نشرة “الإنسان والتطور”
9-2-2012
السنة الخامسة
العدد: 1623
ص 60 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
تحية وسلاما
فى انتظار السيدة الفاضلة
هناك وراء الربوة ينعى حظه
تعال ولا تخف
كل آت قريب
نجيب محفوظ
30/3/1995
القراءة:
لا أعرف إن كانت البداية بعد اسمه هى التحية العادية فى أى رسالة “تحية وسلاماً” أم أن لها علاقة بما سبق أن ورد فى صفحات سابقة “قصر عليك تحية وسلام“.
الأرجح أنها مجرد تحية لأنه لم يكتب “تحية وسلامُ” بل “تحية وسلاما”
أما ما تبقى بعد هذه التحية فى هذه الصفحة فقد قرأته على أنه رواية جديدة طويلة عنوانها:
” فى انتظار السيدة الفاضلة”
فى سطر واحد كالتالى
“هناك وراء الربوة ينعى حظه، وهى تناديه أن تعال ولا تخف، فيرد أنه “كل آت قريب!!”
انتهت الرواية.
ما رأيك؟
* * *
فإذا أخذنا السطر الأخير مستقلا وأنه “كل آت قريب” دعونا نتساءل:
يا ترى ما هو الآتى الذى ينتظره شيخى فى هذه السن بعد هذا الذى حدث،
كنت صغيرا أسمع هذا المثل من أمى هكذا “كل أيْتٍ قريب”، ثم تصحح عندى إلى كل آتٍ قريب لكننى كنت أعترض عليه لأنه هناك ما هو آت وليس قريبا!!!
يا ترى ماذا خطر على وعى شيخى حين كتبه فى تدريبه اليوم؟
لا أعلم
رحت أحاول أن أعلم، رحت استشير – كالعادة– “سيدنا جوجل” وأنا متردد فإذا بى أفاجأ أنه شطر بيت لأبى العتاهية أيضا
برغم قلة استشهاد الأستاذ بالشعر، إلا أنه يبدو أنه وضع ما وصله وطَرِبَ له من شعر (قديم خاصة) فى مكان أمين فى ذاكرته ، ولعل القارئ ما زال يذكر الغريب النادر من الشعر الذى ظهرحتى الآن فى الصفحات السابقة وكان مفاجأة، لى على الأقل (مما قد أجمعه فى الدراسة الشاملة)
هذا النص: كل آت قريب كان أبو العتاهية يعنى به الموت فى تذكرتنا به
قال واصفا فناء الدنيا
ألا كلّ ما هو آت قريب ** وللأرض من كل حي نصيب
و للناس حب لطول البقاء ** فيها وللمـوت فيهم دبيبُ
و للدهر شدٌ على أهله ** فبينٌ مُشـتٌ ونبـلٌ مصيـبُ
وكم من أناس رأيناهم ** تفانوا فلم يبق منهم غـريب
و صاروا إلى حفرة تحتوى ** ويُسلم فيها الحبيبَ الحبيبُ
هل يا ترى تراكُمَ موقف الأستاذ من ضرورة الوعى بالموت حتى نستطيع أن نعيش الحياة بما تستحق، هو ما ظهر جليا فى تعريته “وهم الخلود” فى “ملحمة الحرافيش” وكما ظهر فى نقدى لها
أروع ما فى هذا الرجل قدرته على رص حبات الجواهر الكريمة فى عقد جديد فريد دون أن يخبرنا بأى شىء عن مصدرها فيظهر العقد ليس كمثله شىء قبلا!!