فى رحاب نجيب محفوظ : قراءة أخرى للأحلام الأولى (50- 52) تقاسيم على اللحن الأساسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 21-12-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3764
فى رحاب نجيب محفوظ
قراءة أخرى للأحلام الأولى (50- 52)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى“
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (50)
كنت أتطلع إلى امرأة فاتنة تسير فى الطريق، فاقترب منى بجرأة وهمس فى أذنى أنها تحت أمرى اذا أمرت. كان براق العينين منفرا ولكنى لم أصده. واتفقنا على مبلغ وأصر على أن يأخد نصفه مقدما فأعطيته النصف. وضرب لى موعدا ولكن عند اللقاء كان بمفرده واعتذر بتوعك المرأة وكان على أتم استعداد لرد المقدم ولكنى صدقته وأبقيته معه. وكان يقابلنى فى حلى وترحالى ويطالبنى بالصبر. وخشيت أن تسئ هذه المقابلات سمعتى فأخبرته أننى عدلت عن رغبتى ولن أسترد المقدم ولكن عليه ألا يقابلنى. ولم يعد يقابلنى ولكنه كان يلوح بها فى أكثر الأماكن التى أختلف إليها. وضقت به كما كرهته وقررت الانتقال إلى الإسكندرية. وفى محطة سيدى جابر رأيته واقفا وكأنه ينتظر.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
فتجنبت مواجهته لكنه لمحنى، وغمز بعينه، فنزلت امرأة من العربة التى كانت تنتظر وتلفتت يمينا ويسارا ثم اتجهت نحوى مباشرة، وتجاهلتها، فسألتنى: ألا أعجبك؟ أم ماذا؟ فقلت لها: أننى لم أتشرف بمعرفتها من قبل فقالت: ولكنك اتفقت مع صاحبى وقد أخذ المقدم، ثم إنه قد حذرنى منك كثيراً وهو مصمم أن ألقاك ليختبرنى وأختبرك، قلت لها: دعيه يصمم، لكن لا يوجد أحد فى الدنيا له الحق أن يفرض علىّ ما لا أريده، قالت: إذن أنا لا أعجبك، أم أنك أعجز من أن تخوض الاختبار، وقررت أن أقبل التحدى وقلت: إذن هيا بنا، فـَقـَهـْقـَتْ وتركـَتـْنـِى مسرعة، واختفت وسط زحام المسافرين،
ورحت فى غيظ أتلفت بحثاً عن الرجل لكننى لم أجده.
2017-12-21