يحيى الرخاوى طبيب نفسى
مقتطفات علمية
قراءة … وتعليق
تعليق: د. أحمد حسين
مقدمة:
يعود هذا الباب للظهور، وهو الذى أسميناه ذات مرة دليل القارىء الذكى فى الطب النفسي
وقد يكون هذا الباب مثله مثل الموسوعة موجها إلى المختصين من الأطباء أساسا ومن المهتمين بالدراسات النفسية عامة، لكنه يعرض بعض موجزات ما هو حديث من معلومات نفسية منشورة، نقرأها بحروف مكتوبة مع قارئنا سواء كان مختصا أو غير ذلك، ويصدر هذا الباب موجزا هذه المرة بأمل أن يتطور ليشمل الوجوه التالية:
1- ردودا موضوعية على بعض الرسائل التى يمكن أن يكون الرد عليها إضافة علمية تنفع صاحبها ومثله ردا ليس من نوع ‘دع القلق وابدأ الحياة’، أو ‘لا تخف ونافق الأصدقاء والأعداء على قد سواء’.
2- بعض الشرح البسيط لما يسمى أعراض نفسية، ليس على مستوى ما يأتى بالموسوعة هنا، ولكن بما يهم القارئ العادى وربما الممارس العام أو المختص المتواضع.
3-إيجاز مناسب لبعض الرسائل التى تجرى أو أجريت فى مصر فى مجال التخصص أو أى مجال له علاقة به ( وبالمنهج خاصة)، وكذلك بعض الأبحاث.
4- عرض موجز للنص الذى يأتى فى شكاوى المرضى من مناطق مختلفة من مصر والعالم العربى (وقد بدأنا هذا التقليد فعلا سنة 1988 العدد الرابع.) مع تعقيب موجز.
| المجلة البريطانية للأمراض النفسية – النشرة الملحقة بالعدد17 ص675-676 لسنة 1993 تاريخ جماعة الفلسفة فى الكلية الملكية البريطانية
للطب النفسى موجز عن تاريخ الفكرة والمجموعة د. م. فريمان |
Britich Journal Psychiatry Psychiatric Bulletin (1993),675,17-676
The Royal College of Psychiatrists Philosophy Group-a brief history of Ideas D. M. Foreman |
| نشأت هذه الجماعة لتعلن الحاجة إلى تحقيق هدف زيادة الوعى بأهمية الفلسفة، ولتشجيع الحوار بين الفلاسفة والأطباء النفسيين وكذا لدفع عجلة الأبحاث الفلسفية فى الطب النفسي. فكيف تم ذلك؟إذا كانت العضوية هى دليل ضمنى على زيادة الوعى فإن أعضاء هذه الجماعة قد بلغ 484 عضوا (بما يعادل 5,8 % من جميع أعضاء الجمعية، أليس هذا دليل على زيادة الوعي؟
ومن بين نواحى القوة فى المنهج الفلسفى هو أنه يطرق مناطق تبدو غير قابلة للتناول من مدخل علمى تقليدى، أو تلك المناطق التى تبدو شديدة الوضوح لدرجة لاتستدعى الكشف والبحث. وقد عقدت الندوات وحلقات البحث وبعضها كان عالميا حول موضوعات مثل ‘ القيم’ , ومسلمات أوافتراضات الطبيب النفسي’ مما أدى إلى إعطاء هذه الموضعات حقها من التقدير وقد حققت هذه المجموعة تقدما ملحوظا خلال فترة وجيزة , وفى تقديرنا أن أهم ما يشغلنا الآن هو أن ننمى نشاطات مماثلة محلية لتصبح أنوية للتدريب بعيدا عن محور لندن-أكسفود. وفى نية الجماعة أن تهيئ مواد ومكتبة تسهل التدريب لدعم هذه العملية. وهذه الجماعة تعتقد أن مسعى التفكير الفلسفى فى مجال الطب النفسى لا بد أن يكون أكثر من مجرد هواية، ذلك أنه إنما يعكس تصميم عديد من أطباء النفس داخل الكلية الملكية لتحقيق ذلك.
|
The Philosophy Group goals are to raise awareness of the importance of philosophy, to initiate training in philosophy, to encourage dialogue between philosophers and psychiatrists, and to promote philosophical research in psychiatry. How well has it done?Membership is a good estimate of awareness, if nothing else. After all, one would scarcely pay money for something one didn’t value. The group currently has 484 members, representing 5.8% of the college. So, awareness is growing.
One strength of philosophical method is that it may rationally address areas in psychiatry that seem impervious to scientific approach, or appear too obvious to question. Conferences and seminars (some international) on such themes as ‘Values’ (1993) and ‘Psychiatry’s Presumptions’ (1992) exposed many such area to constructive appraisal by both philosophers and psychiatrists. So, the group has made considerable progress in a short time. The most pressing task is now the development of vital local groups, which can act as nuclei for training outside the London – Oxford axis. The group intends to develop teaching materials and library facilities to support this process. The group believes that the intellectual pursuit of philosophy within psychiatry should be more than just a hobby. It reflects the determination of many psychiatrists within the College to make this happen. |
التعليق: إذن هذا ما يجرى فى المملكة المتحدة مما نحلم به هنا , ولا نفعله، بل إننا هنا نتبع دائما آخر ما بدأوا فى تركه، فهذا العدد المتزايد هناك للالتحاق بهذه الجماعة يعلن ضمنا أن الحاجة ماسة إلى توسيع أفق اهتمام الطبب النفسى، والبحث عن مناهج بحث ومساحات رؤية جديدة، ونحن نروج لما يسمى النموذج الطبى (وهو فى الحقيقة النموذج الكيميائى الميكانيكي) ونتهم كل من يهتم بالفلسفة بالخروج عن الخط العلمى .
وإذا كانت الدعوة هناك لنشر هذا الاتجاه بل والتدريب عليه قد امتدت للمحليات أليس الأولى بنا أن نلتقط الخيط عبر البحار كما يسموننا هنا؟ *
| المجلة الأمريكية للأمراض النفسية العدد 149 ص-ص لسنة 1992دراسة جدوى وفاعلية العلاج النفسى: خطة للبحث
ل. جانيس وآخرون ← |
Am J Psychiatry 149: 10, October 1992The Cost-Effectiveness of Psychotherapy: A Plan for Research
Janice L. Krupnick, Ph. D., and Harold Alan Pincus, M.D. |
| يقيم الباحثون فى هذه الورقة المعلومات الأساسية السائدة حول العلاج النفسى فى الوقت الراهن، ومدى فاعليته..وتؤكد الورقة على أنه لا بد أن تكون الممارسةالإكلنييكية مبنية على معلومات لها أساس قاعدى سليم، وأن الحاجة ماسة إلى تحديد أدق للمنتفعين وللمشاكل التى يمكن للعلاج النفسى أن يعطى غاية نفعه. كذلك لا بد من تحديد المتغيرات والمقاييس ومختلف المناهح الأنفع للحصول على هذه القاعدة المعلوماتية السليمة وكذلك للحصول على تقييم كمى لنتائج العلاج النفسي. | The authors assess gaps in the current knowledge base on psychotherapy research and the cost – effectiveness of psychotherapy.…. Initiation of research on the cost-effectiveness of psychotherapy is important for ensuring good clinical practice and data-based policy formulation. What is needed is greater specificity regarding the populations and problems for which psychotherapy can provide the greatest benefits, identification of the variables, measures, and methodological approaches that are most useful in yielding these important data, and comprehensive quantification of the effects of psychotherapy.
|
التعليق: هذه الورقة تعلن بشكل موضوعى ضرورة دراسة الحدوى وتقييم المنافع من خلال نشاط العلاج النفسى ..إلخ، ورغم ظاهر موضوعيتها إلا أنها تحاول الدعوة إلى قياس نشاط علاجى شديد الدقة بمقاييس كمية قد لا تصلح له، وكل (أوأغلب) الأبحاث التى حاولت تقييم جدوى العلاج النفسى لم تنجح، أو هى خرجت بنتائج سلبية، ومازلنا نذكر بحث أيزنك الذى قال إن التحسن بالعلاج النفسى يساوى -كميا- التحسن للمنتظرين فى قائة الانتظار (أى دون علاج أصلا) ويبدو لا يعرف معنى التحسن أصلا.
ولنا أن نتساءل عن العلاج النفسى فى مصر، وإن كانت هناك مؤسسات غير ما تبقى فى قصرالعينى ودار المقطم تمارس التدريب المنتظم فيه، وماذا عن التدريب الحقيقى لمن يمكن أن يمارس هذا النوع من خارج المهنة الطبية فى مصر؟ وهل حقيقة أن هذا العلاج بكل ما يأخذ من جهد ووقت يستحق الوقت الذى يبذل فيه؟
ولا نملك فى هذا التعليق أن نرد على كل هذه الأسئلة ولكن نكتفى بالإشارة إلى بعض نقاط هامة مستمدة من خبراتنا المحلية مثل:(1) إنه لا ينبغى أن ننظر إلى العلاج النفسى من منطلق كم أفاد مريضا بذاته، ولكن كم أفاد الدائرة من حول هذا المريض طولا وعرضا (2) إن ممارسة العلاج النفسى ليست بديلا عن العلاجات الأخرى، ولكنها مكملة حتما لها وخاصة فى حالة الذهانيين فلا يمكن تقييم جدوى نوع منفصل عن الآخر (3) إنه لا ينبغى نسيان ما يعود به العلاج النفسى على الطبيب النفسى فى خبرته كطبيب يعالج حالات أخرى ليس بالضرورة بالعلاج النفسى التقليدى وهذا أمر يصعب إدراجه فى دراسة الجدوى , وغير كل ذلك.
| نشرة المجلة البريطانية للأمراض النفسية العدد 17 ص785-ص789 لسنة 1992اضطراب الشخصية وحالات اضطراب الجسدنة
جوليان شترن وأخرون←
|
British Journal Psychiatry Psychiatric Bulletin (1993), 785,17-789
Personality Disorders in Patients with Somatization Disorder Julian Stern, Michael Murphy and Christopher Bass |
| أجرى هذا البحث على خمس وعشرين امرأة ممن شخصوا على أنهم يعانون من اضطراب الجسدنة، وقد قورنت هذه العينة بعينة ضابطة كان تشخيصها على المحور الأول هو اضطراب القلق أو الاكتئاب، وقد أجرى البحث لتقييم اضطراب الشخصية المصاحب بواسطة قائمة تقييم اضطراب الشخصية. وقد أجرى الفحص دون أن يعلم الفاحص نوع التشخيص .وقد ظهر أن تواتر اضطراب الشخصية بين مرضى الجسدنة قد وصل إلى 72% فى حين أنه لم يتعد نسبة 36% فى العينة الضابطة. وكان أكثر أنواع اضطراب الشخصية هى: الشخصية الهستيرية، الشخصية الحساسة العدوانية. | Twenty-five women with somatization disorder (SD) were compared with matched patient controls for the presence of personality disorders. Personality was assessed with the Personality Assessment Schedule (PAS). Interviewers were unaware of the patients’ diagnoses. All controls had DSM-III-R axis I diagnoses of depressive or anxiety disorders. The prevalence of personality disorders among patients with somatization disorder was 72% compared with 36% among controls. Certain personality disorders, including passive-dependent, histrionic, and sensitive-aggressive, occurred significantly more often in the somatization disorder patients than controls. |
التعليق: أمر عجيب هذا الذى حدث فى التقسيمات الأحدث، فقد أخذوا يجمعون أشياء إلى بعضها بمجرد اتفاق ظاهرى مثلما هو الحال فيما أسموه اضطراب الجسدنة وهو الاضطراب الذى يشكو المرضى فيه من أعراض جسدية دون وجود مرض جسدى أصلى، ثم تعود الأبحاث لتثبت أن كثيرا من الفئات ليست سوى مجموعة نشاز رصت بجوار بعضها لمجرد التصنيف الوصفي.
وهذا البحث يعلن أن هذا التشخيص هو مظهر، ربما يكون ثانويا بالنسبة لاضطراب نمط الشخصية الأصلى , فحين تصل النسبة إلى ما يقرن من ثلاث أرباع الحالات فلا بد أن يعاد النظر فى التوقف عن إعلان ما يسمى اضطراب الجسدنة
ثم إننا فى مصر – وفى العالم المسمى متخلف أو نام نتكلم بأجسادنا عادة , فنتقايأ رؤساءنا , ولا نستطيع أن تبلغ المرأة زوجها فتصاب بغصة، ويضع الطفل مدرسته فى بطنه فيشكو من آلام فم المعدة ..إلخ، ونحن نفعل ذلك أكثر بكثير مما يحدث فى العالم المتقدم الذى عنده فرصة التعبير اللفظى من خلال حرية التعبير وما إلى ذلك.
والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن ونحن نعالج هؤلاء المصريين الذين يعبرون بأجسادهم هو: هل يا ترى نحن نحرمهم – أيضا- من حق التعبير بالجسد باسم العلاج، وماذا عن اضطراب الشخصية المصاحب والذى لا بد أنه أعلى من عندهم بكثير؟
| المجلة لعربية للطب النفسى المجلد الرابع العدد الثانى (نوفمبر) 1993هل بإمكان الأطباء النفسيين التعرف على المرضى الذين لا يتقيدون
فى عيادات الطب النفسى الخارجية ‘ توفيق درادكه ونزيهه الزاير تهدف هذه الدراسة على التعرف على خطائص ومميزات المرضى الذين لايتقيدون بالمواعيد المحددة فى عيادات الطب النفسى الخارجية .وقد أجريت الدراسة على المترددين على خدمات شركة أرامكو فى المملكة العربية السعودية حيث الملفات شديدة الحبكة، والتسجيل منتظم . لقد أجرى البحث على عينة مكونة من 4445 مريضا جديدا وكانت نتيجة الدراسة أن المتزوجين من كلا الجنسين فوق سن الخامسة والثلاثين والذين يعانون من حالات نفسية بسيطة هم أكثر من غيرهم ميلا لعدم التقيد بالمواعيد المحددة.
|
التعليق: هذه دراسة من نوع الدراسات العلمية الهادفة المتواضعة الأدوات، ونحن نحتاج إلى التعرف على طبيعة الدوافع للتردد المنتظم على العيادات النفسية وكذلك موقع العلاج النفسى والعلاقة طويلة الأجل فى مجتمعنا العربي.
إلا أنه يجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن ما يجرى فى الخدمة الطبية فى مؤسسة مثل أرامكو حيث العلاج بالمجان، والانضباط شديد الشبه بمثله فى الدول الغربية لا يعتبر نموذجا طيبا للتعميم فى المجتمع العربى، قارن مثلا مثل ذلك فى العيادات الخاصة فى بلد عربى ثرى، ومثله فى العيادات الخاصة أيضا فى بلد فقير نسبيا مثل مصر أو اليمن.
ثم إن الارتباط بالمواعيد واحترام الزمن عند الشخص العادى فى المجتمع العربى (سواء كان مريضا نفسيا أو مترددا للعلاج أم لا ) هو من أكبر المناطق ضعفا فى سمات الإنسان العربى مما يحتاج إلى دراسة مستقلة. وفى انتظار دراسات مقارنة مشابهة فى مواقع أخرى من أول بولاق الدكرور حتى دبى، ومن العيادة النفسية إلى مواعيد العمل العادية فى مصر نقرر أننا فى حاجة إلى مثل هذا الجهد المنظم الواضح الهدف.
| مجلة علم النفس المجلد 24 (أكتوب- ديسمبر 1992 |
الصورة المسقطة لمشكلات الشباب على اختبار T.A.T. وعلاقتها
بخصائص الشخصية والقيم الاجتماعية
د.إنشراح محمد دسوقى عبدالله
أجريت هذه الدراسة على ستة أفراد من الشباب: أربعة ذكور (2 من الحضر حاصلان على بكالوريوس هندسة، 2 من الريف أحدهما طالب بكلية التجارة جامعة الزقاريق والآخر طالب بكليةأصول الدين) واثنتين من الإناث (واحدة معيدة فى كلية الطب من القاهرة (الكبري) والثانية طالبة ريفية بكلية الهندسة)
واستعملت فيها الاختبارالإسقاطى المسمى اختبار تفهم الموضوع T.A.T. واتبعت الباحثة منهجا مهجورا بنسبة كبيرة فى أبحاثنا المحلية المعاصرة، رغم أهميته ودلالاته المتميزة، كذلك قامت بعرض تحليلها لاستجابات الحالات واحدة فواحدة بطريقة تفصيلية شاملة، وأخيرا خرجت بنتائج بها بعض التعميم وشيء من التفرد بالنسبة لكل حالة .
وقد انتهت إلى خاتمة تقول فى أولها ‘إن ‘التحليل الكيفى لقصص المفحوصين الستة استطاع أن يكشف عن المشاكل التى يعانى منها الشباب من مشكلات نفسية وأكاديمية واجتماعية واقتصادية وجنسية ومهنية وسياسية’
ثم عددت الباحثة بعد ذلك إشارات إلى مشاكل عامة ومشاكل خاصة , وقيم مختلفة تتراوح بين التقليدى وغير التقليدى وبين السلبى والإيجابي.
التعليق: هذه دراسةتستحق الانتباه، فمن ناحية استعملت الباحثة أداة مهجورة نسبيا فى مصر رغم أنها اختبار إسقاطى متميز، كاد يتوارى أمام هجمة الأرقام والإحصاء، ومن ناحية أخرى هى قد تناولت عددا محدودا من الحالات بشكل تفصيلى عميق، وبالتالى يجدر الترحيب بها لتكمل المناهج بعضها بعضا عندنا.
إلا أن قارئ البحث قد يلاحظ وفرة التساؤلات واختلافها بشكل يسترعى النظر، ففى صفحة (6) أوردت الباحثة ستة تساؤلات أسمتها تساؤلات الدراسة، ثم أوردت ستة تساؤلات أخرى أسمتها تساؤلات البحث وكانت أربعة من كل ستة مكررة أو متداخلة بشكل يصعب معه تحديد ما هو الفرق بين الدراسة ومشكلات البـحث.
كذلك لم تورد الدراسة أية تفاصيل أخرى عن حالات الدراسة غير البيانات الأولية مثل السن والوظيفة والحالة الاجتماعية ووظيفة الوالد مثلا، مع أن المنتظر فى استعمال هذه الأدوات هو تعريف أكثر وأشمل بالمفحوص لأنه لا يمكن تحليل إسقاطات المفحوص إلا من خلال أرضيته الخاصة وليس أرضية الباحث.
كذلك التعميم الذى أوردناه فى بداية المقتطف كان ملازما لكثير من النتائج والاستنتاجات. وهذا ما نلاحظه فى كثير من الأبحاث المصرية والعربية بشكل أو بآخر.
ومع ترحيبنا بمثل هذا الجهد التفصيلى والذى يعيد فتح الباب لاستعمال مناهج أشمل وأرحب فى دراسة النفس الإنسانية , نأمل أن ينتبه الباحثون الشباب إلى (1) ضرورة التدريب الكافى على الأداة المستعملة وخاصة إذا كانت أداة إسقاطية (2) الاهتمام بتحديد أدق للفرض (وليس للتساؤلات) وحتى لا يقع الباحث فى إشكالة دائرية مثل أن يأتى تساؤل يقول (1) هل يصلح اختبار ‘كذا’ فى الكشف عن مشكلات الشباب , ثم يلحقه تساؤل تال مباشرة يقول (2) ما طبيعة المشكلات التى تسفر عن تحليل هذا الاختبار، ونجد أنفسنا فى موقف دائرى حيث لم يجب البحث عن السؤال الأول قبل إصدار إجابة السؤال الثانى وهكذا.
| المجلة المصرية للطب النفسى (1993) عدد 16 ص:121-128 |
الاختلال المعرفى فى الاضطراب
الحركى اللا إرادى المتأخر
سهام راشد وآخرون ←Egyptian J. Psychiatry (1993),16, 121 – 128
Cognitive Dysfunction
in Tardive Dyskinesia
Saham Rashed, A.El-Sheshai and A. El-Hammamyتم تقييم كل المرضى الفصاميين الموجودين فى ثلاثة مستشفيات نفسية فى مدينة الأسكندرية خلال مايو ويونيه 1988, وكان الغرض من هذا التقييم تحرى وجود إضطراب الحركة اللإرادى المتأخر الظهور المصاحب لتناول عقاقير المهدئات العظمى لفترات طويلة وكذلك دراسة العلاقة بين وجود هذه الحركات وبين اضطراب القدرات المعرفية، وقد تم تشخيص هؤلاء المرض طبقا لدليل التشخيص الأمريكى الثالث المراجع.
وقد أظهرت النتائج أن معدل إنتشار هذه الحركات فى المرضى الفصاميين حوالى 4.2% كما أشارت النتائج أن المرضى الذين أظهروا هذه الحركات اللا إرادية قد كان آدائهم أقل بدلالة إحصائية ملحوظة على الاختبارات الفرعية لمقياس وكسلر لذكاء الراشدين والبالغين وهى الفهم – الأرقام و المتشابهات، كما ناقشت الدراسة أهمية هذه النتائج من النواحى الإكلينيكية والبحثية.
All schizophrenic patients residing in the three main hospitals in Alexandria with Psychiatric inpatient units were studied during May and June .1988 The aim of this work was to detect Tardive Dyskinesia (TD) among schizophrenic inpatients and to study the relationship between TD and cognitive impairment. Only cases fitting the DSM III diagnostic criteria for schizophrenia and who were under neuroleptic treatment for more than one year were included in this study (280 patients, 161 males and 119 females).
The study showed that TD prevalence rate among the schizophrenic population was 4.2%. Patients with TD performed significantly lower than patients without TD on the comprehension, digit span and similarities subscales of Wechsler Adult Intelligence Scale (t = – 3.51, – 6.022 and – 3.26 respectively).
All the correlations between scores on comprehension and digit span subscales and lip movements were statistically significant.
التعليق: من المخجل أن الأطباء النفسيين قد انتبهوا للمضاعفات الحركية الظاهرة، قبل (وأكثر من) أن ينتبهوا إلى المضاعفات المعرفية والوجدانية الناتجة عن طول ووفرة استعمال العقاقير المهدئة الجسيمة، وهذا البحث يظهر من ناحية واكبة عدم التآزر الحركى مع القصور المعرفى، ونحن نفترض أن القصور المعرفى هو أيضا نتيجة لعد تآزر فكرى، كما نفترض أيضا أن عدم التأزر الوجدانى أخفى وأخطر، وجدير بالتقييم الذى يتم أثناء استعمال هذه العقاقير ألا ينتظر ظهور المضاعفات الحركية الظاهرة، ولكن أن يبحث عن وسائل تقييم عميقة إكلينيكية أساسا للنظر فى القصور المعرفى والإعاقة الوجدانية.
إن علاج المرض النفسى ليس فى تحويل الإنسان إلى آلة هامدة تتحرك بصعوبة متناثرة فى كل المجالات، ولكن أن نواكب الطبقة الحية وتعـدل مسارها ما أمكن.
| المجلة المصرية للطب النفسى (1993) عدد 16 ص:61-71 |
تقييم معرفة سوء معاملة الطفل
فى منطقة قناة السويس
م. الدفراوى وآخرون ←
تهدف هذه الدراسة إلى تقييم معرفة القائمين على الرعاية الصحية للأطفال فى الوحدات الصحية الأولية ودور الحضانة فى منطقة قناة السويس بشأن عوامل المخاطرة والتأخر فى معالم النمو والمشاكل السلوكية التى قد يتعرض لها الأطفال وتمهد لسوء معاملة الطفل وظهور الاضطرابات النفسية، وقد اختيرت عينة تتكون من 435 ممرضة ومشرفة على دور الحضانة من المحافظات الثلاث فى منطقة قناة السويس (الاسماعيلية – بور سعيد – السويس)-
وأظهرت النتائج قدرا مرضيا من المعرفة بشأن عوامل المخاطرة حيث وصلت بعض النسب التى اتفق عليها إلى 100% من العينة لمعظم العوامل، أما المعرفة بمعالم النمو فقد كانت أقل من الحد المرض أو المطلوب حيث لم تتعرف ولم تحدد أكثر من 50% من المبحوثات نسبة أكبر من 50% من الخطوات النمائية المحددة، وبمعنى آخر فإن أكثر من 50% من الممرضات والمشرفات عرفن أقل من 50% من المعارف اللازمة للتعامل مع الطفل،
أما الاستجابات بالنسبة للمشاكل السلوكية فقد كانت عشوائية ومختلفة ولم يمكن تحليلها إحصائيا، وقد يكون ذلك لعدم معرفة الممرضات بالجوانب النفسية والسلوكية للأطفال، ويناقش البحث أهمية النتائج بالنسبة لبرامج الصحة النفسية للأطفال وتدريب القائمين على رعايتهم وإقامة مشاريع بحثية وقائية.
Egyptian J. Psychiatry(1993),61,16-71
Assessment of Knowledge of
Child Abuse in
Suez Canal Area
M. H. El-Defrawi, A. Atef, Lamis Ragab, and S.A.Sobhy
This descriptive study was designed to assess the knowledge of nurses in primary health care units and nursery supervisors (n=453) about the risk, developmental factors and behavioral problems that predispose preschool children (age 2-6 years) to psychiatric disorders and child abuse in Ismailia, Suez, and Port-Said governerates.
Results showed a satisfactory level of knowledge about the risk factors. Knowledge about the developmental milestones and delays was far from satisfactory and showed a lack of agreement on age-appropriate developmental skills. Nurses with longer duration of work experience were significantly more accurate in identifying risk & developmental factors.
There was a variation of agreement on knowledge about behavioral and psychiatric problems that were selected by child-care providers as requiring intervention. However, externalizing behavioral factors such as distractability, hyperactivity and aggressiveness predominated. Internalizing behavioral factors such as self- destructiveness, obsessive- compulsive and other problems followed. Results varied across different samples.
Child – care providers should receive systematic training to identify potential cases for a child abuse, and psychiatrically disturbed children, developmental predispositions and behavioral problems.
التعليق: تبدو هذه الدراسة جادة , محكمة منهجيا، إلا أنها تثير عدة قضايا معا، فحين بدأ الاهتمام بضرار الأطفال (الإساءة إلى الطفل) فى العالم الغربى انتشرت حكاية حقوق الطفل جنبا إلى جنب مع حكايات حقوق الإنسان وجمعيات العفو وما شابه ولا بأس من كل هذا، إلا أن هذه القضية أثارت – أو ينبغى أن تثير – مسائل جوهرية سواء فى البحث العلمى أو السياسة، وهى قضية ‘أولويات البحث وطريقة التفكير’, فهل من مشاكلنا نحن العرب المسلمين. المسيحين جدا نسيء إلى أطفالنا لدرجة تستدعى الانتباه البحثى أكثر من مشاكل الجوع والحرمان، وهل المؤسسات عندنا قادرة على أن تتولى أمر الأطفال المضارين إليهم مثلما يفعل الغرب، وهل المؤسسات – والدولة- أكثر حنانا بأطفالنا من أسرنا الصغيرة والممتدة؟ فإذا كانت الإجابة محدودة فالأولى أن تنشأ أفكار أبحاثنا من أولويات مشاكلنا مثل مشاكل الحرمان وفقد الحوار وعدم المشاركة الجسدية وتنظيم الوقت …إلخ
الأمر الآخر هو بالنسبة للأدوات المستعملة فى مثل هذه الأبحاث، ونحن لم ننشر فى المقتطف الموجز ماهية الأدوات الجيدة والرصينة التى استخدمها الباحث، إلا أن كثيرا منها -إن لم يكن كلها- إما مترجم أو موضوع على نمط ما يستعمله الغرب الأمر الثالث هو مسألة الاستجابات اللفظية وما أثبته البحث من الاهتمام بالمظاهر الخارجية دون المظاهرالداخلية أو الكامنة للسلوك عامة. وكل هذا يحتاج إلى منطلق جديد فى التخطيط ليس فقط فى التربية ذاتها ولكن فى تدريب المربين حتى لا ننقل ما لا يتفق مع احتياجاتنا وأولوياتها إلى نظمنا التربوية دون النظر جذريا فى الأختلافات.
| المجلة المصرية للطب النفسى (1993) عدد 16 ص47- 54 |
تفاعلات المرضى النفسيين
لزلزال فى مصر
Egyptian J. Psychiatry (1993), 47,16-54
Reactions of Psychiatric Patients to an Earthquake in Egypt
Y.T. Rakhawy, Amani El-Rashidi, M. Askar and Azza El-Bakryتمت دراسة اثنين وتسعين مريضا نفسيا بتشخيصات مختلفة، ومائة وأربعة من الأسوياء عقب زلزال أكتوبر 1992 فى مصر وذلك فى فترة تنحصر من يوم إلى خمسة عشر يوما بعد الزلزال، وذلك باستخدام استبيان مصمم خصيصا للدراسة. وقد وجدنا إرتباطا ذا قيمة إحصائية بين المجموعات المختلفة ورد فعلهم الوجدانى والسلوكى أثناء الزلزال. وكان هناك ارتباط بين المجموعات وانشغالاتهم أثناء الزلزال حيث كان الفصاميون أقل إنشغالا بالآخرين المهمين بالنسبة لهم. وقد توقع القليل من المرضى أن يؤثر الزلزال على مرضهم النفسي. وقد ظهرت الخواطر الدينية بشدة فى هذا الوقت العصيب.
Ninety two psychiatric patients of different diagnoses and 104 normal controls were studied in the aftermath of an earthquake in Egypt (1-15 days after the event), using a semi-structured questionnaire. There was no significant association between diagnostic category and affective and behavioral reactions during the earthquake. There was a significant association between diagnosis and concerns during the earthquake, with schizophrenics less frequently concerned for important others. Few patients expected the earthquake to have an impact on their illness. Religious thoughts were strongly present at this time of sever stress.
التعليق: أجرى هذا البحث فور وقوع الزلزال فى مصر فى أكتوبر 1992, بعد أن لوحظت ملاحظات عامة من بعض من صمموا واشتركوا فى هذا البحث مثل (1) أن المرضى النفسيين عامة، والذهانيين خاصة كانوا أقل هلعا من الشخص العادى، (2) أن الأطفال وحتى سن السنة الواحدة كانوا أكثرحساسية للحدث، (3) أن المشاعر الدينية كانت أقرب دعما من الاعتماد على الآخرين أفرادا ومؤسسات.
وقد وضع الباحثون هذه الملاحظات فى اليوم التالى للزلزال مباشرة فى شكل استبارات وقوائم تقييم حتى تعامل إحصائيا لنتأكد من حقيقة ما لا حظنا فورا، إلا أن النتائج المحددة لم تحقق الفرض بأى درجة مرضية.
وقد أثارت هذه المفارقة ما ينبغى من تساؤلات منهجية، كان للقائمين على المجلة فرصة رصدها , وانتهى الأمر إلى ضرورة أخذ التفاعل الفورى إذ يتلقاه ذو خبرة فورحدوثه بشكل جماعى واضح وفى خلال فترة زمنية قد تعد بالساعات وأحيانا بالدقائق، لا بد من أخذ هذا فى الاعتبار جنبا إلى جنب مع ما يمكن (وما لا يمكن الحصول عليه ) باستعمال استبارات لفظية أو تقييمية كمـية مثل التى استخدمت فى هذا البحث بعد ذلك.