“نشرة الإنسان والتطور”
19-11-2009
السنة الثالثة
العدد: 811
مرة أخرى: عن المنهج والموضوع
(قبل التمادى خارج الفكرة المحورية، ثم: بعض الحوار)
مقدمة
مرة أخرى، ليست أخيرة غالبا ، أعود لتوضيح منهج ومسار هذا العمل، حتى يمكن أن يثريه الحوار كما أملنا:
المسألة ليست طرح نظرية جديدة متكاملة للمناقشة، بقدر ما هى استلهام فروض عاملة من نصوص حية وإبداعية، هذه النصوص نابعة من ثقافتنا أساسا، العربية عامة، والمصرية خاصة، والإيمانية عمقا، وهى بذلك تأمل أن ترسم خطوطا وتشكيلات واعدة لنظرية فى الإنسان، وربما لمنهج فى الحياة، يتناسب مع هذه الثقافة، ليتكامل مع ثقافات أخرى تثريه ويثريها.
مصدر هذه الفروض تبدأ بالنص البشرى: مريضا أو غير ذلك، وتمتد إلى نصوص إبداعية للكاتب بوجه خاص، ثم ما يثريه الحوار الناقد لهذه المادة تحديدا،
وعلى ذلك، فإن الالتزام بالمصدر الأصلى للنصوص المحددة، ونقدها هو الخليق بأن يجعلنا نواصل معا استجلاء الفروض، ولا أقول تحقيقها، فهذا أمر سابق لأوانه إن كان ممكنا أصلا.
ما وصلنى حتى الآن من تعقيبات وهو قليل جدا، هو طيب وكريم ومفيد، لكنه يحتاج إلى إنصات، واستمرار ومناقشة، نرجوا أن ننجح فى ضبط خطاها، وتوجيه مسارها معا بشكل أو بآخر.
وبعد (1)
كنت قد أنهيت دعوتى للمشاركة فى الحوار (4/11/2009) بهذه الجملة:
“وفى انتظار إسهامات أخرى، آمل أن تكون مختصرة ما أمكن، بما فى ذلك إسهامات الصديقة التى أثارت كل ذلك الحوار”.
إلا أن ما وصلنى حتى الآن لم يكن إلا إضافات محدودة ، أساسا من الزميلين الذين اشتركا فى فتح باب الحوار مع الصديقة أ. أمل، أكثر مما فعلا مع النص الأصلى للنشرة المعنية (أو لسائر النشرات)، كنت قد أجلت التعقيب على تعقيبهما انتظارا لرأى صاحبة الأطروحة الناقدة الذى لم يصلنا حتى الآن.
نشرة اليوم هى عودة إلى لفت النظر إلى طبيعة العمل وحدوده وذلك بعد أن شعرت أنه من ألزم اللازم أن نحدد معاً “كيف” و”إلى” “أين” حتى لا يخرج بنا الحوار عن المسار.
لهذا سوف أخصص أغلب نشرة اليوم لبعض ذلك، مع تعقيب مختصر على ما أجلت التعقيب عليه منذ أسبوعين.
بداية باكرة لها دلالتها
جاء فى النشرة رقم 26 بتاريخ 26 سبتمبر 2007، (أى منذ أكثر من عامين كاملين) مايلى:
التواصل بين البشر ضرورة وجودية بقائية، ليس فقط لحفظ النوع، وإنما لتأنيس الإنسان تتويجا لمسيرته التطورية الرائعة،
هو ليس اختيارا ثانويا.
الإنسان لا يكون إنسانا إلا إذا تواصل مع إنسان آخر،
” طيبْ”..، والحيوان؟؟ الحيوان يعيش بشكل جماعى منظم، بغرائز بقائية تصل فى رقتها أحيانا إلى ما يمكن أن يتعلم منه الإنسان، نحن لا نعلم شيئا ذا بال عن الجزء الإرادى فى هذا التعايش “معا ولا عن درجة الوعى بهذا التعايش.
يتميز الانسان – دون سائر الأحياء التى نعرفها – باكتسابه “الوعى” وما يترتب عليه (وبالذات: من الحرية أو الإرادة أو حمل الأمانة أو ماشابه)
التواصل لا يتم من خلال العواطف تماما أو فقط (خصوصا لمن يتعامل مع العواطف والانفعالات على أنها نوع من “الدوافع” أساسا) وإنما هو يتعلق بحركية الوعى كله، بكل مستوياته (بدءًا بالجسد إلى الوعى الإبداعى الفائق).
نبدأ بما يميز الإنسان من حيث هو إنسان حتى نتعرف على بعض إشكالات التواصل الذى يميز الإنسان إنسانا
الإنسان هو:
هو كائن حى يتمتع بالوعى، وهو يعرف ذلك: يعرف أنه واعٍ (الوعى بالوعى)
ولا يكون الإنسان إنسانا إلا بحركيّةٍ تربط هذا الوعى المركّب بوعى مركب آخر (إنسان آخر) يحمل نفس المواصفات.
على أى مستوى يتم التواصل بين البشر؟
(خاصة التواصل الثنائى الذى أظهر تجلياته التى تتبدى فيما يسمى: “علاقة حب”، وتقليديا: فى “الزواج”؟)
هل يتم على مستوى نفعية العقل الممنطق النفعى (صفقات عقلية أو معقلنة؟ صفقات شريفة أو مشبوهة)؟؟
أو على مستوى العواطف والانجذاب المتبادل (وهو أرقّ ما يوصف به التواصل)؟؟
أو على مستوى الحوار الفكرى والنقاش اللفظى؟
أو على مستوى الغرائز والمتعة المنفصلة (رشوة جنس أو تصبيرة عشق فى انشقاقٍ متبادل)؟
أو على المستوى الأخلاقى والدينى: العطاء والرعاية والمسئولية والعلانية والأوراق؟
أو على المستوى القانونى والشعارات: تنظيم المصالح ، وحقوق الإنسان ، وحقى وحقك، (ومثل هذا الكلام)؟
قبل أن أختم كلمتى يقفز سؤال لا يمكن الهرب منه يقول؟ هل حللتُ أنا شخصيا – فى حياتى الشخصية – هذا الإشكال؟ طبعا لا؟ إذن فماذا؟ إذن فهذا!!! يبدو أن هذا كل ذلك كان فى بؤرة وعيى وأنا أفتح على نفسى هذه الفتحة فى كتابة اليوميات يومياً “الإنسان والتطور”.
وبعد (2)
بكل هذا الوضوح، ومنذ أكثر من سنتين فتحنا ملف “العلاقات البشرية”، وظل عرض الحالات يتوالى والألعاب النفسية تتنوع؟ والحوارات تجرى بكل نشاط فى هذه المنطقة بالذات، حتى وصلنا إلى “شرح ديوان أغوار النفس” “فقة العلاقات البشرية”
فهل يمكن أن يبدأ الحوار الآن من هنا فحسب؟!
ثم إلى مقتطف أخير من آخر نشرة رقم (810) 17/11/2009، أمس
….. وهى مناقشة ما دار فى جلسة للعالج الجمعى مؤخرا (منذ أسبوعين) كدعم ، لبعض جوانب الفروض المطروحة فى هذا العمل،
جاء فى المقدمة ما يلى :
… تحول العمل ليصبح ذا ثلاثة منطلقات، أو ليسير على ثلاثة مسارات:
الأول: شرح المتن الشعرى، وهو ما نتابعه كل أربعاء غالبا…
الثانى: هو الاستطرادات الداعمة، أو المكملة، أو المصححة أو الناقدة للمتن الشعرى وقراءته وإيحاءاته، سواء كان ذلك من نص سابق للمؤلف، شعرا أو نثرا أو تنظيرا علميا، أو من مقتطف واقعى من حالة إكلنيكية معروضة (حالات وأحوال)، أو جزءا من حالة مناقشة (التدريب عن بعد)
الثالث: هو حوارات الأصدقاء التى تدور حول هذا وذاك،
وهذا ما بدأت محاولته اليوم الذى يبدو أنه لن يكمل.
وبعد (3)
من هذا المنطلق يصبح المطلوب هو الالتزام بمناقشة هذه المحاولات تحديدا التى تستلهم نصوصا حية أكثر مما تستند إلى آراء وتنظيرات واجتهادات وآراء رائعة وضرورية، لها مجالات أخرى ومناهج أخرى
ما بين هذه البداية الباكرة، منذ أكثر من سنتين والإيضاح المنهجى الأقرب (أمس) ظهرت نشرات كثيرة كثيرة تتناول نفس الموضوع وتنبه إلى ترامى مراميه، ومن مثل ذلك نقرأ معا الآن مقتطفا من نشرة (رقم 775) بتاريخ 14 -10-2009، بعنوان الشغل فى المستحيل (أن يحب أحدنا الآخر بما يليق بالكائن البشرى المعاصر)
…………..
…………..
هيا نوجز الإشكالة هكذا:
فروض مستلهمة
المستويات العشرة للعلاقات البشرية
المستوى الأول: الجذب النداء والانجذاب الذاهل.
المستوى الثانى: اللذة المشتركة بعض الوقت.
المستوى الثالث: اللعب الحر معا – أحيانا.
المستوى الرابع: تبادل الاعتمادية
…………..
…………..
المستوى الخامس: انتشار الفرحة تواصلا إلى محيط من البشر أوسع فأوسع.
(وهذا يحتاج إلى تعرّف على مانعنيه بالفرح والفرحة حالة كونهما وسادة المشاركة معا)
المستوى السادس: جدل النمو .
( فننتبه إلى أن الجدل الذى يستحيل التحدث عنه دون اختزاله أو تشويهه ، هو حقيقة ما نمارسه فعلا دون تسمية، “لنكون فنصير”، رضينا أم لم نرضَ)
المستوى السابع: إعادة الولادة.
(وهذا ما يجعل تقييمنا للتواصل البشرى بما يتبقى منه،وليس فقط بما يتحقق به مؤقتا)
المستوى الثامن: الامتداد إليهم (الناس) حمْدًا.
(فنجد أنفسنا فى دائرة الوعى الجمعى، وهو شرط لا بد من توفره يكون القاسم المشترك الأعظم الذى يبرر تحققنا أفرادا بشريين)
المستوى التاسع: الألم الخلاّق كدْحا إليه.
(تمتد بنا العلاقة إلى مستويات أعلى فأعلى من الوعى المشتمل، فنجد أنفسنا نعزف اللحن الأرحب مع الطبيعة المنفتحة إلى الوعى الكونى المفتوح النهاية إلى وجه الحق تعالى).
المستوى العاشر: إعادة دورة جدل الايقاع الحيوى فى نبضة جديدة على مستوى أعلى، وهكذا.
(غنى عن البيان أن هذا التصعيد ليس خطا مستقيما أو درجة بعد درجة، بقدر ما هو دورات معادة تتقدم مع كل دورة إلى ما تيسر من إمكانية تجعل المستحيل ممكنا مع استمرار الدورات حسب كفاءة الإيقاع الحيوى المفتوح النهاية)
فهل يا ترى من أشار فى تعقيبه إلى المستويات الثلاثة الأولى لا أكثر، يمكن مناقشته دون إحالته إلى المستويات السبعة الباقية التى لم نتناولها بعد؟
وهل يا ترى من ناقش أو سوف يناقش هذه النشرة سوف يرجع إلى النشرات الأقدم حتى تكتمل الصورة؟
أنا أزعم أن أحدا لا يحاورنى، ويبدو أحيانا أننى أشكو من ذلك، وهأنذا أعترف أننى أخطأت، لأننى اثبت الآن أننى السبب فى ذلك، وربما علىّ أن اواصل إثبات رؤيتى شاكراً حامداً كل من لا يحاورنى، بقدر ما احترم منصتا لكل من يحاورنى.
وبعد (4)
دعونى أختم الآن هذه النشرة اليوم بمحاولة تعقيب موجز على الصديقين الذين اشتركا فى التعقيب على مداخلة الصديقة أ.أمل محمود، ولم أرد عليهما فى حينه، معتذرا للكريم أ.د. صادق السامرائى وأنا استسمحه أن أؤجل ردى عليه إلى الأسبوع القادم
******
تعقيب على التعقيبين
(ملحوظة: من الأفضل طبعا أن يرجع القارئ أولا إلى كامل التعقيب الذى نشر فى 30/10/2009 حوار/بريد الجمعة لأننى سوف أكتفى بتعقيب سريع موجز بعد اثبات مقتطفات محدودة أتبعها برأيى.
د. مدحت منصور
“…. يمكن تجاوزا اعتبار أن لكل سالب موجب يكمله فيما عدا كروموسوم ( y) المحدد للجنس الذكري يكمله كروموسوم (x) الأنثوي و الذي نعتبره سالبا ليكون تركيب المرأة المحدد للجنس (xx) مقابل (xy) في الذكر..” .. إلخ
د. يحيى
.. آسف يا مدحت، ما هذا؟ اسمح لى أن أقول لك أن المسألة بالنسبة لى على الأقل يصعب اختزالها إلى سالب وموجب، خاصة أن ما شاع وظهر على سطح وعينا هو أن الموجب هو إيجابى وأن السالب هو نقص وسلبى، وكل هذا اختزال لا يساعد فى فهم المرأة أو الرجل، مهما أكدنا على التكامل وكلام من هذا، بل إن هذا التكامل السكونى (سالب – موجب) لم يعد صالحا حتى فى فهم العلوم الطبيعية بالمفهوم الكموى الأحدث يا أخى،
كما انتهز الفرصة للاعتذار للصديقة أ. أمل حيث كان عنوان مداخلتها “الحب يصنعه البشر، والخبز يتسوله الفقراء” فقد حذفت الفقرة الأولى لخطٍأ مكتبى، وهى فقرة تعنون رؤيتها أدق وأشمل.
د. مدحت منصور
….فلماذا نتحدث دائما عن مساواة بالمعنى الحسابي و ليس المساواة بالمعنى التكاملي التناغمي، المفترض في الرجل أنه أقوى عضليا و أعلى حنجرة فوجد نفسه مؤهلا للصيد و أظن أن النساء في الكهف كن يقمن بأعمال تتناسب مع القوة الأقل و الدقة الأكثر كسن النصل مثلا.
د. يحيى
أظن يا مدحت أن ما وصلنى من مداخلة الصديقة أمل لا يركز على المساواة بهذا المعنى الذى وصلك وإنما على العدل، كما أن الفروق التاريخية وخاصة من واقع دراسة الأسطورة التى يبدو أن صاحبة المداخلة ملمة بها أكثر منى ومنك، هى فروق أعمق تاريخا وأرسخ أصولا، وبالتالى لا ينبغى أن نختزل تاريخ الرجل والمرأة وأدوارهما عبر التاريخ إلى مثل ما وصلنى من كلامك، وخاصة تعبيرك “المرأة فى الكهف”، مع أن ما بلغنى من المداخلة هى أن المرأة لم تقبع فى الكهف أبدا بهذا التصوير الذى ذكرت، إنها قد أدخلت قسرا إلى الكهف المعنوى القهرى الظالم مؤخرا (واعتذر لكما لجهلى الشديد بالتاريخ المكتوب خارج الدناDNA الحى “الآن” وهو الذى استلهم منه التاريخ الحيوى والبشرى كله وأحاول أن أحسن قراءته فى مرضاى، ونفسى، وبعض الأطفال والأميين اصدقائى).
د. مدحت منصور
“… نأتي لرحلة آدم و حواء و التي بدأت بالمعرفة و كان أول ما عرفاه الجنس أظن لضرورته في إعمار الأرض و الذي هو جزء من عبادة أولاد آدم لله إن لم يكن الكل ثم جاءت أول جريمة على الأرض من صنع الرجال ليعرف الإنسان الذنب كما تخبرنا الأديان و تكون رحلته إلى البحث عن العدل و يصبح الرجل قاضياو نبيا كما بدأ مجرما، لقد قتل قابيل أخاه قبل ظهور قوانين أو أعراف فكيف يمكن القول بأن الشعور بالذنب مكتسب؟ …إلخ
د. يحيى
رجعت يا مدحت إلى أطروحتى عن الشعور بالذنب (الموسوعة النفسية “الذنب” – الإنسان والتطور إبريل 1988) ووجدت أن بها ما يرد على كثير من مقولاتك، وبعض مقولات أ. أمل، وأرجوك أن ترجع إليها أن شئت المزيد، وقد تناولت قضية ما هو موروث وما هو مكتسب والعلاقة بينهما فى موقع آخر وأنا أتعامل مع غريزة العدوان، دعنى أشكرك لأنك نبهتنى أن علىَ أن أوضح موقفى من أن اقتراف الذنب غير الشعور بالذنب، وهو يكاد يكون منفصلا عنه تماما ربما لهذا لم أربط العدوان بالشعور بالذنب كما فعلت أنت حين ربطت الجريمة الأولى بالشعور بالذنب، بل دعنى أقول لك من خبرتى الاكلينيكية إن أغلب من يعانون من الشعور بالذنب لم يرتكبوا ذنبا اصلاً، وربما أغلب الذين يرتكبون أبشع الذنوب لا يشعرون بالذنب (نتانياهو ودبليو بوش مثلا)
أما علاقة الذنب بالمعرفة والانفصال عن الوعى الكونى فهذا أمر قد اكتمل عندى من بعدٍ آخر عندما انفتح لى مؤخرا ملف “الموت” كنقلة من الوعى الخاص إلى الوعى الكونى وهو الذراع الثانى لحركية الوجود حيث الذراع الأول هو انفصال الوعى الفردى عن الوعى الكونى.
وهذا أمر يطول شرحه يا مدحت فدعنا نؤجله الآن، فاعذرنى مؤقتا.
د. مدحت منصور
“…نأتي لمنطقة الجنس: فالتقسيم إلى جنس لذي و جنس تواصلي و جنس إبداعي هي عملية معرفية تسهل علينا الفهم و الدراسة …. و قد تتحول العملية في أي لحظة بين هذا و ذاك و حتى لو أن ذلك لم يكن ماثلا في الوعي مسبقا و قد يحدث هذا حتى في علاقة عابرة أو مؤقته، فهل ننكر استمتاع المرأة بالجنس عبر التاريخ و قبل ظهور منظومة الأديان ثم فرض رموزها بعد ذلك سطوتهم على المجتمع في كافة مظاهر الحياة بما في ذلك الجنس”
د. يحيى
أنا معك جزئيا فى مجمل ذلك، وأى تقسيم هو تقريب اضطرارى عادة وليس فصلاً حادا، وكل تداخل محتمل وكل نقلة جائزة، بل واردة.
د. مدحت منصور
“…المشكلة أننا لن نستطيع أن نخبئ ذلك الشعور الطبيعي أو ننكره و نصبر أنفسنا بأنه سيأتي يوما لا تصبح المرأة مثيرة للرجل و بالتالي لن يصبح الرجل مثيرا للمرأة و يتم التقارب بشكل لا يعتمد على كيمياء التقارب على الأقل كبداية و لكن سيتم بالتقييم بشكل أو بآخر.
د. يحيى
حضرنى مثل هذا التساؤل فى آخر أطروحتى عن احتمال تكامل الرجل بالمرأة فى بحثى تحرير المرأة وتطور الإنسان، حين تساءلت عن مصير العلاقة الجنسية إذا تكامل الرجل بالمرأة فى داخله وتكاملت المرأة بالرجل فى داخلها، فانتبهت إلى حدود أطروحتى لأن التكامل بينهما خصوصا التكامل بالحوار الجنسى هو من أهم ما يميز الوجود البشرى حتى تاريخه، (الآن) أما لو حدثت هذه الفطرة (لا قدر الله – بينى وبينك -) فسوف نكون أمام جنس آخر له قوانين آخرى.
د. مدحت منصور
فهل ينفي كون الحب فعلا أن يكون في نفس الوقت احتياجا
د. يحيى
أظن أننى تناولت العلاقة بين الاحتياج والحب واحتمال النقلة الطبيعية فيما بينهما، وذلك فى النشرات الأخيرة، أو ربما فى بريد الجمعة بوجه خاص.
د. مدحت منصور
“…مسألة علاقة الرجل و المرأة بالحب لن يحلها أن نبكي أو نتباكى على ملايين النساء و اللواتي ظلمن في الماضي و لن يحلها أن نعمم حكم على علاقات الحب و الزواج بأنها علاقات صفقاتية أو تجارية انتفاعية أو طفيلية فمن خلال هذه العلاقات ستظهر أنماطا أخرى على نهج التطور فالتطور لن يأتي من فراغ و لكن سيأتي من الموجود المتاح , لابد و أن نمضي قدما على درب التطور خطوة خطوة و أن تحدث محاولات مجهضة و لكنها سوف تضيف للوعي الجمعي والذي سوف يتراكم بإذن الله العدل لتحدث تلك الطفرة التطورية .
د. يحيى
أليس هذا يا مدحت بعض ما نحاوله هنا طول الوقت
****
د. محمد أحمد الرخاوى
والله قلبتي علينا المواجع وهيجتي علينا قضيتنا المحورية قضية الحب الحقيقي وما هيته وادواته وعلاماته وما نعيشه اليوم في هذه المرحلة التطورية الانقراضية من عمر البشر
د. يحيى
أليس هذا التقليب هو فضل هذه المحاولات؟ هل أنت تشكرها أم تلومها؟ وهل التعتعة إلا تقليبات؟
ثم دعنى أصارحك أننى أتردد كثيرا حين يصلنى منك يا محمد ما أشعر معه أنك تستسهل استعمال الكلمات المتضادة متجاوة بهذا الشكل السريع السريع مثل قولك: “المرحلة التطورية الإنقراضية” ما هذا؟ أهكذا والسلام!!؟؟
ثم أين المواجع التى تقلبت لديك وأنت جاهز هكذا للحكم والرفض والشجب طول الوقت؟
الحب الحقيقى يا إبنى هو الحب الحقيقى سعيا حقيقيا معا، ووعيا مسئولا متجددا بكل مستويات الوجود إلى ما لا نعرف مما هو نحن
هل بلغك ذلك قبل وبعد ألفاظك الشاردة البراقة.
د. محمد أحمد الرخاوى
…. وعلاقة كل هذا بماهية زيف ما يسمي الحضارة الغربية الحالية كاحد وجوه العملة ونفاق وغباء ما يسمي عكس الحضارة الغربية في الوجه الآخر للعملة
في الغرب حيث اعيش لا يوجد ما يسمي حب اصلا وهذا شبه مكتوب في دستورهم الغير مكتوب!!!!!!
احبك بامارة ايه!!!!!!
د. يحيى
يا خبر أسود يا محمد!! إيش أدخل الحضارة الغربية حشرا هكذا فى مقولة بهذا العموم؟ ماهذا!! من قال لك هذا؟ يبدو أنك لم تذهب إلى الغرب اصلاً؟ أين تعيش يا رجل منذ سنوات؟ إن كنت تعنى بكلماتك هذه أنه لا يوجد ما يسمى حب أصلاً فى الغرب فاسمح لى أن أسألك أن تخبرنى من الذى أطلعك على هذا السر العظيم، إذا كنت لم تنظر حولك لترى البشر بشرا ينبضون بكل ما هو صادق وعميق، ألم تشاهد السينما التى ينتجونها؟ ألم تقرأ الإبداع الذى يكتبونه؟
أنت هكذا تهدر كل القيم الإنسانية بهذا التعميم الأعمى، ثم دعنى أقول لك إنى عجزت عن متابعة سطورك بعد ذلك حين ألحقت هذا التعميم بقولك:
“أحبك بأمارة إيه؟
هل تعنى أن الرجل الغربى يقول ذلك لصاحبته أو أن المرأة الغربية تقول ذلك لرجلها ما هذا؟ بأمارة إيه؟ اليسوا بشرا؟ وما علاقة هذا بالنشرةـ أو بمداخلة أ. أمل؟
أنصحك يا محمد بقراءة يومية أمس يا رجل نشرة 18-11-2009 “ربنا خلقنا نحب بعضنا البعض، لنبقى بشرا” حتى يصلك كيف يحب بعضننا البعض – خقلة ربنا – فى كل مكان وزمان، بأمارة أننا بشر غربا أو شرقا مسلمون، أو هندوسيون، إلى أن قلت فجأة يا محمد وبلا رابط:
د. محمد أحمد الرخاوى
حاجة كدة زي عبد الوهاب لما قالها وازعل منك ليه مانتي بنت قحبة واطية!!!!!!!
د. يحيى
لم أفهم – حتى خفت عليك – كيف قفزت فجأة هكذا إلى استشهاد غبى بألفاظ قبيحة هكذا، وكيف نسبت تلك المقولة إلى محمد عبد الوهاب الذى اشتهر بالدماثة والرقة بوجه خاص،
الأرجح عندى حتى اليقين أنه لا يمكن اثبات أن محمد عبد الوهاب قال ذلك أصلاً، وحتى لو أنه قاله فإنه استشهادك فى غير محله، فهو يتكلم على “أزعل منك بأمارة إيه”، وإيش جاب أزعل منك بأمارة إيه إلى ” أحبك بأمارة إيه”،
إن ما وصلنى من هذه الفقرة وهذا التفكك ربما هو الذى جعل بعض الأصدقاء من قراء الموقع يتصورون أنك توجه السباب لكاتبة المداخلة، مع أن هذا غير وراد ولاهو حتى مرتبط بتفكك كلامك هكذا
يا ترى هل سقطت أسطر فى الميل حتى بدا الأمر كذلك؟؟
د. محمد أحمد الرخاوى
يختنق الناس في الغرب في اليوم الواحد ملايين المرات بسبب هذا الجفاء الصارخ –دون ان يعترفوا به- فيظهر في موجات العنف والتفسخ الاجتماعي والشذوذ الذي (اعترف به وجودا اساسيا)
د. يحيى
لا يا شيخ !!!!!!!
د. محمد أحمد الرخاوى
علي الوجه الآخر من الوجود تكثر التشويهات الصارخة للعلاقات بين البشر بما فيها من رياء ونفاق وبالتالي جفاف حتي لو كان الناس في ظاهرهم مجتمعون
د. يحيى
كلام معاد وسخيف ولا ينفع أحدا، ولا ينفعك أنت بالذات
د. محمد أحمد الرخاوى
علي الوجه الآخر من الوجود تكثر التشويهات الصارخة للعلاقات بين البشر بما فيا من رياء ونفاق وبالتالي جفاف حتي لو كان الناس في ظاهرهم مجتمعون
د. يحيى
كعادتك تقفل الباب من الناحتين فلا يبقى سواك، بكل هذه التشوه يا ابنى، حرام عليك فى نفسك
د. محمد أحمد الرخاوى
اكرر ما ذكرته في البريد الماضي انه اذا لم يتولد وعي جمعي حتمي فعلي العصر اللعنة والطوفان قريب
د. يحيى
كيف يتولد وعى جمعى من مثل موقفك هذا، كدت أقول بمثلك أو بأمثالك،
يبدو يا محمد أننى ضقت ذرعا بموقفك الصعب هذا الذى يؤذيك هكذا، والذى ما أن تخرج منه لو سويعات حتى ترتد إليه بكل هذا القبح!!!
لماذا؟
لماذا؟ يا إبنى
ليس هكذا