نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 5-10-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3687
فى رحاب نجيب محفوظ
قراءة أخرى للأحلام الأولى (39- 52)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى“
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (39)
دخلت حجرة الوزير ومعى بيان مكتوب على الآلة الكاتبة بأسماء الموظفين المرشحين للترقية. اسمى بينهم وواضح أن الوزير يخصنى بالرعاية.
وقع الوزير البيان فى أعلاه وذهبت به إلى إدارة المستخدمين لتنفيذه. اتجهت إلى الموظف المختص وكانت فتاة شابة وجميلة. نظرت فى البيان ولاحظت أن الوزير وضع إمضاءه فى أعلاه وأنه كان يجب أن يضعه فى أسفله. وإلا فإنها لن تستطيع تنفيذ أمر الترقية على الموظفين المسجلين فى أعلاه، اغتظت وشكوت ما نلاقى من الروتين ولكنها أصرت على موقفها فحملت البيان من جديد إلى الوزير فوقع اسمه فى الموضع الصحيح وهو يضحك. ورجعت إلى الفتاة وسلمتها البيان. وكانت تجلس على يمين مكتبها موظفة صديقة معروفة بالمرح فدافعت عن تصرف زميلتها قائلة إنها تضن بالترقية على الموظفين العزاب وترى أن المتزوجين أولى بها. وتظاهرت الموظفة بأنها تضايقت من إذاعة هذا السر ولما قابلتنى الموظفة المرحة بعد ذلك سألتنى عن رأيى فى موظفة المستخدمين فصارحتها بأنها أعجبتنى فاقترحت أن تبلغها بإعجابى كمقدمة لجمع رأسين فى الحلال. فطلبت مهلة للتفكير فقالت إننى لم أعد شابا وأن عمرى يضيع فى التفكير وأصرت على إبلاغها واستسلمت فلم أرفض.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…… ومرت بضعة أيام، ولم ترد على الزميلة المرحة، فخجلت أن أسألها ورجحت الرفض، وأنها خجلت أن تبلغنى إياه خشية الإحراج، فانتهزت فرصة انفراد بها واستفسرت عن ناتج المسعى، فقالت لى أنها لم تفاتحها لأنها سمعت عنها ما جعلتها تتردد، فاستغربت فهذه الموظفة بالذات تبدو للجميع أنها ملتزمة تماما وفوق مستوى الشبهات، فأضافت الزميلة المرحة أنها ترى أننى أستأهل من هو أفضل منها، وغمزت بعينها أو ربما خيل إلىّ، ذلك، وشكرتها وأخذت أفكر لعلى أخطأت اختيار الرسول المناسب، واقترب منى زميل معروف بالفضول وخفة الظل أيضا، وسألنى عن ما كنت أتسارّ به مع زميلتنا المرحة، فأخبرته بغير تفاصيل، فقال: أنت رجل طيب، وإلا فلماذا أخترتها هى بالذات، فقلت له لأنها مرحة وجسور ويمكن أن تسهل المهمة بأيسر السبل، فقال: ولكن الأسهل أن تسهلها لنفسها لا لغيرها فقلت له: لكنها متزوجة، فقهقه عاليا، وقال: “كان زمان”، وانصرف.