شرخ فى الجهة الأخرى
صلاح شفيع
يحب فيها صفاء حزينا كغمام الخريف …. يعشق فيها بئرا حزينا مكتوما بعيدا….
يحس أنها رسالته فى الحياة، وبموتها تتوقف حياته ….. مبدأ واع وليس تصرفا انفعاليا كانتحار جوليت…… كم يهزأون من رجال قضيتهم فتاة…. لكن من يتهاون ويخون فى قضية صغيرة يظل ايمانه يهتز فى كل شئ ….
جاءته تهمس له…. رجل اعتدى على… تقبل الأمر دون ضجيج كأن القلب تصدع … كأنه انزلق من فوق جبل فلم بيد حتى نفسا … هل حقا خانته بصيرته ونفاذه الى عمق الأشياء …. لا يهمه أنها خرجت امرأة فيها الغدر وفيها الدنيا تحتفظ بمن تهواه ومن يهواها… فمثلها كثير ولايحتقرن، وهل يلام ابليس ان وسوس … لكن هذه… أيضا مثلهن …..
يحس أنه مهزوم…. كملاكم أصابته القاضية فى ىخر جولة وكان أقرب الى الفوز…
لا يهمه أن آخرا ظلمها فالظلم للحزين قرين… لكنها لم تظلم الا قصاصا لظلمها له ..
هى ظالم… لايستطيع أن يتصور…. لو انها اعتدى عليها اغتصابا… لو سبيت عبلة واغتصبها سيدها لخلصها عنتر وتزوجها ….
هى تتصور أنه ضعيف امامها… انه يحبها …. يحترم التراب الذى تطؤه لأنها تضع كل ثقلها عليه وتكون طبيعية معه… انه مدمن وهى أفيونة…. لن يسلاها حتى وان علم بأضرارها… هو جسدى رغم انه لم يمس جسدها …. خلق فيه الحرمان والخوف من الاقدام الرغبة فى الشئ …….
تتصور أنه سيسترها… سيقبل ان يكون الستارة لغيره….. ان قاوم فى البداية ستمنحه شيئا من الجسد… ستلتصق به…. سيوافق… لكنه سيقبل فعلا… ليس كما تظن، أو كما هى فاطنة أنها تمتلكه، ولكن لأنه قد تساوى كل شئ عنده…. ثم انه يجب ان يتحمل سوء قدره ما دام قد ارتضى ان يتمتع بحسنه …. وأن يثق بعدالة ما ….. من يهرب من عقاب ظاهر سيجد السم فى العسل ……..
سيوافق لأجل خاطر صورتها السابقة فى ذهنه…. لقد جعلته يعيش عمره فى صفاء وحزن ونقاء…… على الأقل يرد لها الجميل…. لايهمه هل تستحق أم لا فدوما كان يقدم ما فى نبعه للجميع سواء كانوا يستحقون أم لا……. لاينظر للذى يأخذ…….
لايحرم شريرا من مائة…….
انها فعلا تلتصق به….. لايحرك ساكنا ……. تتوسل اليه …..
أمرأة بلا كرامة…. هل هذه التى تمنى ان تحتضنه ضمة تحطم ضلوعه ويعيش عمره تمرضه؟ ذلا يجعله يرفض…. تنتظر على جمر موافقته…… كانت شبه متأكدة أنه سيوافق لكن ألان يحس أنها اهتز تأكيدها…. طال صمته …. الصمت دوما مخيف..
امسك يدها …. يحاول أن يوهمها أن جسدها أتى بنتيجة….. قد وافق وليس فى نفسه الا أن كل شئ تساوى، وفتر كل شئ جميل فى لسانه….. حتى فرحة الانسان بأنها مكشوفة له …… لا تفرحه …..
قد ابتعدت عنه كأنها لدغت…. كأنه عندما وافق اكتشفت انها أمام حية سامة … انها أمام رجل هو شريك حياتها ….. وافق ان يهتز علمه بها فعندما يبقى لايبقى تمسك بها ….. أنها امام رجل سيتزوجها…. ومع هذا تراه ضعيف النخوة …. قالت له….
عذارء أنا…… لم أعرف سواك، لكنك لم تعد تصلح لى…..
أحس بنهاية علاقتهما…. انها نفس نهاية علاقته مع صديق له….. كان يحادثه ثم لأنه لم يأت على هواه فى موقف ما تركه صاحبه دون أدنى ذوق….ناداه…. لو سمحت…فلنتفاهم ….. عاد صاحبه وقد ظنه سيغير رأيه…… عندما وقف قبالته تركه هو ومضى ….
انه لا يقبل أن تختبر امرأة ثقته….. هى النهاية….. فى لحظات ذبلت الوردة لنها ظنت أنها خرجت من غلافها الهوائى……. كانت تعيش فى دفء قلبى…… ظنت انها خرجت ….ماتت…… وأصبح قلبه قبرها…… فى قلبه وردة ذابلة…… أحست ندما عينيه….. أحست باشفاق عليه…. نست العقل والاستنباط……. قالت له انا آسفة فكرة حمقاء….. كنت أظن أننى لن أخسر من و رائها شيئا….. فلو تركتنى رفضا ستعود عندما تعلم أننى لم أفرط ……
نهض يتثاقل وتركها ومضى…….. قد حدث شرخ….. وعندما اكتشف أنه سليم أيقن أن الشرخ فى الجهة الأخرى ….