الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (198) من الكراسة الأولى (4)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (198) من الكراسة الأولى (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  14 – 5 – 2015

السنة الثامنة

العدد: 2813 

mahfouz 2

نفس صفحة 198 من الكراسة الأولى (4)

7-5-2015

  بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

الأصدقاء الأعداء المسيح يصلب من جديد

الشيخ والبحر، الصخب والعنف، فرانسوا

ساجان، عن الحرب والسلام، الأخوة كرامازوف

اللصوص، يوسف واخوته، البحث عن

الزمن المفقود، القلعة، الحكمة،

(ك.غ)(1)، الجريمة والعقاب، لمن تدق الأجراس أحلام شهر زاد،

 سليمان الحكيم، أهل الكهف، سارة، إبراهيم    

الكاتب، زينب، ماجدولين

                     نجيب محفوظ

                      27/8/1995

   القراءة:

مازلنا فى صفحة (198) وسوف أنتهى منها اليوم بالطول أم بالعرض، وقد خطر لى أننى أتجنب قلب الصفحة لأجدنى فى صفحة (199) فأتوقف – كما لاح لى نتيجة لندرة المشاركة- ، أتوقف عند الصفحة (200) ما لم أجد جديداً صارخا متحديا، أبعدت خواطرى هذه وقررت أن أبذل جهدى فى الاختصار لأنتهى من تداعيات هذه الصفحة اليوم، برغم أننى لم أقرأ أيا من هذه الأعمال كاملة فاكتفيت بأن أقتطف من عمنا جوجل ما قد يحفز أحد محبى الاستاذ قراءته إذا ما بلغه أن الاستاذ يوصى بذلك.

 شيخنا يخطرنا بما قرأ، وبما تبقى فى مخزن ذاكرة، وماذا طفى على سطح وعيه أثناء تدريبه، ونحن تلاميذه نحبو حوله وندعو له، ونعتذر للجهل والتقصير.

بعد استبعاد ما سبق ذكره فى الصفحات السابقة، وهو ما أوردناه فى تداعيات نشرة 30/4/2015، العدد 2799، نورد اليوم لمحة عن ما تبقى ونحن نعجب به وندعو له ونستهلم موسوعيته، وهو يعلـّمنا كيف تتفاعل الأعمال معاً قبل أن ينطلق الإبداع تأليفا جديدا من هذه الأبجدية وغيرها.

ما تبقى هو ما يلى:

(1) “الصخب والعنف”: وهى رواية لـ فوكنر، (25سبتمبر1897،  6 يوليو 1962)، كان المؤلف روائيا أمريكيا وشاعرا، وهو  يعتبر واحداً من أكثر الكتاب تأثيراً في القرن العشرين، حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1949 ، والرواية هى من أشهر أعماله، ومع الاختلاف حول أحسن أعماله تبدو هذه الرواية عملا صامداً قويا، وهى رواية تجمع بين البساطة والعراقة، … مما جعل النقاد يسألون دائماً بصدد الحديث عنها وعن أدب فوكنر في شكل عام: ترى ما الذي راح الموت والزمن يفعلانه في بلاد البساطة؟ (هل تصدق أن أمريكا كانت توصف بـ “بلاد البساطة”؟) وهى رواية تشير بأسلوبها السيمفوني الشديد الصعوبة المملوء بأفكار متداخلة متحررة من كل عبودية اللغة ومن أية خضوع للمنطق… وهى رواية تجريبية خصوصاً من ناحية علاقتها بالزمن.

(2) “فرانسوا ساجان”: كاتبة فرنسية أعتقد أن اسمها أقرب إلى القارىء المصرى والعربى من غيره كما أعتقد أن شيخنا لم يشر إلى أى من أعمالها بوجه خاص، لكننى لاحظت ارتباط اسم المؤلفة عند عامة القراء بأول كتاب وصلنا لها: “صباح الخير أيها الحزن” 1954، وكمْ سمعت هذا الاسم مرارا من مرضاى فى أول انشغالى بالطب النفسى فى أوائل السبعينيات ، ولم أستطع أن أميز هل كان ذلك ترحيبا منهم بنوع من الحزن لا أفتأ أن أدافع عنه الآن، أم كان مجرد مجاراة لما شاع عن هذا العمل وصاحبته.

 (3) القلعة: حين بحثت عن رواية القلعة وجدتها رواية بالألمانية (Das Schloß) وهي من تأليف فرانتس كافكا.  ونشرت الرواية بعد موت كافكا عام 1926. ويعتبر كثير من النقاد أنها أجمل اعماله.

ويرى وليام بوروز ان من الخطأ النظر الى القلعة على انها رواية مهجوسة بالبيروقراطية والقوى الغامضة التي تقف وراء اغتراب الانسان فحسب. فمثل هذه القراءة تبخس مشروع كافكا الفني، وهي قراءة اختزالية من حيث الأساس لأن كافكا يتناول قضايا بسيطة ومهمة في آن: مثل الوحدة والألم والبحث عن رفقة انسانية والتوق الى الكرامة والفهم فضلا عن قضايا مثل الحياة الجنسية والصراع اليومي مع العمل.

هذا عن القلعة لكافكا، لكن دعونى أعترف أنى حين قرأت لفظ “القلعة” فى التدريبات، حضرنى المرحوم أستاذى أبو شادى الروبى وكان استاذى فى كلية الطب (أمراض متوطنة/باطنة)، كما كان إنسانا  جميلا ورائدا فى تذوق الموسيقى الكلاسيكية، وقد ذكرته وأنا أستشهد بمثابرته فى استعادة النطق من خلال الموسيقى بجهد فريد، ذكرته وأنا أقارن مثابرته وتدريباته بالكلمات المتقاطعة لاستعادة النطق بعد جلطة فى الدماغ وقارنت ذلك بعزيمة شيخى لاستعادة القدرة على الكتابة(2)، هذا الأستاذ نصحنى وأنا طالب فى الدراسة العليا فى الأمراض الباطنة فى قصر العينى،، وأنا بعد طبيب مقيم أمراض نفسية: أن أقرأ هذه الرواية لأتمثل نقاء ومسئولية الطبيب وهو ينقد الطب المؤسسى ويحاول أن يكون أمينا مع مرضاه حتى ليبدو مثاليا، وهو لا يقوم إلا بواجبه، وكان من أطرف ما ذكره لى ما ورد فى هذه الرواية من معلومة علمية عابرة يغفل عنها الأطباء، حيث قال لى إن بعض حالات الهياج التى تراها فى تخصصك ترجع إلى نقص (وليس زيادة) افراز الغدة الدرقية، وأن هذا ورد فى علاج هذا الطبيب المبتدىء لحالة فى الرؤية اكتشف أن هذا النقص هو سبب الهياج، وقد تعجبت لأن الشائع أن زيادة افراز هذه الغدة تزيد القلق والتوتر ودقات القلب وكلام من هذا، لكنه – رحمه الله- أضاف، لقد عرفت تلك الحقيقة من هذه الرواية الجميلة وليس من كتب الطب، وقد تعجبت حتى قرأت ذلك بنفسى،

 هذا: أننى برغم كل ما خطر لى هكذا، فقد استبعدت أن تكون هى التى قصدها شيخنا فى تدريباته اليوم، علما بأنه لم تتح لى الفرصة لأحكى له هذه الواقعة مع أننى حكيت له عن عناد المرحوم أ.د. الروبى، وفرحته حين استعاد قدرته على النطق بالرقم “8”  بعد اصابته بجلطة الدماغ، وعن تعبيره أنه أحس كأنه يولد من جديد وأن الرقم “8” يشرق فى دماغه بولادة جديدة ، عدت إلى تلك الرواية بالانجليزية ووجدت أنها تستأهل كلمة هنا بجوار رواية كافكا .

وبعد

ما تبقى فى هذه الصفحة لا يصح أن أشير إليه بنفس الاختصار والعجلة فكلها لرواد رواة وكتاب مصريين من قادة الفكر والإبداع من أول طه حسين حتى المازنى فتراجعت عما جاء فى أول النشرة وقررت أن أعود إليهم الأسبوع القادم.

[1] – كلمة غير مقروءة من الجائز أن تكون “ريبيكا”

[2] – دورية نجيب محفوظ: الخطوة الأولى، نجيب محفوظ: آخر البدايات، المجلس الأعلى للثقافة، العدد الأول: ديسمبر 2008

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *