نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 9-6-2016
السنة التاسعة
ص 240 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ نجيب محفوظ
يعدون لمجلس الشعب القادم بعقلية
جديدة التى تقوم أساسا على الاحتفاظ
للحزب الوطن بالاغلبية المطلقة ولكنها
تتيح للمعارضة كيانا ملحوظا وصوتا كريما
فهو مجلس شعب ديمقراطى من حيث
أنه يعكس جميع الأدوار والتيارات بصرف
النظر عن عدد أعضاء كل حزب ولكنه
غير ديمقراطى من حيث لم يترك
للشعب حرية الاختيار من المنبع، هذه
درجة من الديموقراطية يبدو أننا لا
نستحق الآن أكثر منها. (….. ؟؟؟)
سنسمح بالحوار بين جميع الآراء فى مصر (….؟؟؟)
أسئلة ( تقوده …؟؟؟؟؟) (إلى المنبع . لنذكر رأى)
(ونر طيبه…؟؟؟ لم تكن)
القراءة:
يواصل شيخنا كتابة المقال بديلا عن التداعيات، ولا أفرح كثيرا، لكننى أقبل مرحبا، هذا الرجل يحمل هم ناسه ووطنه طول الوقت، لم يلجأ أبدأ إلى برجه العاجى وينسى هموم أى واحد منا فى يقظته أو نومه، فى حركته أو سكونه، ومثل الصفحة السابقة لم يذكر اسمىّ كريميته، ولعل فى ذلك ما يؤكد أن هذه الصفحة هى مقال أكثر منها تداعيات.
لا أعرف عن أى انتخابات يتحدث، كتب هذه الصفحة بتاريخ 9-10-1995، وبحثت عن الانتخابات حول هذا التاريخ أو بعده بقليل فوجدت أنها (انتخابات مجلس الشعب فى 29-11- 1995)، فماذا يا ترى لو كان حضرنا فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، لا أظن أنه كان سيجد فروقا كثيرة،
شيخى يقدس الديمقراطية وقد ناقشتُهَ طويلا فى ذلك، وهو يعرف عيوبها أكثر من كل من يقدسونها، ولو كان ديمقراطيا بالمعنى الذى تُسَوّق به الديمقراطية هذه الأيام، أو أى أيام، لما أبدع كما أبدع، وأنا لا أمَلّ من أن أكرر مقولته الشهير لى وهو يقرص أذنى وأنا أهاجمها: أن “أحسن الأسوأ هو الأحسن”، وكان يعنى أن كل بدائلها أسوأ منها.
صفحة اليوم أرهقتنى مثل الصفحة السابقة، واستعملت التقريب والخيال والتذكر وتوكلت على رتْق ثقوبها وتمزقاتها، وربنا يستر، إلا أننى عجزت تماما عن تقريب شخبطة آخر سطرين فوضعت رسم كلماتهما بخط أصغر، بين قوسين مع علامات الاستفهام كما اعتدنا مؤخرا.
مقال اليوم مقال سياسى بسيط يحمل وجهة نظر شيخنا التى يتمسك بها والتى تتصف باحترام الواقع دون التسليم له، وهو يحسن التوقيت بلا أيه درجة من المثالية الحالمه، ويحيط هذا وذاك بالأمل العنيد والتفاؤل المسئول طول الوقت.
مثل الصفحة السابقة لم يبدأ باسمى كريمتيه وهذا يرجح لى تصنيفى لهذه الصفحة على أنها مقال لا تداعيات، ها هو يبدأ فجأة: “يعدون لمجلس الشعب القادم بعقلية جديدة“، لا أعرف من أين أتى بكل حسن الظن هذا، أو لعله بدأ بترديد ما يقال كل مرة – وربما كان يسخر– ، كما لاح لى بعد ذلك، وهو يصنف هذه العقلية بأنها “تقوم على الاحتفاظ للحزب الوطنى بالأغلبية المطلقة“، فأى جديد فى هذا يا عمنا بالله عليك، ويكمل “ولكنها تتيح للمعارضه كيانا ملحوظا وصوتا كريما” هل أنت جاد يا عمنا بالله عليك؟ وهل بلغ بك حسن الظن هذا المبلغ (ما أجملك!) ثم يكمل “فهو مجلس شعب ديمقراطى من حيث أنه يعكس جميع الأدوار والتيارات بصرف النظر عن عدد أعضاء كل حزب” (ثم يكمل) ولكنه غير ديمقراطى من حيث أنه لم يترك للشعب حرية الاختيار من المنبع “هذه لعبة يا شيخى الكريم يسميها إريك بيرن(1) لعبة: “نعم… ولكن”وهى تعرّى الحوار الذى يلغى آخرُهُ أوَّلَه أوله، وبطيبة واضحة ورضا لا ينقصه الألم والأمل يضيف شيخنا “هذه درجة من الديمقراطية يبدو أننا الآن لا نستحق أكثر منها” وأذكر مقالتى الساخرة “دَمَقْرَط بالديمقراطية، حتى يأيتك العدلُ بالحرية!!” ثم أقرأ “وهم جميعهم” ثم أتوقف بعد أن عجزت تماما عن فك شفرة بقية السطرين الأخيرين بما يكمل السياق أو يوصل لى معنى، فأضع أغلبهما بين قوسين كما ذكرت ببنط أصغر مع علامات استفهام لعل أحد يساعدنى كما ذكرت.
هكذا تجاهلت آخر سطرين فى الصفحة رغما عنى.
أختم اليوم بأن اكرر بأنى أقرّ وأعترف أننى أفضل التداعيات عن المقالات، وأعذر شيخنا حين يأخذ إجازة من فرط فيضان وعيه الطليق، وأرجو ألا تكون الصفحات التالية مقالات، ولن أسبق الأحداث وأنظر مسبقا فى أى صفحة تالية كما عاهدت نفسى من البداية حتى لا أسبق المواكبة ولا أُحْرَم من المفاجأت.
[1] – Eric Berne” مؤسس التحليل التفاعلاتى Transactional Analyisis