فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (123)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس:16-5-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4275
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (123)
هذا ميدان الأوبرا وفيه أسير متجها نحو مقهى الحرية فأدهشنى أن أجدها خالية من روادها اللهم إلا شخص منكب على قراءة أوراق مبسوطة بين يديه وسرعان ما تبين لى أنه أستاذى الشيخ مصطفى عبد الرازق فانشرح صدرى واندفعت نحوه مشتاقا إلى لقاء حميم غير أنه التفت إلىّ متجهما فهبط قلبى وأشار الأستاذ نحو الأوراق وقالى لى: آسف إنه قرأ اسمى بين شهود الإثبات فلم أدر ماذا أقول ولا كيف أعتذر.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
..كله إلا الشيخ مصطفى عبد الرازق، هذه أوراق مدسوسة عليه، فأنا لم أكن قد ولدت بعُد أيام أنْ حدث الحادث، وفى نفس الوقت يستحيل أن أراجعه أو أخطِّئه، دخلت من الباب الخلفى للمقهى ناولت النادل ما تيسر فأعارنى معطفه الأصفر وسمح لى أن أحمل القهوة للشيخ، وحين اقتربت من منضدته تعثرتُ قصدا فانسكبت القهوة على الأوراق، وعجبت أنه لم يغضب، بل انحنى يجمعها ورقة ورقة ويمزقها دون أن ينظر فيها ويضعها فى سلة المهملات بجواره بهدوء دون أن ينظر ناحيتى، ولا أعرف كيف تأكد أننى أنا، وحين انصرفت من باب مطبخ المقهى الخلفى قابلت عباس العقاد وكأنه كان ينتظرنى، وبادرنى بمزيج من الفرحة والحسد قائلا: لم أكن أعرف أن شيخنا يحبك لهذه الدرجة.
2019-05-16