نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 16-6-2016
السنة التاسعة
العدد: 3212
ص 241 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
قلنا انها قصيدة قوية وموقف ضعيف
قصيدة قوية وان دفعها الواقع الراهن
الى حافة الانفعال وموقف ضعيف
لانه سخر من العاملين دون أن يقدم بديلا
متناسيا انهم جميعا ذاقوا أهوال الحروب
فى سبيل القضية – واعترض الخصوم
على قائلين أننى أحرم عليهم الحلم
كان الحلم لا يكون إلا فى باريس ولا يكون
فى غزة واريحا وأنجح الاحلام هى
ما تناسب الواقع (……. ؟؟؟)
القراءة:
لم أعرف عن ماذا يتحدث شيخنا فى هذه الصفحة التى بدت لى أنها تكملة لحديث سابق أو لصفحة أخرى ليست فى المسلسل الذى تحت يدى، كما أنها لم تنته كالعادة بتوقيعه ولا بتسجيل التاريخ، ولولا أنها فى كراسة وليست فى أوراق متفرقة لعجزت عن أن أضعها فى موقعها تماما.
يبدو أن شيخنا يعترض على خطبة أو تصريح أو تلويح بكلام بدا جيدا وبُراقا ومنطَلِقًا من انفعال حقيقىّ فى مواجهة واقع مؤلم، لكن كل ذلك يبدو أنه، فى رأى شيخنا، ليس أكثر من قصيدة، ليس بالمعنى الايجابى للشعر وإنما بمعنى رفضه أن يحل “الشعر” محل “الفعل” “قصيدة قوية وموقف ضعيف“.
لا تبدو فى الصفحة أية ملامح يمكن منها استنتاج من الذى قال القصيدة، ولا أى عاملين قد سخر منهم أو سخرت القصيدة منهم، ولا أى بديل كان ينبغى أن يُقَدم، وكيف تناسى قائل القصيدة أنهم (لعلهم الفلسطينيين)، قد ذاقوا أهوال الحروب فى سبيل القضية.
أما اعتراض الخصوم عليه ( ربما على القصيدة) وأنه حرم عليهم الحلم فهو اعتراض لا يفهم إلا فى السياق العام، وتكفى إشارة شيخنا وقرص الأذن قائلا: “فكأن الحلم لا يكون إلا فى باريس ولا يكون فى غزة وأريحا” فهو نقد واضح أن يأتى الحل، أو تجرى المباحثات خارج المضارّين على أرض الواقع، مثلما هو الحال حين تجرى المحادثات فى باريس بعيدا عن الأصل: (غزة وأريحا).
أما الختام بأن: “أنجح الأحلام هى ما تناسب مع الواقع” فكان ختاما شجاعا لكنه ينزع عن الحلم حلميته (إن صح فك الشفرة) إلا إن كان يعنى الواقع الداخلى، وهو عندى أوقع من الواقع الخارجى.