مقتطف و موقف
إفاقة محتملة!! هل هذا صحيح؟
المقتطف: من مقال جميل مطر: سياتل: الحقيقة تكذب
الأهرام: 12- 12- 1999
…….الناس قبل سياتل لم تكن تعرف أن معظم أنشطة وأعمال منظمة التجارة العالمية تحدث فى السر.
لم تكن تعرف أن أعضاء أهم لجان المنظمة…. تظل هويتهم الحقيقية مخفية فلا يعلن عن أسمائهم أو جنسياتهم. والمداولات تتم فى سرية.
وقد كشف أخيرا أحد كبار المحللين السياسيين، معروف بتأييده للعولمة واقتناعه بفائدتها، عن اجتماعات سرية عقدتها مؤخرا منظمة التعاون الاقتصادى ومقرها باريس. وهى المنظمة التى تجمع فى عضويتها الدول الأكثر تقدما، كان موضوع الاجتماعات عقد اتفاقية دولية للاستثمار المتبادل.
…. أهم ما فى هذه الاتفاقية هو أنها تسمح للشركة بأن تجر الدولة إلى محاكم خاصة.
…..وكذلك الديمقراطية وهى الكلمة الأجمل والألمع، ولكن ليست أقل خداعا، فقد أكدت معركة سياتل، أو بدقة أكثر، أكدت معارك سياتل التى نشبت بين أغنياء وأغنياء وبين أغنياء وفقراء، وبين فقراء وفقراء، أن أغلبية الدول لم ولن تشارك فى صياغة أهداف وأعمال المنظمة، وأن أغلبية الشعوب معصوبة الأعين والعقول، لا ترى ما يحدث فى جنيف وباريس وواشنطن أو بينهما جميعا.
الموقف:
هذا ليس كلاما فى السياسة، تصور؟ (اقرأ الافتتاحية من فضلك).
إن المظاهرات فى سياتل وغير سياتل، حدثت وسوف تحدث، لا لأن الذين قاموا بها يمثلون حزبا بذاته، أو فكرا سياسيا (أيديولوجيا) مخالفا، أو نقابات لها موقف سياسى محدد، ولكن المحلل الأمين لابد أن يشعر أن الشخص العادى أصبح مهددا لا فى رزقه فحسب، وإنما فى صحته، وفى قيمه جميعا.
والموقف هنا فى حدود ما تعودنا فى هذا الباب هو مجرد إعلان ما تثيره قراءة مثل هذا المقال من تساؤلات أو توجهات، وهو يعلن بعض منطلقات قد تهم قارئ هذه المجلة بوجه خاص، هو موقفنا بشكل ما، والمطلوب هو المشاركة أو الإجابة الاجتهادية أو الرفض المسئول. ومن مثل ذلك:
1 ـ هل تفيد هذه المظاهرات فى شيء؟
2 ـ هل هناك بديل عنها فى الوقت الحاضر؟
3 ـ ماذا تفيد كثرة الكتابات، وهى كثيرة، عن مخاطر ما يسمى العولمة والتحذيرات منها مثلا (فخ العولمة: هانس ـ بيتر مارتين وهارالد شومان)، (العولمة والعولمة المضادة: عبد السلام المسدي).
4 ـ ماذا عن زعم “الشفافية “؟ وسط كل هذه السرية؟
5 ـ ماهو دور إسرائيل بالذات (وليس أمريكا) فى موجة العولمة هذه؟
6 ـ إضافة إلى ما جاء فى الافتتاحية من اندماج شركات الدواء نضيف تساؤلا مدعما بخبر طازج، أما التساؤل (المعاد) فهو: لماذا تندمج الشركات والبنوك؟ وأما الخبر، فهو:
مقتطف:
[حمى الاندماجات تجتاح العالم]: الأهرام 15 مارس 2000:
(1) وكالات الأنباء: أعلنت ثلاثة بنوك يابانية كبيرة (أساهي، وسافوا وتوكاي) رسميا أمس عن دمج عملياتهم المصرفية والمالية بقيام شركة قابضة موحدة قيمتها تريليون دولار(نكرر تيرليون:ألف مليار!!!) دولار!!
(2) أعلنت شركة جنرال موتورز الأمريكية وهى أكبر منتج للسيارات فى العالم عن دخولها فى تحالف مع شركة فيات الإيطالية وهى سادس أكبر منتج للسيارات دوليا….، وينهى هذا التحالف الجديد فى عالم السيارات مائة عام من الاستقلالية الكاملة لشركة فيات الإيطالية.
(3) أعلنت أضخم دارين للنشر فى الولايات المتحدة (تريبون للنشر. شيكاجو & تايمز ميرور: لوس انجلوس) عن اندماجهما فى صفقة قيمتها ثمانية مليارات دولار.
بقية الموقف
7 ـ كيف يمكن أن نصدق تفاؤل أنور عبد الملك وروجيه جارودى (كأمثلة) والأول لا يكف عن حلم تحالف روسيا والصين والمسلمين (الأهرام: كل ثانى ثلاثاء بصفة منتظمة تقريبا)، والثانى يتحدث عن تحالف أوربا والصين (بذور الأمل، صحوة آسيا، طريق الحرير الجديد: كيف صنعنا القرن العشرين (الشروق سنة 2000 ص177 وما بعدها)؟
8 ـ ما فائدة كتابة أى شيء من هذا القبيل فى مجلة توزع بضعة مئات؟
9 ـ من جديد؟ هل هذا كلام فى السياسة؟
الخلاصة:
(1) إن أى تبرير لن ينقذ الفرد من المصير الذى يتهدده، ولو ظل وحده مسئولا عن كل شيء، وكل واحد فى هذه الدنيا الواسعة.
(2) إن التهديد القائم للنوع البشرى أكبر من مصالح الشركات المغيرة.
(3 (إن القيم الجديدة لن يقف أمامها إلا قيم جديدة، نافعة تطوريا، وقادرة واقعيا. كيف؟