فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (82)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 2-8-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3988
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (82)
أسعدنى جدا أن يتولى شئون المؤسسة المدير الجديد على الرغم من أننى لم أشارك فى انتخابه. ولكن كلما أثنيت عليه، تصدى لى إخوان بالسخرية، فسرت حائرا بين الإعجاب من ناحية والسخرية من ناحية أخرى ولكنى رفضت اليأس رفضاً تاماً.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… وحين اشتدت الأزمة والحيرة وألح الأمل، والمدير يتمادى فيما هو فيه وحوله برغم كل المقاومة والمعارضة والرفض، دفعت الباب ودخلت عليه دون استئذان وكأنى اقتحم حصنا، وبمجرد أن رآنى همَّ أن يقوم ووجهه كله غضب، ربما ليطردنى، لكن المكتب كان شديد الاتساع فعاد إلى مقعده واستعاد هدوءه وسألنى:
– من أنت؟
قلت: أنا ممثل أصحاب المصلحة
قال وهو ينظر إلى الباب: وأين السكرتير
قلت: ليس على مكتبه
قال: سأريه.
قلت: ليس ذنبه فحاجة الناس لقضاء حوائجهم، تبرر اختفاءه.
قال: ليس ذنبه؟؟! إذن ذنب من؟
قلت: ذنب الذين انتخبوك، وذنبى
قال: هل تشك فى الديمقراطية
قلت: أنا أشك فى نفسى، ثم إنى لم أشارك فى الانتخابات
قال: أحسن
قلت: لكننى مسئول بالرغم من ذلك
قال: من أنت حتى تكون مسئولا، ثم مسئول عن ماذا
قلت: مسئول عن خلعك، وارفع الظلم عن الناس
وإذا به يقوم قومته الأولى، وبدلا من أن يتجه نحوى، فوجئت أنه يختفى من على الكرسى، واكتشفت أن الحجرة كانت خالية منذ دخلت،
ولم أياس، ولم أتراجع.
2018-08-02