نبذة: بمناسبة عيد ميلاد آخر د/ “نجيب محفوظ” يناقش هذا المقال حقيقة معنى الجوائز العالمية والمحلية، وينبه إلى ضرورة الانتباه إلى تجنب تقديسها لذاتها، وأنها ثقيلة تناسبا بين مانيحها ومتلقيها أكثر من انها تزيد فى ذاتها، من قيمة من بينالا وبعدد المقال جوائز أخرى غير رسمية يمكن أن تكون أهم وأكثر دلالة بلا إعلان ولا شبهات، مع إشارة إلى حكم التاريخ مهما تأخر باعتباره الجائزة الأصدق.
الاهرام: 11/12/1999
فى عيد ميلاده
نجيب محفوظ : جوائز وجوائز
كررت حتى أمللت أننى لست من أهل الاحتفال بأعياد الميلاد، و شيخى الجليل كذلك. هو، يسنجيب لمن يهنئه به نأدبا لا احتفالا، إلا أن أول خروج لشيخنا معنا إلى الهرم، بعد الحادث الغادر، كان يوم عيد ميلاده (11 ديسمبر 1994) فاعتبرت هذا التاريخ مولدا آخر يستأهل وقفة مختلفة عن تاريخ مولده الأول: (11 ديسمبر 1911)، ذلك أننى شعرت، ومازلت أشعر، أن الله سبحانه قد مد لنا فى عمره بهذه الولادة الثانية لنتعلم منه كل يوم أكثر فأكثر، إذ نستلهم من وجوده ما هو أعمق وأنفع، ونحن فى عيد دائم من حوله.
وشيخنا يفرح بالحوار، ويحترم الكلمة، وخاصة تلك التى تنفع الناس أكثر من أى شيء آخر، وهو يسألنى ـ مثلا ـ إذا تأخرت مقالاتى عن النشر، لم لا تكتب هذه الأيام؟ فقررت أن أهنئه اليوم بأن أنقل للناس بعض ما دار بيننا حول ماهية الجوائز ودورها، فى حياتنا المعاصرة، كان بعض ذلك بمناسبة نو بل زويل، ومناسبات أخرى فى نفس موضوع الجوائز. فكيف كان فى ذلك ؟ دعونا نبدأ من البداية :
حين حصل نجيب محفوظ على جائزة نويل، فرحت فرحة حسبت معها أنه حتى مرارة 1967 يمكن أن يخف مذاقها عنى قليلا أو كثيرا، وكتبت فى ذلك ما نشر لى فى الأهرام،،ومنه ‘..’. أن هذه الجائزة إنما تعلن ‘اكتشاف هرم مصرى معاصر، وهى لا تدعى بناءه، فلنا فضل البناء، ولهم فضل الكشف’ (فى حالة زويل لنا فضل الإنجاب وله و لهم فضل البناء والكشف جميعا!!) وكنت قد نبهت آنذاك إلى أن نجيب محفوظ هو نجيب محفوظ قبل وبعد هذه الجائزة التى إن دل حصوله عليها على شئ فإنما يدل على أن القائمين على هذه الجائزة قد يكونون أكثر موضوعية مما يشاع عنهم، وبالتالى فعلينا ألا نبالغ فى معنى تقديرهم حتى لا تصبح قيمة مثل رجلنا هذا العظيم، نابعة أساسا من حصوله على هذه الجائزة مهما علا قدرها، فنجيب محفوظ، هو نجيب محفوظ نال الجائزة أم لم ينلها، والجائزة لا تضيف إليه شيئا بقدر ما تعلن موقفها وموقعها مما يجرى فى العالم من نشاط إبداعى بذاته، فى لحظة تاريخية معينة.
كان كل ذلك قبل أن أعرفه شخصيا بكل هذا القرب، وقبل أن يحيطنا مباشرة بكل هذا الحب، وحين كان هذا وذاك، تبينت من عشرتى له أنه، قبل الجائزة وبعد الجائزة، بها وبدونها،،تبينت أنه قيمة قومية إنسانية فى ذاتها، وأن هذه الجائزة ليست إلا واحدة من جوائز أخرى كثيرة، يعيش بها، ويفرح لها، ويحرص عليها، ويستلهم منها مثابرته ودوام عطائه، بل لعله يتزود منها لاستمراره حيا مضيئا بيننا عاما بعد عام.
فمحفوظ بيننا، فى هذه السن، وهذه الظروف هو فى حفل حيوى بهيج كل يوم، ونحن نعايشه وهو يتسلم الجوائز الأخرى الرائعة والمتجددة أبدا، مثلا : نرى بهجته وهو يتمتع بجائزة رضاه عن قصة قصيرة جدا كتبها لنصف الدنيا فى ظروف لا تسمح له أن يمسك ملعقة لا قلما، أو نعيش فرحته بجائزة إضافة ناقد كشف له فى إبداعه ما لم يكن متبينا أبعاده، أو وهو يتسلم جائزة تقدير خاصة حين نخبره كيف جسد وانلى شخوص مراياه، ونحن نعاين جائزة فرحته حين نحكى له كيف أن قارئا عاديا التقط رسالة من إحدى رواياته، أو من إحدى عبارات أصداء سيرته، التقط هذه الرسالة فغيرت حياته، أو فجرت مواهبه، فأطلقت إبداعه، وهكذا، فقدرت بينى وبين نفسى أن هذه الجوائز لا تقل عن نوبل، وتأكد ذلك عندى لما قارنت موقفه المتواضع الإنسانى النبيل من حصوله على نوبل، وكيف أنه حمد الله أنه لم يتجاوز توفيق الحيكم فى حياته، فكم كرر لنا أن الحكيم كان أولى بها، فرحت ـ بينى وبين نفسى ـ أقارن ذلك بموف مصرى آخر، له دوره وإنجازاته، فرح بجائزته (ليست نوبل) حتى حكى عنها أكثر من كل من كتبوا عنه، بل راح يقارن بينها وبين نوبل بلا مبرر، فعذرته وأشفقت عليه فى آن، و فهمت من فرط فرحة هذا الفائز، وهى حقه إنسانيا، فهمت معنى الآية ‘ ..و لا تفرحوا بما آتاكم’، فالآية الكريمة لا تنهى عن الفرحة، ولكنها تنهى عن الشرك بأنفسنا وبالله، حين يحل تقديرنا من فئة مهما علا شأنها، محل توحيدنا من ناحية، ومحل ماهيتنا من ناحية أخرى، ورحت وأنا أقارن: أتمنى لصاحبنا هذا المصرى الفرح أن يحضر شيخنا معنا لنتقارب ونتعلم، إذ يرى جوائز شيخنا الأخرى فلا يحرم نفسه منها، يرى كيف يشرق وجه شيخنا بالنور حين تـقبله طفلة فى الرابعة، رأته فى إحدى جلساتنا فى مقهى أحد الفنادق فطلبت من أمها أن تصافحه، وكأن هذه الطفلة قد طوقت عنق شيخنا بأجمل وشاح يمكن أن يتصوره إنسان نبيل طيب مثله.
فتساءلت متعجبا:كيف تخفى على أغلب الناس قيمة مثل هذه الجوائز التى نعايش شيخنا وهو يتلقاها ليل نهار، أليست هى فى متناول الناس جميعا؟ ولماذا يحرمون أنفسهم منها؟ وكيف لا ينتبهون إليها جنبا إلى جنب مع الجوائز العالمية والرسمية والرمزية، النادرة والرائعة رغم كل شئ ؟ وتصورت أننى حين أنبه إلى هذه الجوائز الرائعة، والكثيرة، والخفية فى آن، تصورت أننى سوف أدخل الفرحة على شيخنا هدية عيد ميلاده، فكأنه يدعوهم ـ من خلال حوارنا ـ لمشاركته جوائزه الأخرى المتاحة للجميع، ويمضى الحديث :
فقد كانت فرحة شيخنا ينيل زويل لجائزة نوبل فرحة فائقة، ثم إنها كانت ذات أبعاد متعددة، فبالإضافة إلى فرحته بزويل االمصرى /الأمريكى لذى تعرف إليه شخصيا قبل كل تلك الجوائز بسنوات، كانت فرحته لأسباب حضارية عامة ، تتناسب مع سياق تقديسه لكل إنجاز علمى، حيث يؤمن شيخنا يقينا: إن العلم هو الحل، (الأمر الذى اختلفت معه فيه كثيرا، لا إنكارا لفضل العلم وأملنا فيه، ولكن خوفا من تأليه جانب محدود من جوانب العلم على سائر مناهل المعرفة).
وحين أبلغته تحفظات بعض زملاء د. زويل، وبعض ملاحظات علمائنا عامة، على قيمة إنجاز زويل، وأيضا على قيمة نوبل، امتلأ شيخنا عجبا، ثم امتلأ غيظا، ثم خيل إلى أنه عاد يلتمس لهم العذر بسماحته المعهودة وهو لا يكاد يصدق، ولا أنا أيضا أكاد أصدق أو أفهم موقفهم حتى كتابة هذه السطور.
ثم يتدرج بنا الحديث إلى الرأى فى مسألة الجوائز برمتها، وكان لى رأى سبق أن نشرته فى الأهرام يقول: إن أى جائزة ليست إلا إعلان أن ثمة تناسبا بين رأى أو موقف فئة من المحكمين مع بعض تاريخ أو إنجاز شخص بذاته، فى لحظة تاريخية معينة، لا أكثر ولاأقل. ولم أتماد فى تحفظى على معنى أو قيمة الجوائز، لكن شيخنا راح يستدرجنى وأنا أوجز له ما كنت أنوى أن أكتب فيه فى هذا الصدد، وكيف أنى عدلت تجنبا لسوء التأويل، خوفا من أن تترجم مثل هذه التحفظات إلى موقف شخصى لا أستبعده، موقف يجعل الغيرة أو الحسد، هما الدافع لمثل هذه الكتابات، فيوافقنى شيخنا من حيث المبدأ، ومع ذلك يشجعنى أنه حتى لو كان الأمر كذلك فالأمر يحتاج إلى عرض كل وجهات النظر، فأقول:
إن الإنسان منذ ولادته لا يستطيع أن يعيش دون أن يرى، يبدأ ذلك بأن ‘يري’ الطفل من أمه، يرى ككيان منفصل عنها، يري: فيكون، وهذا ما أسميته شخصيا ‘الحاجة إلى الشوفان’ (بعد أن اطمأننت إلى عربية فعل شاف: إن الكريم إذا يشاف رأيته مبرنشقا، وإذا يهان استزمرا)، وقد تناولت بالشرح مدارس نفسية كثيرة هذه الحاجة الأساسية،’الحاجة إلى الشوفان’ أو كماأسماها ‘ماسلو’ ‘الجوع إلى التقدير أوالاعتراف’، وقد ذهبت بعض هذه المدارس إلى أن هذه الحاجة هى أكثر إلحاحا عند الإنسان من غريزة الجنس والعدوان. فمضيت أربط بين هذه الحاجة الإنسانية الأساسية وبين مغزى وجدوى ووظيفة الجوائز عامة بكل أشكالها ودرجاتها، ذلك أن من أهم وظائف مثل هذه الجوائز أنها تعلن بأعلى صوت أن سلطة قومية رصينة، أو نخبة عالمية متميزة، ترى هذا المبدع بما أنجزه، فتقدره، وهى بذلك تعلن إيجابيتين: إن السلطة / النخبة ترى، وأن نائل الجائزة يستحق أن يرى .
لكن هذه الحاجة إلى الشوفان لا تقتصر على بعض نفر من المبدعين فى العالم، ولا على عشرات منهم على مستوى كل وطن، أو قومية، بل هى حاجة ملحة عند كل البشر، فإذا تذكرنا أن عدد المتميزين الذين يحرمون من الحصول على مثل هذا التقدير، مع أهليتهم للتميز، وحقهم فى الشوفان، هو أضعاف أضعاف من يحظون به، ناهيك عن ملايين البشر فى كل مكان، أفلا يليق بنا، والأمر كذلك، أن ننتبه وننبه إلى الجوائز الأخرى، التى قد تحقق بعض هذه الحاجة عند كل الناس، والتى قد يكون الوعى بها مصدرا لإلهام الكثيرين، وربما كان دافعا لاستمرارهم، ومحافظا على مثابرتهم ؟
سكت شيخنا، وكأنى استشعرت منه موافقة ما، فمضيت شارحا :
مثلا : إن المبدعين الذين يسبقون زمانهم لن ينالوا جائزة فى حياتهم (والتاريخ يحكى لنا عن ‘نيتشة’ ما يكفى مثالا واضحا، لأنه لا ناس ذلك الزمان،ولا كبراؤهم، كانوا فى نفس مستوى إبداعه فى حينه).
ثم إن المبدعين البسطاء، الذين يبدعون حياتهم باستمرار، بوعى أو بدون وعى، إذ يتحركون بالتطور إلى أعلى، لن يحظى أى منهم بمثل هذا الإعلان الرائى لما أنجزوا فى ذواتهم، أو جنسهم، حتى أنهم هم أنفسهم قد لا يتمتعون بما أبدعوا فى أنفسهم .
أقول ذلك متحمسا، فيخيل إلى أن شيخى يعترض على كل من الغموض والتعميم، فأمضى أعدد له عددا من الجوائز ‘العادية’،و ‘الأهم’، من وجهة نظرى :
أولا : جائزة شهادة الناس، عامة الناس الطيبين (أوالذواقة فى حالة الإبداع)،على شخص بذاته، حتى أن بعض الفقهاء يرون أن هذه الشهادة تؤخذ بها عند الحساب، وهذا ما يجعل اللحاد يسأل المشيعين عن رأيهم فى الراحل مثلا قبل أن يدفن، ‘ماذا تقولون فى هذا ؟’،باعتبار أن رأيهم سوف يؤخد فى الاعتبار فى حساب القبر أو أى حساب.
ثانيا :جائزة شهادة شخص له مكانة خاصة : عند المشهود له (خذ ما فعلته شهادة العقاد أو طه حسين، لمحفوظ فى أول الطريق) .
ثالثا : جائزة الشخص لنفسه إذا ما أتم عملا ـ بعد معاناة نضج حقيقى ـ وإذا بهذا العمل سابق لأوانه، لكن جائزة المبدع لنفسه تجعله يتمسك به وهو يلقيه فى وجه التاريخ، أو وهو يهديه إلى ربه سبحانه، حتى يأتى أوان تقدير الناس له مهما تأخر، ومثل هذا سمعته عن بيتهوفن وهو يهب إحدى سيمفونياته لربه، حين لم تصل لبعض من حوله، وهو هو ما وصلنى حين أعدت فهم المثل القائل ‘إعمل الطيب وارمه فى البحر’، فلم أفهم ‘الطيب’ هذه المرة باعتباره العمل الهادف لمساعدة الآخرين بلا مقابل، وإنما فهمته فى سياق هذا المقال باعتباره العمل الموضوعى الأصيل الذى يراه صاحبه كذلك، ثم لا يتوقع له تقديرا باكرا، أو كافيا، وكأن هذا القياس يسمح لنا أن نقول : إبدع العمل لما هو بما هو، وليس لما يعود منه، أو ينتظره،، من جوائز أو غيره (تأكد لى ذلك مصادفة وأنا أقرأ وجهة نظر نجيب محفوظ، الأهرام 2 ديسمبر 1999 وهو يكتب ببراءة رائقة ، وكأنه لم يحصل على نوبل أوغيرها قائلا :’يهيأ لى أن الكاتب وهو يكتب، إنما هو يكلم نفسه، أى أنه يكتب لنفسه …(إلى أن قال:)..إن الكاتب وهو يكتب يفكر فقط فى العمل، وفى نفسه، وفى قارئ ما يشبهه، ثم عليه بعد ذلك أن ينتظرحظه،;!!!، هذا كلام يكتبه الحائزعلى نوبل منذ أكثر من عشر سنوات،وكأنى به يذكر كل مبتدئ وقد يم أن الإبداع هو حالة مطلقة وقت نشاطها، وهى مستقلة بالضرورة عن مقاييسها اللاحقة!! [طبعا ينبغى أن أنبه هنا إلى أن هذا النوع من الرضا قد يغرى بأن يكتفى المبدع بتقييم ذاته، وفى هذا ما فيه من مخاطر الغرور وخداع الذات، وأيضاقد يبرر أدب العزلة، كما قد يزيد من شطح ألعاب تزييف الحداثة ].
وأختم تهنئتى لمحفوظ بعيد ميلاده، وأنا أقترب من إعلان الجائزة الكبرى التى نتعلمها منه دائما أبدا، سواء من إبداعه أم من وجوده أم من إيمانه، وهى : أن ينجح الإنسان فى أن يجد طريقه إلى الحوار مع ربه، وهو على نفسه بصيرة، فيرضى حين يرضى خالقه، ويضطرب حين يبتعد عن أصله، فيكون الاضطراب دافعا أن يطلب أيام وصله ،بالإبداع واليقين والناس، فينال الجائزة الكبرى من خالقه حين ينجح أن يكون كما خلقه:إنسانا موحدا(حرا)لا يهتز توحيده لنوبل أو غير نوبل، وإن كان لا يرفض أن ينعم بوسائلهم هذه جميعا.
هكذا رأيت محفوظ حين اقتربت منه: رأيته ساعيا إلى وجهه تعالى، حتى بعد أن تخلص ‘عرفه’ من أصله فى أولاد حارتنا، على سبيل الخطأ، لم يتركه محفوظ إلا وهو يحاول أن يصلح خطأه هذا .
وجائزة محفوظ من ربنا تتجلى فى كل لحظة بما يزيد من عمق إيماننا ونحن ندور معه فى دورات الحياة فى الحرافيش، أو ونحن نردد أصداء السيرة..إلخ، ثم هو هو ذلك الإيمان الذى نراه كل يوم فى علاقة محفوظ بالحياة، وهو يحافظ عليها ليكتب قصة من خمسة أسطر، دون أن يعوقه عجز أصابعه، أو تكبله هالة نوبل، وهو هو ما يطل علينا وهو يشع حوله ما يقربنا منه، وممن يسعى هو إلى قربه تعالى طول الوقت.
نبضة خاتمة:
كنا نهم بمغادرة منزل الصديق توفيق صالح يوم الخميس الماضى (2 ديسمبر99)، بعد تناول ‘العشاء الأخير'(قبل رمضان) من العدس ‘الذى هو’، وكان شيخى يحاول أن يقفل أزرار حلته فلا يتمكن بسهوله، فأساعده فى ذلك، فألحظ أن أحد الأزرار يكاد يقع لرخاوة خيطه، فأنبهه أن عليه ألا ينسى عند عودته أن يكلف أهل البيت أن يثبتوا الأزرار، لأنه لو ضاع أحدها، وهى أزرار جميلة، نادرة، فلن يعثر على مثلها بسهولة، مما سيضطره لتغييرهاجميعا، فيبتسم، ثم يعقب: وفيهاماذا، نضع زرا مختلفا، وتبقى ‘حداثة’، وتنطلق ضحكته المجلجلة فتتردد أصداؤها بين جوانحنا، وكأننا نصلى جماعة، حتى يحضر المصعد.
يا شيخنا الجليل: كل سنة وأنت طيب، وأنت تباركنا بجوائزك، ونحن نبادلك جوائزك حبا بحب، ودعوات بطول العمر، أيها الرجل المصرى المؤمن الرائع الطيب.
مع شكرنا لما جعله الله سببا، فأتبع سببا: ‘نوبل ‘العزيز، غفر الله له ولنا جميعا.