باب النقد:
مقدمة عن أطباء النفس، والكتابة الأدبية
فـى المؤتمرالسنوى الدولى للجمعية المصرية للطب النفسى (مارس 1999) قال لى الأستاذ الدكتور أحمد محيط (وهو إيرانى الجنسية ويشغل منصب الممثل الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية) كيف أنه التقط بضع كلمات هنا وهناك من الكلمة التى ألقيتـها بالعربية فى افتتاح المؤتمر، ثم مضى يجاملنى بأن أضاف أنه ربما التقط شاعرية الكلمة لأنه -شخصيا- يكتب الشعر، ثم أردف : وإنى أعرف أن كثيرا من الأطباء النفسيين يكتبون القصة والشعر، حتى أننى فكرت أن نعقد مؤتمرا يجمع الأطباء النفسيين الأدباء والشعراء، ثم التفت إلى مبتسما وهو يتساءل: ولكن من الذى سيتولى الإنفاق على مثل هذا المؤتمر؟ وغمز إشارة إلى موقف شركات الدواء المشروط عادة ؟ فأجبته مازحا، إن هذه الشركات مستعدة أن تصرف على مثل هذا المؤتمر مقابل أن نتعهد لهم أن نكف عن الشعر، فالتقطها الدكتور محيط وضحك ملء الوعي
وقد حضرنى من قبل ومن بعد د. محمد المنسى قنديل، ود. محمد المخزنجى اللذان أخذتهما منا السياحة الصحفية مندوبين لمجلة العربى التى يبدو أنها استغرقتهما حتى عن استلهام ما تثيره فيهما هذه الرحلات المكثفة المحيطة، كما تذكرت ما همس به صديقى د. بيير برينتى فى مستشفى سانت آن بباريس حين كنت أحضر للأستاذ الدكتور جان ديلاى (مكتشف عقار اللارجاكتيل) أن “ديلاي” هذا العالم الجليل الذى غير مجرى علاج الأمراض النفسية إلى التداوى بالعقاقير أساسا، ديلاى هذا يكتب القصة باسم مستعار (ولم أعرف لماذا “مستعار”، خجلا؟ من ماذا؟ )
كل ذلك وغيره حضرنى وأنا أكتب قراءتى للمجموعة القصصية “يحدث أحيانا” لهذه الأديبة الطبيبة النفسية،منال القاضى التى انضمت إلى قافلة الأطباء النفسيين الأدباء بكفاءة وأهلية لا جدال فيهما .
لماذا الطب النفسى أكثر من أى تخصص آخر؟
وهل كتابة الأدب أو الشعر سبقت التخصص أم واكبته أم استثارتها ممارسته؟
وهل يتناسب إنتاج هؤلاء الأطباء الأدبى طرديا مع الاستغراق فى المهنة؟
ولماذاتوقف بعض من كتبوا القصة باكرا (مثل أ.د. أحمد شوقى العقباوي) بعد أن تمادوا فى ممارسة المهنة ، واستغرقتهم المهام الأكاديمية؟