فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (168)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 26-3-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4590
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (168)
هذه حجرة مدير المستخدمين وأنا واقف أمام مكتبه وأسائله كيف تتخطانى فى الترقية والقانون معى مائة فى المائة فقال لى: أقم دعوة وستكسب القضية. وذهبت إلى مدير التحقيقات وقدمت شكوى ولكنه أقر عمل الإدارة ولكن أذهلنى أن وجهه نسخة دقيقة من وجه مدير المستخدمين وذهبت من فورى إلى المحامى وشرحت مشكلتى فوعدنى خيراً ودفعت مقدم الأتعاب ولكن ذهلت أيضا أن وجهه نسخة أيضا من وجه مدير المستخدمين ومدير التحقيقات وذهبت إلى الطبيب ففحصنى بدقة ولكن لاحظت أن وجهه نسخة طبق الأصل من سابقيه وفى آخر النهار رجعت إلى بيتى وفى الطريق شعرت بجسم بارد يوضع على رقبتى وسمعت صوتاً يقول لى من وراء: النقود أو حياتك. فسلمته ما معى من نقود فأخذها وهرب ولما أفقت من اضطرابى سألت نفسى ترى أين سمعت هذا الصوت فمؤكد أنى لا أسمعه لأول مرة فأين ومتى سمعته؟!
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…فى اليوم التالى وجدت على مكتبى ملحق نشرة الترقيات وبها اسمى، واعتذار لم أصدقه عن الخطأ الذى أدى إلى أن يتخطونى فى النشرة الأصلية، ففرحت وحملتها وأنا أكاد أرقص ورحت أدور على سائر المكاتب أطلعهم على ملحق النشرة، وتعجبت أنهم لا يعلمون عنها شيئا، وحين اقتربت من مكتب أقربهم لى، أخذها منى، وراح ينظر متعجبا فى وجهى وليس فيها، فسألته ماذا هناك؟ فأشار بإصبعه إلى مكان شاغر فى ملحق النشرة، ثم قال لى: أين التوقيع؟ تناولت منه الورقة واكتشفت أنها فعلا بدون توقيع، عدت أنظر إليه محسورا أعتذر، وخيل الى أن وجهه أصبح نسخة من نفس الوجوه التى قابلتها طوال أمس، ورجوته أن يحفظ الأمر سرا بيننا، فقال: لا تخش شيئا فالقانون معك مائة فى المائة، ونحن كلنا واحد.
2020-03-26