فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (98)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس:– 22-11-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4100
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (98)
من موقفى على الطوار أرسلت بصرى إلى الحديقة من خلال قضبان السور الحديدية، وهناك رأيت مالكة فؤادى وهى توزع شيكولاته على المحبين فاندفعت جهة باب السور حتى بلغت مدخل الحديقة وأنا ألهث وواصلت الجرى فى الداخل ولكنى لم أعثر للمحبوبة على أثر فهتفت بحدة لاعنا الحب. وحانت منى التفاتة إلى الخارج فرأيت الفتاة فى الموضع الذى كنت فيه وهى تتأبط ذراع شاب بدا أنه خطيبها، وهممت بالرجوع من حيث أتيت ولكن أقعدنى الإرهاق وطول المساءلة وفوات الفرصة.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… وانصرفت إلى حيث كنا قد تواعدنا لتناول العشاء، وكأن الذى جرى ما كان، ونسيت ما حدث، وكأنه لم يحدث، ولم أعرف كيف نسيته، وحين حضر النادل وسألنى ماذا أشرب قلت له “كاساتا بالكريمة، قال.. “ماذا؟” فانتبهت وتأسفت وقلت له” “أعنى أيس كريم مع سلطة فواكه، فقال: ..”يا سيدى أنت تعلم أن هذا محل أسماك، وأننا لا نقدم إلا ما هو اختصاصنا، ويمكن أن تبحث عن مطلبك فى مكان آخر”، وقبل أن يتم كلامه دخلت علينا مالكة الفؤاد وعلى وجهها ضحكه واسعة رائقة، وراحت تعتذر بأن الطريق كان مزدحما وأنها لم تترك العمل إلا متأخرة وأنها كانت متلهفة على رؤيتى طول الوقت لترتيب اللمسات النهائية لحفل خطوبتنا، وأنها نسيت المحمول بالمنزل، ففضلت أن أصدقها، وأنا أقول لنفسى يخلق من الشبه أربعين،
لكن الشاب الذى بدا لى أنه خطيبها وأنا خارج سور الحديقة دخل فى إثرها وجاء إلى مائدتنا مباشرة فقامت تستقبله بحرارة، وعرفته علىّ ثم عرفتنى به باعتباره خطيبها، فسألتها وأنا أدور حول نفسى: “ونحن”؟ قالت: “نحن مالنا”؟ هل عندك مانع؟ أخذت أقلب النظر بينها وبينه وفى نفسى، ثم قلت كأنى مخدر: “أبداً”.
فتأبطتْ ذراع الشاب، وقبّلتنى يمينا ويسارا على خدى، واستأذنا، وانصرفا.
وبقيت فى مكانى حتى جاء النادل فطلبت سمكا مشوياً حارا بالردّة دون تنظيف.
2018-11-22