ظل بيت قديم
يوسف بركات
الماضى
بالصدفة
اختلطت سماء أبى الخجول بأرض أمي.
بالصدفة ارتعشت نجوم فى السماء
وسال منها الخمر
حتى فاضت الوديان
بالصدفة انحسرت مياه الغمر
عن جسدى الملطخ بالنجوم
وعندما حدقت مثل جزيرة
ورأيت ظلا فى السماء ..
عبدته
ومشيت فوق النوم كالحجر النقي
شممت أرضا فاجأت مطرا
شمممت حليبها القاس
شممت روائح التاريخ فوق ترابها
وروائح النسيان
بالصدفة
المطر المضى مظلتى الأولي
تغشانى فنمت
كأنه اسم الله
علق خفتى
بين السماء وظلها الأبدى
بين الله والإنسان.
بالصدفة الرؤيا:
مضيت إلى الكهوف
أجر برقا كالفريسة
واكتشفت النار فى جسدى لأول مرة ..
وعبدتها.
بالصدفة
الماضى يجف كخاتم الطين القديم
ولا يموت
حملت أجدادى وسرت
كأننى مسمار ضوء يثقب الجدران
آتى وأذهب
هكذا
متأرجحا بالوقت
أنقص كل يوم نجمة لأتم أحلامي
وأنقص نصف عمرى فى الكتابة
هكذا..
متأرجحا بالوقت
آتي
ثم أذهب
ثم أذهب
ذروتى النقصان.
ظل بيت قديم
لاقديما
ولا فى المنام
كان برق يخيط السموات بالأرض
برق يمشى الجبال كأطفاله
جهة البحر
يتبعه
مطر غائب
ومرايا