سمعت صوت كركرة ناعمة آتية من أعلى، دققت النظر فإذا بحبيبتى تقهقه وهى تلف يدها حول وسط الضابط وتشير إلىّ، تلفتّ حولى أبحث عن آثار ارتطامها بالأرض فلم أجد أى أثر يدل على أى ارتطام ، فركت عينى وقررت أن أعود للصعود إلى البرج، لكن قبل أن أفعل، عاد واقترب منى شرطى آخر صورة طبق الأصل من الأول حتى خيل إلى أنه نزل بـِـقوى سحرية أو أنه توأمه، وأشار هذا الآخر إلى عربة مصفحة كأنها بوليس النجدة ، ونزل منها أربعة جنود وتقدموا نحوى وأحاطونى من كل اتجاه، فتجمدت فى مكانى وكأنى قد أصبت بالشلل، لكنهم تخطونى ومضوا بعدى إلى فتاة جالسة على مقعد وهى تتأمل مياه النيل ولم أر إلا ظهرها، عدت أنظر إلى أعلى البرج لأتأكد أن فتاة الشاطئ ليست هى فتاتى فلم أجد الضابط ولم أجد الفتاة، فانتابنى رعب جديد، وأطلقت ساقىّ للريح دون أن أتمادى فى تفسير أى مما يجرى، كما لم أحاول أن ألتفت ورائى، وإن كنت خمنت أن أحد التوأمين، أعنى الشرطيين: يواصل الجرى ورائى.