اليوم السابع
السبت: 12-4-2014
عن الخجل والجبْن الحياء
وصلتنى تعليقات مهمة عن استلهامى عبقرينو وفكرة استنساخ عصابة القناع بالصدفة حتى ظهر الجانب الخير فى العصابة المستنسخة التى راحت تقرأ أفكار العصابة اللصوص (دون إجرام!) فتعرف الضحية القادمة وتحذرها، وتبلغ البوليس عنهم قبل السرقة فتمنعهم عن التمادى…الخ لم يعجب المعلقون أن يكون داخل اللصوص ضمير ظهر بالاستنساخ، وبالتالى رفضوا – قياسا – استتابة رجال الأعمال المصريين الناجحين الذين حموا الاقتصاد الوطنى برغم سرقتهم عرق الكادحين وعامة الشعب.
تعجبتْ بعضُ التعليقات من مواظبتى على قراءة ميكى التى أتعلم منها حتى الآن مساحة من الخيال والطيبة وتحمل التناقض والإبداع أفتقدها فى كثير من المقالات الخطابية، بل وأحيانا فى الأعمال الأدبية.
أغلب التعليقات استقطابية كالعادة، نحن لم نعد نتحمل الخير داخل الشر، أو الشر فى خدمة الخير، وحين تكرر علىّ السؤال طوال الثلات سنوات الأخيرة ماذا حدث للمصريين؟ ثم ماذا نفعل ليستعيد المصريون ما فقدوا؟ كنت اعتذر غالبا خشية أى تعميم، لكننى كنت أنبه أن ما حدث له تاريخ قديم قبل الأحداث الأخيرة منذ فقدنا معنى الطفولة، والقدوة، وأغلقنا المدارس (كمجتمع وثقافة ووعى جمعى) وحلت محلها “المراكز”، و”الدروس”، ونسينا أن نعلم أطفالنا داخلنا حقيقة “خلقه ربنا”.
جربت هنا مرارا أن أنشر بعض الأراجيز التى كتبتها للأطفال، ولقيت قبولا طيبا، فقلت نلتقط أنفاسنا معا ولو دقائق بعيد عن كل هذه القسوة والجهامة التى تحيط بنا، ونعاود الكرّة اليوم وغدًا مع أطفالنا خارجنا وداخلنا كبارا. قلت ماذا لو عدنا أطفالا نتعلم – مثلا – كيف يكون فرط الخجل جبنا، وجمال الخجل حياءً واحتراما. وأبدا اليوم بتقديم أرجوزة صغيرة: عن الخجل والجبن والحياء، وغدا عن “قيمتى إنى خلقة ربنا“.
-1-
الخجل برضه كوّيِّس
ولا إيه رأيك يا ريس
الخجل، قصدى الخجل الحلو يعنى
يعنى اللى أنا بأعمُلهْ، مش غصب عنِّى
-2-
الخجل انى أراعى اللى قصادى
يعنى ما هْجمشِى عَلَى تغطيّتُهْ
إنى أسمع همستُه لما ينادى
إنى أراعى حـُرمته
-3-
بس لو خجلى منعنى عن قـِـوالة الحق
لو يعّجزنى ولا أقدَرْ إنى أرفض أو أزقْ
يبقى دا ماهوش خجل
يبقى جـُبْنْ، أو هَبَلْ
-4-
الخجل لما يزيد
يبقى سجن من حديد
يبقى أنانية وخايف إن صورتى تتخدش
يبقى نصب وعيب وغش
-5-
الحياء من صلب دينّا
يعنى قصدهْ لاحترام إللى ما بينّا