يحيى الرخاوى طبيب نفسى
مقتطفات علمية
قراءة وتعليق: د.أحمد حسين
الأعراض الاكتئابية فى مجموعة ذات فئة عمرية
ما بين 10 – 20 سنة في البنات
حارث سوادى. منى عيسى
(1) المجلة العربية للطب النفسي المجلد التاسع، العدد الأول، آيار (مايو) 1998
Depressive Symptoms in a Community
Sample of UAE Teenage Girls
Harith Swadi & Mona Issa
The Arab Journal of Psychiatry (1998) Vol. 9 No. 1 Page (19 – 20)
أجريت هذه الدراسة علي عينة من طالبات المدارس الثانوية في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة بواسطة استبيان من خمس مواد لدراسة مقدار الإعاقة المصاحبة للاكتئاب، شملت العينة 505 طالبات تراوحت أعمارهن ما بين 13و18 سنة وتبين 42% يعانين من أعراض اكتئابية، و أن 6ر15 % يعانين من أعراض واضحة للاكتئاب تصاحبها إعاقات تكيفية مختلفة، بينما ذكرت 23 % من العينة أنه تروادهن أفكار انتحارية، من ناحية أخري كانت أعراض الاكتئاب أكثر نسبيا عند الفتيات اللواتي نتجن عن زواج مختلط بينما لم تثبت أية علاقة في تلك العينة بين الاكتئاب وعوامل أخري تتعلق بالأسرة، وتظهر النتائج عامة أن الاكتئاب ليس غائبا تماما عند الفتيات في العينة ضعيف في هذه السن، وأن علاقته بالعوامل البيئية والاجتماعية ضعيفة، وربما كانت له علاقة بالعوامل الوراثية.
A sample of female secondary school students in Al Ain City، United Arab Emirates، were screened using the Birleson Depression Self – Report Scale and a 5-item Dysfunction Related Scale to estimate the prevalence of significant symptoms of depression، and their personal and social concomitants. Of 505 female students aged between 13 and 18 years، 79 (15.6%) scored above a cut – off point of 14 and reported depressive symptoms which were associated with significant personal dysfunction. Overall 23% reported significant suicidal ideation. Depression was significantly associated with mixed nationality marriage، but not with family income، life events or parental loss. The results indicated that depression among teenage UAE females is not uncommon and that socio – environmental factors are less relevant aetiological factors.
التعليق
تكمن قيمة الدراسة في كونها تتعرض لموضوع شديد الأهمية حيث يتعامل مع الفتيات في مرحلة المراهقة في مجتمع شرقي متحفظ سريع النمو.
وقد رصدت الدراسة مدي انتشارية الأعراض الاكتئابية لدي الفتيات المراهقات وكانت النتائج شديدة الدلالة حيث أقرت 42% من المشاركات بوجود أعراض اكتئابية بعض النظر عن الإعاقة الحادثة عن ذلك، في حين وصلت الأعراض الاكتئابية لدي 6ر15 % من المشاركات إلي حد الإعاقة وأظهرت الدراسة وجود أفكار انتحارية دالة لدي 23% من المشاركات.
وقد حاول الباحث تفسير تلك النتائج من خلال دراسة الظروف الإجتماعية دون التطرق إلي أهمية المرحله السنية موضوع البحث (المراهقة) كعامل أساسي في تواتر أعراض الإكتئاب كما لم يتطرق إلي دراسة أو شرح وضع المرأة المتطلعة إلي مستويات تعليمية أرقي في مجتمع سريع الحركة والنمو، كما تضربت تفسيرات الباحث ما بين الأسباب الوراثية الناجمة عن زواج الأقارب والأسباب الإجتماعية الناشئة عن زواج الآباء من أجنبيات. كما لم يتطرق البحث المنشور إلي طبيعة الأعراض الإكتئابية المرصودة خلاف الأفكار الإنتحارية.
أهمية العوامل غير البيولوجيه في التأثير
على نتاج المحاولات العلاجية
المجلة البريطانية للطب النفسى
الجزء 163، ملحق 22، 1993 صفحة 45 – 50
The Importance of non-biological factors in
influencing the outcome of clinical trials
W. GAEBEL
British Journal of Psyciatry (1993)، Vol. 163 (suppl. 22)، 45 -50
قام البحث بدراسة العوامل المختلفة المؤثرة علي محاولات العلاج الدوائي، وقد قسمها البحث إلي عوامل بيولوجية وعوامل غير بيولوجية التي تنقسم بدورها إلي عوامل منهجية وعوامل ‘غير دوائية’.
وفي البداية أوضح الباحث أن دراسة وقياس نتاج العملية العلاجية هي عملية شديدة الصعوبة والتعقيد تحتاج إلي مفاهيم متعددة للرؤية ووسائل جيدة للقياس، كما أنها بحاجة إلي وقت كاف قبل قياس النتائج.
وقد أوضح البحث أن العوامل المنهجية تؤثر بشدة علي نتائج المحاولات العلاجية والمفاهيم المتعلقة بها.
كما أشار البحث إلي أن العديد من العوامل النفسية والبيئية هي جزء من العوامل ‘البيولوجية’ المؤثرة علي نتائج العلاج الدوائي.
The outcome of clinical drug trials is influenced both by biological and by non – biological factors. Non-biological factors can be subdivided into methodological factors and non – drug factors. The former are related to the definition and measurement of treatment course، response، and outcome itself; the latter cover characteristics of the patient، the treatment milieu، the patientصs milieu apart from treatment، and (planned) psychosocial interventions. Although their mechanism of interaction with treatment outcome is not yet fully understood، these non -drug factors should be routinely monitored in clinical trials for three practical reasons; (a) to control for the heterogeneity of outcome; (b) to develop individualised outcome predictors; and (c) to promote the development of individualised guidelines for treatment indication.
التعليق
يتطرق البحث إلي منطقة شديدة الأهمية والصعوبة في مجال الطب النفسي وهي ‘نتائج العملية العلاجية’ وخاصة الجانب الدوائي، وقد أشار الباحث في أمانة وصدق إلي تلك المناطق التي تمثل إشكالات منهجيه شديدة الصعوبة في مجالات البحث المتعلقة بالعملية العلاجية في الطب النفسي وتفاعل العديد من العوامل المؤثرة في تلك العملية ما بين إنسان يعاني (مريض) هو مختلف (بالتأكيد) عن الآخرين من واقع السن والنوع والوضع الاجتماعي والشخصية والتاريخ العائلي والعوامل المهيئة والمسببة للمرض والعوامل المبقية عليه، كما أنه يختلف أيضا عن باقي المرضي في أعراض مرضه ( ومعناها) ومسار المرض (ودلالاته)، كما يختلف في حقائقه البيولوجية من جينات وانزيمات وهرمونات ومستقبلات عصبية كما يختلف بالتأكيد في ظروفه المعيشية وتفاعل المحيطين مع مرضه.
وقد ذكر الباحث من بين العوامل الهامة المؤثرة علي نتاج العملية العلاجية دور المجتمع العلاجي وأسهب في شرح أهمية هذا الدور ومايتضمنه من عوامل وكيفية تأثيرها علي العملية العلاجية وأشار إلي أن تلك العملية شديدة الترابط والتعقيد.
وقد أشار البحث إلي أهمية الاتفاق علي المقصود من مفهوم (الاستجابة للدواء) والهدف من العلاج ومدته ونحن بدورنا نؤكد علي أهمية تلك النقاط لا كصعوبات منهجية في مجالات الرصد والبحث العلمي فحسب ولكن كمفاهيم أساسية لدي المعالج.
وقد خلص البحث إلي أن نتاج العملية العلاجية يتوقف علي عدة عوامل (غير دوائية) قد تبدو غير بيولوجية إلا أنه يؤكد في خلاصة بحثه علي أن لها تأثيرأ بيولوجيا أكيدا علي مسار المرض ونتاج العلاج. ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر أن الهدف من العلاج ليس إسكات المريض ومنع الأعراض فقط وإنما محاولة فهم واستيعاب ما سبق إضافة إلي محاولة استخدامة بهدف مساعدة المريض علي اكتساب قدر أعلي من التوافق النفسي والاجتماعي.