النور والظل
سعيد المباشر
أى مـلك استمع لى فى تلك اللحظة، وأى طاقة فى السماء نفذت منها دعوتى الخالصة؟ وهل كانت إرادة إلهية أم شيطانية تلك التى حولت فى الصباح التالى أمنيتى إلى حقيقة باردة.
كان الألم قد اشتد بى عندما فكرت فى نفسى (الألم وليد الرغبة) فهل كانت رغباتى بلا حدود أنا الذى امتلكت هذا الألم الهائل.
فى مكان ما بداخلى كانت آخر رغباتى أن امتلك سكون الأحجار، وفى الصباح التالى عبرتنى الأحداث كرياح باردة تلامس سطحى الخشن.
لم أبسم ولم أتألم، صرت الرجل الذى تمنيته، الرجل الذى لايهتم.
الآن إذ أسير فى طريقى مبكرا، تصعد الشمس من خلف بنايات المدينة العتيقة ملقية بظلال المسجد والمنارة على الشارع.
الشارع الذى يتقاسم النور والظل اللذين طالما تقاسماني.