نشرة “الإنسان والتطور”
11-7-2011
السنة الرابعة
العدد: 1410
على هامش ميدان التحرير
قبل الحوار/القصة
“هذه القصة خاصة بالموقع، وقد عدلت عن نشرها بالصحف السيارة، تجنبا لسوء الفهم!”
قالت البنت لأخيها: لكنه يريد أن يتزوجنى
قال أخوها: من هو؟
قالت: صديقك الذى عرّفتنى عليه
قال: أنا عرفتك على كثيرين، من منهم؟
قالت: الذى يعقص شعره خلف رأسه
قال: لكننى لا أحبه
قالت: وأنتَ مالك؟ هل انت الذى سوف تتزوجه؟
قال: إذن أنت التى تريدين أن تتزوجيه، وليس هو
قالت: نحن الاثنان
قال: وهل قلت لأبينا
قالت: ولماذا أقول له، إيش أدخل والدنا فيما بينى وبين صديقى، لقد تزوجنا عرفيا بعد الثورة
قال: تزوجتم أم ستتزوجان، ثم إيش أدخل الثورة فى كل ذلك؟
قالت : الحرية، والتحرير
قال: حرية ماذا؟ وتحرير كيف؟ وأنت لم تذهبى إلى ميدان التحرير ولا مرة واحدة،
قالت: لكننى شاهدته فيديو
قال: ميدان التحرير هو ناس ومصر ونبض وليس مسلسلا ، هو “إعادة ولادة”،
قالت: لا لا لا ، لقد قررنا ألا ننجب مبكرا هكذا؟
قال : ماذا تقولين؟
قالت: أنت الذى تقول : إعادة ولادة،
قال: إعادة ولادة مصر
قالت : ونحن مالنا، ثم إنى لست فاهمة قصدك
قال: أنت التى جئت بسيرة التحرير، لكننى نسيت أنك لست هنا
قالت : أنا هنا ونصف وحزبنا: اسمه : حزب “مصر التحرير”
قال: حزبكم ؟!!! وهل لكم حزب؟ حزب عرفى أيضا؟
قالت : لست فاهمة ، لكنه أقنعنى
قال: من؟ صديقك، أعنى زوجك؟ أقنعك بماذا؟
قالت لا أعرف لكننى اقتنعت
قال: وماذا تريدين منى الآن؟ ما دام الزواج قد تم بالصلاة على النبى، لماذا أخبرتنى الآن؟
قالت: إنه يريدنى أن أقنعك أن تدخل حزبنا الجديد، أن تنضم إلينا
قال: أنضم إليكم أين؟ أنضم إلى من؟
قالت: هو الذى قال
قال: قال ماذا؟
قالت: قال إن أمريكا معنا
قال أخوها: أمـريكا !!؟ إيش أدخل أمريكا؟ مع من؟
قالت: مع زواجنا، ومع مصر
قال: ما هذا التخريف، وهل أنتم مصر، وأمريكا مالها بزواجكم المزعوم
قالت: هو يقول إن أمريكا تتفاهم مع كل القوى لتقضى على الإرهاب، ويحل محله الحب الذى هو سبب زواجنا
قال: أمريكا تفعل ذلك بصفتها ماذا؟
قالت: لا أعرف، هويقول أنها تدبر كل شىء لكل الناس فى كل مكان
قال: يا نهاركم أسود، هذه سرقة، محاولة لسرقة كل ما قام به شبابنا فالشعب، إنهم يتاجرون بدم الشهداء!! هذه سرقة!
قالت: مَنْ يسرق مَنْ ؟
قال: القراصنة يسرقون الثورة
قالت: لست فاهمة، المهم عندى هو الحرية ، والحب
قال: عليكى نور، خليكى فى الحب، وحين تشبعين منه نتكلم فى السياسة
قالت: سياسة تعنى ماذا؟
قال: يا نهارك أزرق!! وتنضمين إلى حزب جديد؟ !! سياسة تعنى ماذا!! سياسة تعنى إدارة أحوال الناس: تعنى اقتصاد، وإنتاج، وعدل، وأمان، وتنظيم الحرية
قالت: أنا اختصرت الطريق وعرفت السياسة والحرية من واجبات رسوم كليتنا التطبيقية ، مشروع التخرج هو عمل تطوير لتمثال الحرية الأمريكى
قال: هو ليس أمريكى، هو هدية من فرنسا لأمريكا بعد أن كان معمولا لمصر ليوضع فى مدخل قناة السويس عند افتتاحها، لكن الخديوى إسماعيل عجز عن دفع ثمنه، فأهدته فرنسا لأمريكا
قالت: إذن هذه هى السياسة، الآن فهمت فكرة اتصال أمريكا بالإخوان، ودور حلف “الناتو”، لكن قل لى هو “ناتو” يعنى ماذا؟
قال: يعنى اتصالات وعلاقات لانتقاء “التورتة” تلو “التورتة” ثم الاتفاق على تقسيمها
قالت: وهل لإسرائيل نصيب فى التورتة
قال: يبدو انهم عملوا “جمعية” مثل التى تعملها خالتنا مع أمى وصديقاتها، ويختلفون مـَنْ تقبضها الأول
قالت: وهل إسرائيل دخلت هذه الجمعية؟
قال: يبدوا أن النظام الجديد لهذه الجمعيات يسمح بدخول بعض الأعضاء سرا ما داموا سوف يقبضون الآخر
قالت : ربما كان مبارك عضوا سريا مثل إسرائيل، وحين تأخر فى دفع القسط طردوه
قال: ربما، أو ربما تأخر فى الإسهام فى دفع نصيبه فى نصب تمثال الديمقراطية؟
قالت: صحيح، ربما، على فكرة إن من ضمن برنامج حزبنا أن يقيم تمثالا للديمقراطية، فى ميدان التحرير
قال: لكن التماثيل حرام
قالت : ليس بعد الثورة
قال: كيف؟
قالت: لقد قال لى صديقى أن هذا هو ما تحاول أمريكا أن تقنع به السلفيين بعد الإخوان
قال : وهل اقتنع الإخوان
قالت: يبدو ذلك، حسب كلام السيدة كلينتون، أو كما قال
قال: وما للسيدة كلينتون بالحرام والحلال؟
قالت: لا أعرف، ولكن يبدوا أنها أخذت تفويضا
قال: تفويضا فى إعادة النظر فى الحرام والحلال؟ مِنْ مَنْ؟
قالت: لا أعرف، هذا مافهمته من حكاية أنها “مدنية”، “مدنية”، ثم من التفاهم الجارى الذى قبله الإخوان من أجل مصلحة البلد
قال: وما هى مصلحة البلد؟
قالت: إيش عرفنى؟ هو الذى قال لى
قال: من هو؟
قالت: ألله يخرب عقلك، زوجى، يعنى صديقى، يعنى عرفى
قال: اسم الله !! اسم الله!!
قالت: والآن هل اقتنعت بالانضمام إلى حزبنا؟ قل لى حتى أخبره فيفرح بى.
قال: ليس قبل أن تعلنوا زواجكما رسميا
قالت: نحن ننتظر موافقة لجنة الأحزاب
قال: وهل موافقة لجنة الأحزاب ضرورية لإعلان زواجكما؟
قالت: هى ضرورية لإعلان الحزب
قال: وهل تريدين منى أن أنضم لحزب لم يعلن بعد؟
قالت: هو قال لى أنه لكى يعلن الحزب ، فالأمر يحتاج لتوقيعات كثيرة، وكلام من هذا
قال: بسيطة وقـّعِى باسمى بدلا منى
قالت: لقد عرضت عليه ذلك لأننى أعرف عنادك وغبائك، فحذرنى أن يسجنونى مثل واحد اسمه “أيمن نور”
قال: هل تعرفينه؟ وهل تعرفين لماذا سجنوه؟
قالت: لا، وهل من الضرورى أن أعرف كل ذلك؟
قال: الاحتياط واجب