فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (49) تقاسيم على اللحن الأساسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 14-12-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3757
فى رحاب نجيب محفوظ
قراءة أخرى للأحلام الأولى (49- 52)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى“
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (49)
قصدت المبنى الأبيض الأنيق: فى صدر البهو جلست السيدة الجميلة، واجتمعنا إليها فراحت تتحدث عن شركة الإنتاج الفنى التى قررت إنشاءها. ورحبنا بالشركة وصاحبتها ومضى كل منا يدلى برأيه فى الإنتاج والعمل. ولم نختلف إلا حول الأجور. فقد كان رأيها أن يحدد الأجر تبعا للاتفاق معها. وكان رأيى الذى أيده البعض أن يحدد الأجر بنسبة ثابتة من تكاليف الفيلم أو المسرحية. وأجلت المناقشة إلى جلسة أخرى. وقلت لزملائى إن الأخذ برأيها يجعلنا تحت رحمتها وإن النسبة توضح الأمر وتغلق الباب أمام الانتهازية.
ودعتنا السيدة مع آخرين للعشاء، وبعد العشاء أقيمت حفلة موسيقية، وما ندرى إلا والسيدة تتجرد من ثيابها وترقص عارية وبصورة غاية فى الإثارة.
واستقر رأيى بصفة نهائية. قررت أن أبتعد عن الشركة وصاحبتها.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
فلحقتنى قبل أن أغادر الشقة، وقالت لى ألم يعجبك رقصى، فقلت لها: بل أننى خفت أن أحسدك فأنت أجمل من كل من عرفت من الراقصات وأداؤك أفضل من أى محترفة ، فقالت: إذن فلـِـمَ تغادرنا، فقلت: الشروط التى عـُرِضـَت للتعاقد قد لا تلائمنى، قالت: فلماذا لم تقترح تعديلها، فقلت لم أرغب فى أن أقطع عيش من يقبلها، فقالت بدلال: وأنا؟ قلت لها: انت ماذا؟ قلت: ماذا أفعل الآن؟ قلت لها أنت أدرى وأجمل، قالت: هيا نثبت ذلك، فخـِفـْت، وترددت، وفتحت عـَينّى أوسع، فإذا بى مازلتُ فى الحفل ومازالت السيدة تواصل رقصاتها المثيرة، فرحت أتصبب عرقا وأتجنب أى حديث مع أى من الزملاء حتى لا يجرجرونى إلى ما لا أعرف له رداً.
2017-12-14