نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس:4-1-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3778
فى رحاب نجيب محفوظ
قراءة أخرى للأحلام الأولى (52- 52)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى“
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (52)
دعينا إلى اجتماع فى حديقة الأزبكية. وهناك طرح علينا اقتراح بتكريم أستاذنا الجليل بمناسبة مرور مائة عام على مولده، ولم يتحمس أحد، ولكن لم يبد أحد منا اعتراضه. واتفق على أن يتم التكريم فى وزارة الخارجية التى قضى فيها زهرة عمره وأنجز أكبر مآثره.
وفى اليوم الموعود ذهبت مبكراً لأتفقد المكان واتجهت من فورى إلى البهو المختار، كان أنيقاًً مهيباًً كعادته ولكن ازدان هذه المرة بوجود الفتيات الحسان اللائى عشقهن على مدى العمر.
جئن فى زى موحد ليقمن بالخدمات المطلوبة وقد اكتسين برونق الشباب الريان، خفق قلبى بشدة وتحيرت بين نداءات الحسن وجاء قلبى بأقصى قدراته من الحب. وجاش صدرى بالمعانى التى سألقيها فى خطاب التكريم.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
وبحثت فى ذاكرتى ولم تحضرنى إلا أغنية “هوا ده يخلص من الله”، والتفت إلى أستاذنا الجليل وإذا به يبتسم ويشير إلىّ، فذهبت نحوه مترددا وكنت أعرف أنه يكن لى مودة خاصة، وقال لى: متى سوف تتخلص من أحقادك بالله عليك، وشعرت أنه قرأنى، وخطر ببالى أنه حين قرأ حضور الأغنية، أخذها على أننى أحقد عليه، وهو فى هذه السن، وما زال يحظى بكل هذه الباقة من الحسناوات ، وعبّر لى مازحا عن ما خطر له، فأقسمت له أننى لم يخطر ببالى إلا كل معانى الحب، وأننى لا أكن له إلا كل احترام وتبيجيل، وأن هذا سوف يجده فى الكلمة التى سوف ألقيها فى تكريمه، قال لى: مثل ماذا؟ قلت له: مثل قول الشاعر: “ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب” فقهقه وقال: هل أكمل لك بيت الشعر أم أنك تعرفه، قلت بل أعرفه وأكملت، قلت: الله يفعل ما يشاء فألزم حدودك بالأدب
فقهقه عاليا وقال وهو يربت على كتفى، ويضحك عاليا:
عليك نور: “فالزم حدودك بالأدب”.