اليوم السابع
الخميس: 26-12-2013
عودة إلى دروس الحرية
مقدمة: قبل الكلام الصعب:
كلما قررت التوقف عن تعرية هذه المقدسات، وكشف خدعة هذه المسكنات، قامت هوجة جديدة تضطرنى إلى الرجوع إليها.
هذه هى الجرعة الثالثة من ذلك حول حبيبتنا الغالية “الحرية”،
طالبا منها العفو والسماح
“شاء الله يا حرية !!!”
3/1
إذا عشت يقين أنك ميت ولم يبق إلا إعلان ذلك فى وقت لاحق، فأنت على أبواب حرية أعمق، ولن توجد قوة تستطيع أن تنال منك أو منها.
(3/2)
إذا ضبطت نفسك تتكلم عن الحرية وأنت رائق البال هادئ الداخل ساكنا مستكينا، فراجع نفسك مرتين على الأقل .
(3/3)
إنما تُشل الإرادة، ويعجز الاختيار، بالخوف أو بالطمع أو بكليهما (وهما واحد على ما يبدو)،
ولا حرية بلا إرادة أو اختيار
(3/4)
لا سبيل إلى معايشة الواقع إلا بالبداية من مركز مرارته، والمسير بين تلافيف أمعائه بإرادة متجددة، وحرية قادرة على القبول المرحلى المتحفز اليقظ،
أليس ذلك من أصعب تجليات الحرية؟؟!!
(3/5)
أية حرية هذه التى تأتينى من أوامرك أن أكون حرا،
أو من سماحك المشروط أن أمارس حريتى بشروطك،
أو من نصائحك ألا أتبع غيرى، قال ماذا: وأنت أوّلهم يا كذاب!!؟
(3/6)
س: مادامت الحرية هى وهمٌ بلا جدال فلماذا يخدع بها بعضنا بعضا ؟؟؟
جـ: لأننا خلقنا: بشرا، مناورا، مخادعا، محاولا، مثابرا، واعيا، طافرا، نافرا، محباًّ.
وبعد
آسف ، فالجرعة ثقيلة اليوم، سأتوقف عند رقم “6 “:
فنحن على أبواب انتخابات سوف يتردد فيها لفظ “الحرية” مئات الآلاف من المرات، وأمريكا تبيع حرية بلاستيك بالعولمة المفخخة بطعم قنبلة إسرائيل الذرية،
والصين تمارس حرية التنافس بالإعدام،
ونحن نمارس حرية الكلام بالشعارات، وحرية الأحضان وما فى القلب فى القلب.
وربنا يستر
“نشرة” الإنسان والتطور
14 -12-2009
السنة الثالثة
العدد: 836
يوم إبداعى الشخصى:
حكمة المجانين: تحديث 2009
عن الحرية.. (6 من 10)
[169–178] الطبعة الأولى
من حكمة المجانين 1974-1979
(169)
تذكرة بالتراب الرطب وهو يحتضنُ كفنى، تفك أسرى طليقا أتنقل حرا بين أزهار حياة تتفتح حولى طول الوقت.
(170)
إذا اطمأننت إلى غاية أبعادى الداخلية نلت حريتى الحقيقية، وساعتها:
لن أخاف بشرا !! ولن يحدنى سجنٌ !! ولن تقهرنى سلطة !!
يا لخيبتك يا من تهدِّدنُى ،
لم يعد فى مقدورك أن تنال منى .
(171)
فكرة التناسخ تعطى للخلود معان أعمق: أكثر تنوعا، وأقدر تجددا،
ولكنها تحرم المؤمن بها من التمتع بفضيلة اكتساب الحرية بالموت …..
يا ترى هل تختلف النهايات البدايات، فتختلف الحريات وهى تولد غير ماهِىَ؟
لو صح ذلك فهو الأحسن !!
(172)
إشكالة الحرية، وضرورتها تأتى من:
إستحالة التنبؤ بالرأى الأصح الأوحد
واستحالة انتظار اختبار الزمن لمختلف الآراء
واستحالة المغامرة بالتسليم للرأى الأقوى
واستحالة التهوين من الرأى الأنجح
واستحالة إلغاء الرأى الأضعف
يا للصداع البشرى الحر المزمن.
(173)
قانون البقاء بلغة الحرية يقول : “البقاء للأرجح”
أما قانون الفناء بلغة الرأى الواحد فيقول : “الفناء للألمع”،!
(174)
الذين يؤمنون بالحرية لا يستبعدون أن ثمَّ رأيا واحدا هو الأصح،
فقط هم لا يعرفونه، ويعرفون أنهم لن يعرفوه
الحرية هى أن تسير فى اتجاهه متنقلا بين سائر الآراء دون أن تغيّر سهم البوصلة