نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 14-7-2016
السنة التاسعة
العدد: 3240
صفحة 245 (الكراسة الثانية رقم 3)
عام جديد 1996
اللهم اجعله عيدا سعيدا يسر كل
مصري نسى الفرحة
بتحسين حال محدودى الدخل
وانشاء المصانع والشركات
وتحسين التعليم وجعله مناسبا
لعصر المعلومات.
وتحسين الزراعة رأسيا وافقيا
وترسيخ البحث العلمي ليكون أساس
حياتنا (؟؟؟؟) المعاصرة ولو بنسبة (؟؟)
اللهم عاونّا علي مقاومة الفساد
والروتين والتسيب والأهمال
واللامبالاة وعدم الانتماء
ليكن عاما جديدا لحياة
جديدة ووثبة عظيمة.
والله ينصر من ينصره
نجيب محفوظ
1/1/96
القراءة:
شيخنا يواصل كتابة المقال بديلا عن التداعيات، والمقال – حتى الآن – استغنى عن الافتتاحيات الشخصية بكتابة اسمه واسمى كريمتيه ….الخ
اليوم (أعنى يوم كتابة هذه الصفحة) هو أول يناير، وهو يبدأ الصفحة بتحديد اليوم وأنه عام جديد 1996 وأرجع للصفحة السابقة فالتالية وأتاكد أنه 1/1/1996، وقد مضى على الحادث (46) يوما، وعلى انتظام علاقتى اليومية به (34) يوما.
مقال اليوم يبدأ بالدعاء والابتهال والاستبشار، وينتهى بالرجاء أن ننصر الله لينصرنا، أى إيمان وأى أمانة!! ( وأى جهل لمن ظنّ به عكس ذلك.
صفحة اليوم، برغم قصرها، هى أقرب إلى برنامج كامل لخطة شاملة كثفها فى بضعة أسطر.
ولكن دعونا نرى كيف أجمل فـَفـَصَّل، وكيف أوجز فأنجز!
اعتبر بداية هذه السنة الجديدة 1/1 عيدا، فجمع فيه كل المصريين (بل كل العالم) بدءًا بالمصريين ليدعو لهم، بأن يكون عاما سعيدا، وهو يخص بالذكر أهله والناس وهذا بديهى لكنه ليس استبعاديا، فتصلنى أنه يوجه الدعاء بالسعادة للمصرى بالأصالة عن كل مصرى والنيابة عن كل البشر، ويخص من المصريين أكثر “كل مِصْرى نسى الفرحة”، يا للرقة والمواجدة، نعم نسى أغلب المصريون الفرحة، وهذا احتمال مؤلم لم يفت شيخنا، الفرحة التى يتمناها شيخنا للمصرى جعل مصدرها إنجازات “بنائية” “تنموية” “اقتصادية” “حضارية” برتتيب ذكرى مسئول وأظن أن هذا الترتيب الذى جاء تلقائيا وهو يرفعه لرينا – دعاءً – ولنفسه ولنا تذكرةً، يعلمنا مدى انتمائه واهتمامه، فنذكر الصفحة السابقة وكيف أن أسعد ما يسعده هو العام قبل الخاص.
ماذا يدعو السرور على المصرى الذى نسى الفرحة؟ المصرى لا يخدع بالوعود اللاحثة أو يفرح للمظاهرات الجامحة أو يسكر بالخطب الرنانة والتغيرات الشكلية؟ شيخنا يعرف تماما زيف هذه البضاعة فيثبت عكسها الذى يرى أنه المصدر الحقيقى الذى يسعد المصرى محدود الدخل، فيجعل عامه سعيدا.
دعونا نقرأ برنامجه بالترتيب:
(1) انشاء المصانع والشركات
لاحِظـْ كيف قدم “المصانع” على “الشركات”!
(2) تحسين التعليم
فأحمد الله أنه لم ير ما آل إليه حال التعليم حتى أصبح مفرخة لقيم الغش والكذب والرشاوى والتهريج بلا تربية ولا تعليم.
التعليم يا شيخنا لم يعد يحتاج إلى مجرد تحسين، بل إلى ثورة كاملة، أو معجزة من السماء، حتى تصورت أننا إذا فشلنا فإلغاؤهُ كليةً أفضل!
(3) وجعل (التعليم) مناسبا لعصر المعلومات.
وأحمد الله أنك لم تشهد يا شيخنا كيف أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت الوسيلة الأحدث لإفساد الأخلاق، وفى مجال الامتحانات بالذات.
(4) وتحسين الزراعة رأسيا وافقيا
فألاحظ اهتمامه بالبنية الأساسية، فتصلنى دقته المسئولة بالوعى بالتحسن الأفقى للزراعة، بزيادة المساحة من الأراضى، والتحسن الرأسى لها باستعمل البذور الأحسن، نوعا والأوفر انتاجا مثلا، وأيضا بتحويل نظم الرى إلى ما يناسب ما تبقى لنا من مياه (وغير ذلك من علم وخبرة وترشيد وعمل!).
(5) وترسيخ البحث العلمي ليكون أساس حياتنا (؟؟؟؟) المعاصرة ولو بنسبة (؟؟)
وأعتذر عن عجزى عن قراءة بعض كلمات هذه الفقرة فوضعت بعدها (علامات استفهام) . ولا أعود إلى خلافى معه حول ما آل إليه البحث العلمى، وما سبق أن نبهت إليه من انحراف البحث العلمى المؤسسى – حتى عالميا– حيث أصبح أقرب إلى أيديولوجيا جاثمة معيقة، وليس أداة حضارية بنَّاءة (انظر نشرة “العلم السلفى المؤسَّسِى الأيديولوجى الحديث”) بتاريخ 18-3-2014
(6) ثم يعود شيخنا للدعاء أن يعاوننا الله على كل مقاومة:
(أ) الفساد
(ب) والروتين
(ج) والتسيب
(ء) والأهمال
(هـ) واللامبالاة
(و) وعدم الانتماء
بالله عليكم هل ترك شيخنا سلبية معيقة لم يلحظها.
(7) ثم يؤكد أخيرا ما لم يتنازل عنه أبدًا: من آمل جميل عنيد برغم كل هذه الرؤية وهذا الألم قائلا:
– ليكن عاما جديدا
– لحياة جديدة
– ووثبة عظيمة
(8) ثم يختم بأن كل هذه الدعوات والتوصيات والبرامج هى نصرة لله (وليس فقط برنامج حضارى مسئول، وأننا إذا فعلنا – ونحن مصريون– فنحن لا ننجح فيه فقط لأنه تحد حضاريا، وإنما أساسا لأننا نصرنا الله بطاعته، بتعمير الأرض وتنمية ما ينفع الناس!
والله ينصر من ينصره.
……
– حاضر يا شيخنا حاضر.
– عهدا وأمانة.
– والله المستعان.