محاولة للتشابه
د.هانى يحيى
أحمل موتا أكثر مما أقدر يا أمى -
أرواح ملايين القديسين
وآلهة لم تخرج من مملكة الفوضى بعد
وأحمل صورا للمخلوقات جميعا
لنساء أوقدن البحر
لأطفال كنت أرانى بين حكاياهم
أحمل غابات.. وحكايات عن كل الأشياء
أحاول أن أتذكر
كان خريفا أو صيفا
.. لا أذكر
ما جدوى الزمن إذا انهار
الزمن القادم – فيما يحكى – يذكر بالمرح الدائم
أما الآن فليس سوى الفوضى
كان زمانا.. وفتى يدعى يوسف
(أو أى اسم يتسرب من ذاكرة التاريخ)
وكانت بنتا..
( حقا لم يرد اسم لفتاة فى القصة
لكن لابد وأن هنا واحدة أو أكثر
حتى تتشابه قصتنا والقصص الأخري)
سأسميها ـ مثلا ـ مريم ..
والآن سأختار مكانا للأحداث
كإحدى المدن الأسطورية
أو صندوق فى منقار الرخ
هنا تكتمل عناصر قصتنا
فلنصمت بعض الوقت إذن
****
(الفصل الأول)
يوسف يلعب بالضوء
يشق البحر.. ويعتصر الريح
وفى الليل.. يمارس نفس الرؤيا
يوسف أنقى من كل الآلهة
وأشهى من مطر
وعلى الناحية الأخرى
تحلم مريم بنخيل يهتز
ورخ يحملها فوق الغيم
وحين تكاد تلامس أول نجم
يرتجف الحلم.. وتسقط مريم
وإلى هذا الحد نجازف بالتغيير
فيوسف ليس بريئا جدا
والبنت تشابه كل نساء الأرض
****
(الفصل الثانى)
يتلاشى الضوء.. ظلام تام
يتصاعد صوت غناء
بعد قليل ندرك أن الصوت ليوسف
وصراخ يغتصب الأرواح :
اقتلعوا يوسف من ملكوت الحلم أو انتظروه بلا جدوي
والقمصان.. دم تسبح فيه خطايا الغرباء
وتبتهل إليه الصحراء
قميصك إن يـحى الموتي.. يقتلنى
والجسد خطيئتنا الأبدية
لاجدوي..
سنعيد كآبتنا آلاف المرات
ونغمر أعيننا بالقيح
هل استيقظ أحد من ذاكرة الملح
ولا المرآة تعيد إلينا أوجهنا
نرجع لحكايتنا..
مريم فى ثوب العرس.. تهيئ قمرا للقادم
والقادم.. يتأرجح فوق خيول النار
ويعتصم بسيف صدء
يا الله.. القمر انشق وظـل يترسب فى قاع البئر
****
(خاتمة)
تلقائيا.. تمتزج الأسماء
ويبقى المشهد هزليا
سأحاول أن أصف نهاية قصتنا
درج يصـاعد نحو السحب
ونجم يتهاوى فوق النصل
ليوسف أن يعد البنت بمملكة الحلم
وماتت مريم
كل تفاصيل المشهد خانتنى
خانتنى حتى لغة الآلهة
ورائحة المطر
ولكن البنت تظل توقد روحى
تم البوح ..
ومازال المشهد هزليا.. جدا