فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (114)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 14-3-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4212
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (114)
جاءت الشغالة الجديدة مصحوبة ببعض أقربائها وكأنهم أرادوا أن يشاهدوا المكان وأهله لتطمئن قلوبهم على ابنتهم الوسيمة، غير أن الوسيمة لم تمكث عندنا إلا نصف يوم ثم ذهبت تاركة فى النفوس غضبا وبلبلة حتى كان ذات مساء فرأيتها تخرج من عمارة قريبة وهى على حال من الانحراف الصارخ فصعقتنى الحقيقة الغائبة وأدركت عمّ كانوا يبحثون فى اللقاء الأول.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
ثم انتهى إلى سمعى صوت زفة عرس قادمة من الشارع الجانبى، فنسيت ما كنت فيه ورحت أتفرج، وفجأة حل بى سرور ونشاط غريبان، وكأنه فرح أختى الصغرى التى أحبها حبا لا حدود له، أو كأنه فرحى أنا شخصيا، واقتحمت طريقى بين المعازيم وهم يوسعون لى، وربما ظنوا أنى من أهل العروس، وحين وصلت إلى الزفة كنت قد وصلت إلى حالة من النشوة لم أستطع معها التحكم فى أى شىء، فسحبت العريس من “الكوشة” وأنا فى غاية الطيبة والبهجة، ورقَّّصته فرقص معى حتى انتشى وهو يجذب العروس إلينا فصرنا نحن الثلاثة نرقص كمحترفين جاؤوا خصيصا لإحياء الليلة، وفرح الناس بنا وراحوا يصفقون، فكدت أطير، ثم رحت أتخلص من ملابسى وأنا أرقص معهما والناس تصفق، حتى لم يبق علىّ إلا السروال، وحين هممت بأن أتخلص من الباقى زغرت لى العروس باسمة، فتراجعت وأنا أتبين أن وجهها هو هو وجه الشغالة الوسيمة، ففرحت لها، وأمسكت بكلتا يديها دون العريس وواصلت الرقص معها وهى تشاركنى بنشاط جميل، والعريس يصفق لنا.
2019-03-14