى من إسلامى، فنسعى إلى أن يعود حلا حضاريا بديلا للخراب الجارى عبر العالم مما قد ينقذ كل الناس ؟
لكن خفـَّف من ألمى وفزعى ما وصلنى من مصادر التواصل الاجتماعى متعلقا بنفس المناسبة وهو كيف ارتفعت صلبان خشبية أثناء إحياء مراسم عاشوراء فى مدينة كربلاء فى العراق، وكيف شارك رجال دين مسيحيون بالعراق إحدى ليالى عاشوراء فى مكتب سماحة عمار الخطيب، قلت اللهم اجعله خيرا، وحمدت الله.
بالله عليكم: أى التوجهين أقرب إلى الإسلام فى أصوله غير المشوَّهة؟ أى التوجهين أولى بالمسلمين الآن، فى مصر والعراق والمغرب العربى والهند والخليج وكل العالم ؟ أى الموقفين أقرب إلى رضا رب العالمين وأكثر اتساقا مع الأمانة التى حملها الإنسان، وأى التصرفين يحق أن يتصف به الإنسان ليكون مؤمنا يتجلى إيمانه فى الإسلام كمثال.
الذى يدخل معركة الحياة ليحمل أمانة البقاء، عليه أن يتحالف مع طوب الأرض متى سنحت الفرصة، مع كل من يتجه فى اتجاهه حتى لو لم يعرفه، مع كل من يسعى لتحقيق نفس الهدف الأسمى حتى لو يره أو حتى يسمع منه.
ليس امام المستضعفين فى العالم – ما دام الأمر كذلك- إلا أن يجتمعوا إلى بعضهم البعض، ليتعاونوا مع بعضهم البعض، كل أهل فئة مع أهل فئته، وكذا كل أهل دين، وكل أهل ملة، وكل أهل وطن، ثم يتعاون كل المستضعفين مع بعضهم البعض إلى وجهتهم التى خلقوا من أجلها.
من هذا المنطلق ، علينا نحن المسلمين أن نبدأ بالتعاون مع أى مسلم انطلاقا لبقية البشر، فكيف بالله عليكم، وفى هذا الوقت بالذات نفهم معنى أن نغلق مسجد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى وجه من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله؟
يا أهل الله ، أدعو الله ولا يكثر على الله، أن ينير بصيرتكم لتروا معنا أن : الشيعة مسلمون والله العظيم ثلاثا، وكل من أسلم وجهه لله فهو مسلم، وأننا فى عرض أى مسلم على وجه الأرض يشد أزرنا، ويسهم فى معركتنا، ثم أهلا بكل مؤمن، وكل من هو فى طريقه إلى الإيمان .
دعونا نميز بين من معنا ومن علينا، ليس بطقوس نختلف عليها، أو بتفاصيل تاريخية لم تعد لها مصداقية ثابتة، ولا آثار حالية على أرض الواقع، دعونا نميز عدونا بأنه كل من تتحيز له إسرائيل (وحلفاؤها) وتتكلم نيابة عنه أو يتكلم نيابة عنها، أو لصالحها.
هذا هو العدو الحقيقى الذى علينا أن نتكاتف لنغلق دونه أبواب قلوبنا، وأكوام أموالنا، ونعمة مواردنا الخام، وكرم أسواقنا، وكل ما يقويه علينا، وعلى حلفائنا.
****
اليوم السابع: الأحد 16-11-2013
نحن أولى بمسلمينا، وكل شرفاء العالم
كل ما حاولت أن أوصله فى مقال أول أمس هو أن المعركة لا ينبغى أن تكون بين طوائف المسلمين وبعضهم البعض لصالح إسرائيل وأمريكا ومن معهما، ثم أضيف اليوم إلى أنها أيضا ليست بين المسلمين والمسيحيين، ولا حتى بين المسلمين واليهود الشرفاء بعيدا عن بشاعة وشرك ووثنية إسرائيل. كنت متأثرا من غلق مساجد الله اضطرارا وأنا مشفق على فضيلة وكيل وزارة الأوقاف وهو من أعلم الناس بقوله تعالى “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..” ولكنى قدرت أن له وجهة نظره فيما اضطر إليه، والضرورات تبيح المحظورات.
الحمد لله رب العالمين، وصلت رسالتى إلى صديق أسمى نفسه مودى Moody فكتب تعليقا أعتذر عن اضطرارى لنشره، لما فيه من مديح، لكنه لمسنى برقة حانية، وهو يقول: “أشكرك يا دكتور يحيى – لهذا المقال الجميل (السهل الممتنع) كلامك كشعاع نور وسط غابة استوائية”
فأنتهز الفرصة لأجيبه: أنا الذى أشكرك يا بنىّ، فلمثلك أكتب.
فى نفس الوقت وصلنى تعليق كريم من معقب موسوعى موضوعى دأب على أن يشجعنى ويدعم اجتهادى التلقائى بأسانيد تاريخية ودينية تطمئننى إلى صواب ما ذهبت إليه اجتهادا. هذا الصديق هو “أحمد العقدة”، وأنا لا أعرفه شخصيا، لكننى أتعلم منه باستمرار، وآنس به، كتب بعنوان “لا وقت للخلاف” يقول:
“لو استرجعنا التاريخ عندما لوى التتار وجوههم نحو الشرق واستنجد خوارزم شاه بأهل السنة فى الشام ومصر فلم ينجدوه كانت النتيجة وصولهم إلى بغداد ورغم مقاومة ابنه جلال الدين إلا أنهم كانوا يحلمون بالهدف الأسمى لهم وهو دخول مصر وبعون الله صدهم المصريون بقيادة سيف الدين قطز ومعه الظاهر بيبرس وفى هذه الأثناء كانوا المسلمون جميعا رغم ما بين السنة والشيعة من خلاف على قلب رجل واحد فكان النصر..إلخ”
ثم أضيف تعقيبان فى عكس الاتجاه، واحد “فى لهجة إنذار يعلن”، أن مصر السنية والشيخين والسيدة عائشة خط احمر !ثم يضيف بعد الإنذار “عايز الاحتفالات باللطم والجلد والدماء افتح لهم بيتك مش مساجد أهل البيت” أما التعليق الثانى فهو يتساءل:! ايه الحكاية؟ خبر عن فيلم للمثليين والتانى عن الشيعة والبهائيين! انتو عايزنها إيه بالضبط!؟”
فأجيبهما: أن الخطوط الحمراء كثرت حتى كادت تحول حتى بيننا وبين ديننا الحق، وأن ما أريده بالضبط هو أن أوصل ما يصلنى من وحى دينى وكتابى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن سلوك رسولى الكريم (عليه الصلاة والسلام) كما وصفته السيدة عائشة رضى الله عنها وهى تعلمنا كيف أنه “كان خلقه القرآن”، هذا الوصف الذى أبحث عنه فى سلوك أغلب من يتصورون انهم يتبعونه، فأفتقده سواء فى اللاطمين أو لاطمى اللاطمين، فأستغفر الله لى ولهم، وأرجع لأبحث عن دفاعى عن اللطم والجلد فى مقالى، أو عن ذكر المثليين فلا أجد لهذا أو ذاك اثرا، والمقال مازال متاحا فى هذا الموقع الكريم، وأكتفى بإعادة ما انتهيت إليه فيه كما يلى:
دعونا نميز بين من معنا ومن علينا، ليس بطقوس نختلف عليها، أو بتفاصيل تاريخية لم تعد لها مصداقية ثابتة، ولا مظاهر طقوس شطح شاذ ليس هو الأصل فى الاختلاف، دعونا نميز عدونا بأنه كل من يتحيز لإسرائيل وحلفائها (الأمريكيين ومن إليهم).هذا هو العدو الحقيقى الذى علينا أن نتكاتف لنغلق دونه ليس ابواب مساجدنا فقط، وإنما أبواب قلوبنا، وأكوام أموالنا، ونعمة مواردنا، وكرم أسواقنا، وكل ما يقويه علينا، وعلى حلفائنا.
وأختم اليوم قائلا:
نحن أولى بمسلمينا، كلهم، لو سمحتم،
بل نحن أولى بكل المبدعين والثوار والشرفاء عبر العالم.
وبعد
استأذنك سيدى أن أكتفى بالإشارة إلى ما تم نشره سابقا فى هامش مستقل (1)
[1] – “الله هو الحي القيوم” ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 4) نشرة 7-1-2010
“الاغاني للاصفهانى” ورد هذا النص فى صفحة التدريب (104) نشرة 15-11-2012
“الاطلال” ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 77) نشرة 24-5-2012، وأيضا (ص 119) نشرة 8-8-2013
“اراك عصي الدمع شيمتك الصبر “
وردت فى نشرة:7-1-2010 صفحة التدريب رقم (3)، نشرة:4-2-2010 صفحة التدريب رقم(11)، نشرة : 29-12-2011 صفحة التدريب رقم (51)، نشرة 1-3-2012، صفحة التدريب رقم (63).