عدد يناير 1983
شعر
ويمتد اخضرار الجرح
د. سامى عبد القوى على
مقيم تحت جلدى موكب الأحزان،
تمـلؤنى الـكآبة.
يغوص الرمـح فى جسـدى ولا يخرج.
هنا يأتى الغيـاب مسـافرا كالنجم،
وفى البحـر يجـرى لايغادرنى،
فتلتصقين فى وجهى.
دمى يتشقق، الأنهار لا تشرب.
أنا الآتى ورمل العشـق فى جسـدى،
وقريتنـا التى كسـرت رغيف الصمت لم تأكل سـوى رمل.
فهل يأتى زمان لا يحاصره الصـدأ ؟ !!.
***
ويحملنى اليـك الحـلم،
تزرعنى الرياح على مرافئ موطنى طـيرا بلا وطن،
هى القطرات تنسـج فوق أرضى خيمة للبحر،
تـساقطت الحـروف على يدى ثلجا،
فنمت على رصيف الصمت عريانا.
تفارقنى الوجـوه، النـار تدخلنى.
فأسـتلقى على النهـر،
تسـافر فى اصوات المدنية…. من يعانقنى؟ !!!
ملايين النوراس لا تجئ، ويغمد الخنجر.
متى ينسـاب فوق الجـرج ماء النيـل.
…………………………………
يفيض الرمـل فى عصر المجاعة واحتسـاء الذات.
يضـيق الوجـه،
تنتشر الأزقـة فى الضـلوع وتحصـد اليـابس.
وتلصقين فى وجهى
***
أنا فى جرحـك المهجـور مستلق،
على عشب الدماء وصرخـة التعب.
تصـادرنى الجرائد والمجـلات التى صفحاتها أرض، تجاعيد،
مساحات من الوطن المحاصر فى دمى.
على شرفات حـزنى،
ترقد الريح المباغتة ـ المؤامرة، انعـدام اللون.
واجراس الرياح تداعب الصمت الجماعى، المضاجعة، الولادة،
وانطـــلاق النمـــل.
أنا فى جرحـك المهجـور مستلق،
أرى فى وجهك النخلات، هذا الأخضر المرسوم فوق الساحل الشرقى،
تنكمش الظـلال،
وهـذا العشب ينهض فى دمى جرحا.
فلا يمتـد فى الحـرف، تتركنى المساحات،
فأدخلنى. …..
وابحث عنـك يا قمحا يطارده الجفاف، النمل.
دخلت الأرض أسال عن مواعيد الربيع،
وعن عصافير التـداعى،
عـن ………………….
ينام الجرح، تنفتح العـلاقات، النهـار يغادر الشرفة.
اشاهد فى ترحـالى
انفتـاح الأرض نحـو مزارع الفوضى
فتنفجر اليمـامات
العـزوف بداخلى يبـدأ
***
ويمتـد اخضرار الجـرج،
ينبت فى أرضـا لا يضـاجعها سـوى حـزنى
ولون البحـر فى وجهـى،
وأشـجار الرحيـل وثورة المقهى،
وتأخذنى المسـافات الغريبـة نحو أوردتى فأنسحب.
ويجرفنى زحام الموج، فوق الدم أمتد
تواريخ هى الأوطان من يكتب ؟!
يجرجرنى السؤال الى المقـاعد بالمقاهى
والمنـاديل المسـافرة، الحقائب، والغيـاب ـ محطة الاسراء.
أيا ذرات هـذا العـالم أتحـدى
وكونى موطنى القـادم.
وكونى آخـر الترحـال،
ملتنى قطارات الوداع، بطاقة السفر، الجمارك، والعنواين الغريبة
تصاعدت انتحارا فوق أرصفة البكاء،
فكثفتنى شحنة البرق،
تساقطت ارتماء كالفراشة
جليدى الملامح أدخل الأشياء انصهر،
واعطى لحظة التكوين والتشكيل ياقوتة
تداعيت،
احتضنت قبائل الوطن المعبا والمهرب فى زجاجة
وكنت على الرصيف أضاجع الجوع الموزع بالبطاقة
توزعنى المحطات، المجاعة، والجماهير الرخامية
وأنت على المرافئ تنشرين جناحك المتعب.
بدايات تفرقنـا
وتجمعنـا النهـايات،
وتلصقين فى وجهى.
أيا ذرات هـذا العـالم أتحـدى
وكونى موطنى القـادم
وكونى آخر الترحـال.
***