وطال الانتظار، ولم تكف الكلاب عن النباح وسمعت ما يشبه نقاشا يدور بين الشيخ والمرأة فأرهفت السمع فوجدتهم يتناقشون فى أمرى، وأحسست أن مصيرى يتقرر دون سؤالى عن المهمة، واشتد نباح الكلاب فاختفت الأصوات وسطها، وفكرتُ فى الخروج، لكننى اقتربت من النافذة أولا لأتبين ما بالخارج، فسمعت حمارى ينهق وكأنه قد وجد ضالته، فنظرت من النافذة فوجدت أن المرأة قد امتطت صهوته وهو فى قمة النشوة، فتراجعت عن الخروج، وحين عدت أنظر من جديد إلى النافذة لمحت الشيخ وهو يقفز ليمتطى الحمار خلف المرأة وهى تستغرق فى الضحك .
وذهبت إلى النافذة الخلفية فوجدت نفس المنظر، ولكن الشيخ هو الذى فى المقدمة والمرأة خلفه وهى تحيط وسطه بذراعيها، وتساءلت أهى امرأة واحدة أم اثنتين؟ وهل هو شيخ واحد أم اثنين؟ وهل حمارى قد تناسخ إلى حمارين؟
وتباعدت أصوات نباح الكلاب، حتى اختفت، ثم سمعت دق دفوف آتية من بعيد، فاستبشرت خيراً ولم أكد أفتح الباب لأتاكد من طبيعة الزفة حتى انطلقت صفارة أمان طويلة مثل التى كنا نسمعها إعلانا لانتهاء الغارة أيام الحرب، ثم تلتها بعد انتهائها زعزوته طويلة ممطوطة آتية من ناحية الزفة،