نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 5-5-2016
السنة التاسعة
العدد: 3170
ص 235 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
أيها القوم المخبون … على الأرض المجدون
فكما أنتم كنا وكما نحن تكونون
رب قوم قد أناخوا حولنا
يمزجون الخمر بالماء الزلال
عصف الدهر بهم فانقرضوا
وكذاك الدهر حالا بعد حال
4/10/1995
نجيب محفوظ
القراءة:
شيخى العزيز: بلغنى مساء أمس أن صديقى وأخى وزميلى محمد شعلان (أ.د. شعلان) قد أستأذن ورحل وكنت كلما زرته مؤخرا أدعو له بالراحة، وأنا أرى صعوباته وآلامه، لكننى حين فوجئت برحيله الفعلى حزنت يا شيخنا حزنا شديدا، أتذكر حبك للحياة وحبك للموت فأخجل من مشاعرى تجاه الموت هكذا، وحتى الفقد لا يفسر حزنى لأنى لم أكن أراه فى العام إلا بضع مرات فى زيارات متقطعة.
لم أجد عندى أى قدرة اليوم على التداعى، وإذا بك يا سيدى تعفينى، فكل الجديد الذى جاء فى هذه الصفحة قد سبق أن ورد قبل ذلك وسمحت لنفسى بالتداعى عليه بما تيسر لى، فقط أشكرك يا شيخنا أنك صححت حتى قول الشاعر: عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: “يشربون الخمر بالماء الزلال” إلى “يمزجون الخمر بالماء الزلال“، فهذه أدق وهى لا تكسر الوزن، ثم أكملتَ ببيت آخر:
“عصف الدهر بهم فانقرضوا وكذاك الدهر حالا بعد حال”.
علما بأنه ليس البيت التالى مباشرة فى القصيدة، لكننى أرى أنك وضعته فى مكانه المناسب الأصح.
ذلك أن نصّ بن زيد كعب هو:
رُبَّ رَكبٍ قَد أَناخوا حَولَنا يَشرَبونَ الخَمرَ بِالماءِ الزُلال
وَالأَباريقُ عَلَيها قُدُمٌ وَجِيادُ الخَيلِ تَجري في الجِلال
عَمِروا الدَهرَ بِعَيشٍ حَسَنٍ قَطَعوا دَهرَهُمُ غَيرَ عِجال
عَصَفَ الدَهرُ بِهِم فَاِنقَرَضوا وَكَذاكَ الدَهرُ حالاً بَعدَ حال
وقد كتبت فى النشرة السابقة ما عنّ لى من كل ذلك، كما ورد فى تداعياتى السابقة.
أما تحديد روابط ما ورد سابقا فهو فى الهامش(1) .
1- أيها القوم المخبون فى الأرض المجدون، فكما أنتم كنا وكما نحن تكونون :ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 20) بتاريخ: 18- 3 – 2010، وصفحة التدريب (75) بتاريخ13-10-2011 ، وصفحة التدريب (ص 107) بتاريخ: 7-2 – 2013، وصفحة التدريب رقم (128) نشرة: 10-10-2013 وصفحة التدريب رقم (146) نشرة: 20-3-2014 وصفحة التدريب رقم (185) نشرة: 15-1-2015 وصفحة التدريب رقم (204) نشرة: 10-9-2015.
رب قوم قد أناخوا حولنا وردت فى صفحة التدريب ص 29 بتاريخ: 14-7-2011