نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 4-8-2016
السنة التاسعة
العدد: 3261
صفحة 248 (الكراسة الثانية رقم 6)
نركز فى بيان استقاله وزارة
صدقى وتكليف وزارة الجنزورى
إن هدف الوزارة الجديدة يجب
أن يكون اعداد الوطن للقرن الواحد
والعشرين. وتحسين دخول ذوى
الدخل المحدود.
لا يمكن أن يكون الهدفان قد غابا عن
وعى الوزارة السابقة ولكن (….؟؟)
للمسئول ان ما يبذل عليها غير كاف
هذا القرن القادم هو قرن المعلومات
والحاسبات وقد يكون نصيبنا منها
ناقص ولكن المفروض ان يكون
الوزراء أدق فى الإحاطة والفهم
فيجب أن نعد المجتمع لها. سواء من
التعليم وتحسين الانتاج مع
رعاية ذوى الدخل المحدود تحقيقا
للسلام الإجتماعى
نجيب محفوظ
القراءة:
برغم أن هذه صفحة مازالت تُدرْجَ فى فئة المقالات لا التداعيات، وبرغم عدم حماسى للتعقيب عليها، إلا أننى أحتراما لكل حرف تركته يا شيخنا الغالى أبذل الجهد الذى اعتبره دينا علىّ، أحاول أن أرده لصاحبه، بأن أحافظ على كل حرف تركته، فإن لم أنجح أنا فى القيام بحق هذه المهمة فقد ينجح غيرى.
صفحة اليوم هى تكملة للصفحة السابقة وقد وصلتنى وكأنك أنت الذى توليت الوزارة، وتقوم بعرض برنامجها على الشعب، ولا أقول مجلس الشعب، ولم يغب عنى أولوية اهتمامك فى بداية الصفحة وختامها بتحسين دخول (ورعاية) ذوى الدخل المحدود.
كم تكلّمْنا معا عن الحاسوب والمعلومات، وكان حب استطلاعه ورغبته فى معرفة كل جديد يبهرانى، كما كان أسفه أنه لم يتقن الحاسوب والنت يخجلنى، وكان قد بلغنى من صديق قديم له – كما ذكرت فى تداعيات سابقة – أنه كان يتصفح دائرة المعارف البريطانية حتى بغير حاجة محدده، وكم ناقشنى بحب استطلاع حقيقى عن علاقتى بالحاسب، وشرحت له أنه امتداد للذاكرة البشرية، وأنه أرشيف متنقل ومكتبة زاخرة فى نفس الوقت، وكنت أتأمل اعجابك يا شيخنا بكل هذا، ولكننى وأنا أواصل نقدى لبعض أعمالك تأكدت أنك كنت تواصل الحوار مع مصدر المعلومات الأول وهو الكيان البشرى فى علاقته بالكون فالله، قرأت يوم الخميس الماضى فى باب لا يقرأه الكثيرون، أغلبه للأطفال باب “صدق ولا تصدق” أن الجرام الواحد من الدنا DNA (مادة “دى إن إيه”) البشرية للإنسان يشتمل على معلومات تزيد عن كل المعلومات فى جوجل والفيس بوك (وهى تعد بالملايين بل بعشرات الملايين)، فما حاجتك للحاسوب أو النت، أنا على يقين من أنك تستمد إبداعك من هذا الحاسوب الحيوى الرائع فى جدل مع كل”دنا” البشر الذى تتعرف عليه وتسبر غوره، ثم تعيد تشكلينا بإبداعك الفذ.
فى نشرة أول أمس فى حوارى مع مولانا النفرى انتهبت إلى رؤية كيف أن حدسه مع ربنا قد أوصل إليه التفرقة بين العلم والمعلومة حيث جاء فى وحى “موقف الوقفة”
من لم يقف رأى المعلوم ولم ير العلم، فاحتجب باليقظة كما يحتجب بالغفلة .
فقلت له: الجميع يا مولانا يتكلمون عن “عصر المعلومات” أكثر مما يتكلمون عن “عصر العلم” كما كان الحال منذ عقود قريبة، حتى حلت المعلومات محل العلم، فانفصل طالب العلم عن العلم، وتلفع بالمعلومات،
فأتذكر حوارنا حول تقديسك للعلم، ومحاولاتى أن أوصل لك ما آل إليه حال العلم السلطوى الأحدث بعد ما كان يستحق القدسية التى بهرتك فى العقود القليلة الماضية، ولم أكن منتبها كما نبهنا مولانا النفرى مؤخرا إلى التمييز بين “العلم” و”المعلومات”، وحين قرأت لك اليوم التوصية بالمعلومات والحاسبات، حضرنى كل ما وددت لو كنا معا لناقشتك فى هذه الجزئية، ولكن لا بأس فهى ملحوقة، حين نلتقى.
أما توصيتك عن “التعليم” و”حسن الانتاج” فهى توصية محورية، وأعتقد أنه لا وزارة صدقى ولا الجنزورى كانوا منتبهين لها بالقدر الكافى، وأنت لا تعلم يا سيدى ما آل إليه حال التعليم والانتاج حتى بعد ما يسمى الثورتين، (كدت أقول خصوصا بعد ما يسمى الثورتين).
عذرا فلم أعقب على كل فقرة واحدة واحدة،
لى رجاء لو سمحت، أن تخفف فى الصفحات التالية من المقالات على حساب التداعيات، وأن تعود إلى افتتاحيات الصفحات الأولى ولعلمك فإننى – مازلت لا أجرؤ على الاستباق وتصفح ما سيأتى، وذلك لأننى أخشى أن يدفعنى ذلك إلى أن أتوقف عن مواصلة الحوار معك،
ولكن لا، سوف أتابع ولو سطرا واحدا ألتقطه من داخل حتى مقالاتك
سامحنى
وسوف نرى