نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 26-12-2013
السنة السابعة
العدد: 2209
ص 135 من الكراسة الأولى (مازلنا فى صفحة ص 135 !!!) 4
لا إله إلا الله
من عمل صالحا
الهدى لمن اهتدى
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
اهل الهوى يا ليل
انا فى انتظارك حطيت
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
21/6
القراءة:
ما زلنا فى صفحة 135 (رابع مرة!!)
توقفت الأسبوع الماضى بعد ما اعتذرت ثلاثة أسابيع متتالية عن تناول تواتر ارتباط “من عمل صالحا” بالإيمان فى كتابنا الكريم، وكان لزاما أن أعود لنختم هذه الصفحة بإيحاءاتها الفياضة، وفيما يلى بعض اجتهاداتى:
(1) بالنسبة للجزاء نبدأ بالوعد بالجنة:
(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) غافر: 40.
(2) أما من له جزاء الحسنى فهو جزاء مطلق وجميل، وصلنى كما وصلتنى آيات الفاتحة ” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”، فنقرأ معاً: (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً) الكهف: 88.
وارتبط اليسر هنا عندى بآية “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً”، وربما بعض هذا هو ما شجع مولانا النفرى أن يستمع باستلهاماته لما قاله له فى المواقف والمخاطبات “وقال لى” و”قال لى” و”قالى لى”…، ومع صعوبات ما قاله لمولانا إلا أنه هنا يقول لمن آمن وعمل صالحا “من أمره يسرا” “…. وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً” فتصلنى بمعنى الحب والرحابة، أكثر من معنى التسهيل بعد العسر.
(3) ثم يأتى الجزاء متواضعا واعدا مشجعا مع فتح باب الأمل:
(فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ) القصص: 67
(4) ثم يرتبط رجاء لقاء الله سبحانه بالعمل الصالح ورفض الشرك
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) الكهف: 110
(5) ثم يفتح الله تعالى باب الغفران من خلال العمل الصالح أساسا
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه:82،
كما يفتح باب التوبة على مصراعيه حتى لمن خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التوبة: 102
(6) أما الندم على فوات فرصة “العمل الصالح”، فهو يذكرنا بخطورة الاكتفاء بحسن النية دون إنجاز الفعل الصالح قبل لقائه تعالى، ومن ثم مغبة التأجيل:
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) المؤمنون: 99، 100،
(وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) السجدة: 12،
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ) فاطر:37
(7) وأخيراً فإن من عمل صالحا إنما يحتاج إلى عون الله ليواصل حمل الأمانة دون أن ينوء بها، فيأتى الدعاء لعمل الصالح:
(وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ) النمل: 19
(قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) الأحقاف: 15
وبعد
“… إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ…” فاطر: الآية 10
شكراً يا شيخنا
وتقبل الله منك ما أثبتنا