فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (161)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 5-2-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4541
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (161)
فى البدء حامت حولى فتاة صغيرة رشيقة ثم أخذتنى من ذراعى إلى ركن منزوٍ توجد فيه عربة كارو مركَّبٌ فيها حمار وصعدت إليها وأشارت إلىّ فصعدت وتربعت إلى جانبها وتناولت اللجام وحرَّكته بخفة فقد صار الحمار يشق طريقه ببطء شديد وسط زحام الناس والمركبات حتى بلغ الطريق الصحراوى فأخذ يسرع ويسرع حتى سبق السيارات والأوتوبيسات وكأنه يطير طيراناً فذهلت وسألت الفتاة: إلى أين؟ فأجابت: إلى المكان الذى تخور فيه قوى الحمار فيتوقف.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… ذهلت من إجابتها وتعجبت كيف استطاعت وهى فى هذه السن أن تقرأ غباء رغبتى المتصاعدة، التفت ناحيتها فإذا بها امرأة ناضجة فى حوالى الأربعين، ليست فائقة الجمال لكنها طاغية الأنوثة والرجولة معا، سألتها: أين هى؟ قالت: من؟ قلت ابنتك غالبا. قالت: أنا ليس لى بنات؟ قلت: كيف؟ قالت: كيف ماذا؟ أنا البنات؟ ثم ألهبت سمْع الحمار بفرقعة صوت كرباج فى الهواء، فزاد من سرعته أكثر، ثم فجأة تعثر ووقع، وانقلبت العربة عليه ونحن معها، وحين قمت بالكاد أرى ما أصابنى لمحت المرأة والبنت تَعْدُوَان معاً فى رشاقة مذهلة، كان عدوا كالرقص وهما تبتعدان، فارتد بصرى إلى الحمار أرى ما أصابه،
فوجدته قد نفق.
2020-02-06