نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 28-12-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3771
فى رحاب نجيب محفوظ
قراءة أخرى للأحلام الأولى (51- 52)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى“
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (51)
وقف القطار دون وجود محطة فتساءلت صاحبتى عن السبب ولكنى لم أدر كيف أجيبها واذا بكتائب من الجيش تطوقه فتقتحمه شاهرة أسلحتها وساقت الى الخارج كثيرين من ضباط الجيش الذين كانوا بالقطار وعددا محدودا من المدنيين. وقبض علىّ فيمن قبض عليهم فتركت صاحبتى منزعجة خائفة. وجدنا أنفسنا فى صحراء. أمرنا الجنود المسلحون بخلع بدلنا والبقاء بملابسنا الداخلية، ولكنهم وضعوا العسكريين فى ناحية والمدنيين فى ناحية، وأخذنا نتهامس أننا ضعنا وانتهى الأمر.
وجاء قائد الجنود ونادى علينا كل واحد باسمه. وتساءل صوت منا:
– هل تقتلوننا بلا محاكمة؟
فأجاب القائد بصراحة:
– الأمر لا يحتاج الى محاكمة
وتحرك القطار فتذكرت صاحبتى.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
وكانت تـُلـّمح لى بين الحين والحين إلى أن لها أصدقاء فى الأمن العام، فرحت أدقق النظر فى الفرقة التى قامت بكل هذه المهمة وكأننى أستطع أن أتعرف على بعضهم، وانتبهت إلى شطح خيالى، فهى لم ترنى أيا من صورهم، أنصت ثم إنى عدت أنظر إلى القطار وهو يتحرك ببطء حتى خيل إلىّ أنه يتراجع، ولمحت وجه صاحبتى فى إحدى نوافذه وهى تلوّح بيدها، فحسست أنها رأتنى، لكنها كانت تلوح بعلامة النصر وإبهامها إلى أعلى، فتلفت حولى فإذا بقائد الجنود ويرد على إشارتها بمثلها، وتساءلت أى نصر هذا الذى يحتفلون به وواحد مثلى ليس له فى الطور ولا ف الطحين هو أحد غنائمهم.