شعر
إختراق فاشل
( مولانا – وحيدا – فوق القمة)
عباس الصهبى
-1-
شـــكرا …. يا مولاى ….. وعــــذرا
شــــكرا …… عــــــذرا
ما كان لصــــــعلوك مثـــــلى
الا أن :
يتـــــــــأدب فى حضرة مولاه
ويبـــــــارك حكمــــــة مســــــــعاه
لكنك أنت رضيت تصـــــــاحبنى
فلمــــــــــاذا ؟ ……
عــــــــــدت ، اذن ،تغضب منى ؟!
-2-
هــــــا أنت صــــحوت…. خرجت من القصر ….
تفتش عمـــــــا يبرئ ســــــأمك
من بعــــــــد أن اجتهــــــد العطــــــــارون
فـــــــزادوا المــــــــــــــك
هــــــــا أنت تســـــــــــــــير… وحيـــــــدا
لأ يتقـــــدمك الحرس الشـــــــاكى
أو تســــــــــــبق خــــــــــــدمك
تدخل مذعورا بيت الحكمــــــــــــــة
يلتفت اليــــــــك فلاســـــــفة العصر المخبـــــول
يرتجــــــلون قصــــــــائد مــــــدح
توقظ همـــــــــــــــــك
تكمـــــــــل رحلتــــــــك الى المعبــــــــد
يســـــــتغفر كهنتــــــك …. يصـــــــلون
لعـــــــــــــل الوثن الأكبر ……
يشـــــــــــــــفى ســـــــــــــقمك
ترجـــــــــــــــــــــع مقهــــــــورا……..
منكسر النظـــــــرة …….. تعجب
كيف الأرض السـاكنة تجرجر قدمــــك؟!
يلقينى الحظ العــــــاثر فى وجهــــــــــك
آه يا قــــــــــــــــــــــــدرى ……..
دومـــــا لا تخطئنى ……….
اذ تطلق ســـــــهمك
الشرطـــــــــة حـــــــــولى
والســــــوقة تتوافد من كل ســـــــبيل
تتســــلى بالدم لا تعبــــــأ أن تســـــال أحـــــــدا:
“ هل أنت الجانى ؟ ومن اتهمـــــــــــــك؟ “
تســــــــــــأل أنت
يعرفـــــــــــك كبير الشرطــــــــة ….. فيقول:
“ كلا …. يا مولاى ……
هذا الواقف لا شرف له …..
حتى تمنحه كرمك “
“ هـــذا “ النـــــذل” ضبطناه يتشــــاجر
مــــــــع ذاك الوغـــــد الآخــــــــــــر “
( ويعود يشـــــــير الى )
هــــــــذا النـــــــــذل المديون
حقــــــــا مأفـــــــــون
يزعـــــــج مملكتــــــــــك بالملح الســــاخرة ……
فيشـــــــــغلها ……
عن ان تتبصر نعمـــــــــك “!
فتطيــــــــــل النظـــــر الى
تدفــــــــــــــع دينى
تطلقنى
تصــــحبنى
لا تأبه غضب الغــــــــوغاء …….
وقــــد كادوا ذمــــــــــــك
وبعيـــــــــــدا عن أعينهم
هــــــــا أنت تقــــــول :
“ اســــمع يا ملعــــــون …..
اما أن تطلقنى
أو أمحــــــوا من ظهر الارض اســـــمك “ !
“ …. مــــــــولاى ……
كانت هناك طفــــــــلة صــــغيرة
قد نشــــــات فى قصرها …….أميرة
يحيطهــــــــا الخـــــــــدم
وينتهى بأمــــــــــرها الحشــــــــم
وذات يوم زارها معــــــلم البــــــلاغة
قال اكتبى لى صـــــــــفحة ……..
عن طفـــــــــــــــلة فقيـــــــــــرة
فكان ما قالتــــــه هــــــــــذه الأمـــــــــيرة :
كانت هناك طفـــــــلة فقـــــيرة …… فقــــيرة
لا مـــــــــــــال عنـــــــــــــــدها
والدهــــــــــــــا فقــــــــــــــير
خادمهـــــــــــا فقـــــــــــــير
سائقهــــــــــا فقــــــــــــــير
فكلهــــــــم فقـــــــــــــــير ….
حتى رئيس الطهــــــــــــــاة “ !
………………………….
…………………………….
-3-
أنا فى القصر جليســــــــــك .. ووزيرك ….
ومنــــــــــادمك الأقـــــــــــــرب
أتحــــــــــدث …… تطـــــــــــــــرب
لــــــــــــــــــكن الأغــــــــــــرب
أنك اذ تبصرنى تنسى ما كنت له تغضب
وتحـــــــــــيرك الألفـــــــــــة
تشـــــــــــعرك بأنك تعــــرفنى
تســــــــألنى……… فأجيبـــــك :
“ ….. عفــــــــوا يا مـــــولاى الطيب
أوليس كلانا انســـــــــــــــــان
نفس واحــــــــــــــدة
فلمـــــــــــاذا تتعجب ؟ “!
فتقـــــــــــــول:
“ أنا مسرور بك
ثرثرتك تجعل قصرى أرحب
لـــكن …… آمل الا تفعــــل عنــــــدى شيئين:
ألا “ تشكر “أحـــــــــــــدا
أو “ تعتــــــــــذر “ اليــــــــه
فـــــــــكلا الفعلين بلا جـــــــدوى
حاول الا تتبــــــــــاعد اذ تتقـــــرب “!
-4-
كنا نلهو ……اذ أطلقت النــــــــــار على
فاجأنى فى “ البهــــــو الصــــامت” وقــع رصاصاتك
غــــدراتك الملكيـــــــة …..
تنذرنى بمزيد من شرر الغضب الفــــاتك
اقتلنى ، وخـــز رصاصاتك أهــــــــــــــــــون ….
من حمى نظــــــــــراتك
لو لم أســــــــــــــقط …….
ما كنت ظننت بأنى مقصــــــود بالقتــــــــــــــل
أأردت ضــــــــــــــياع حيـــــــــــــــاتى؟!
أم تدمـــــــــــــير حيــــــاتك ؟!
اقتـــــــلنى …….
فانا مأســـــاتى فصـــــــــل فى مأســـــــــــاتك !
***