”الشكل هو كل شئ فى الفن الأدبى”
شيلر الشكل ذلك المفترى عليه
د. عادل مصطفى
الشكل . . ذلك المفترى عليه
الشكل بحاجة إلى رد اعتبار!
وأعنى بالشكل ذلك القطب المفترى عليه فى تلك الثنائية العتيدة ( الشكل والمضمون ) فى العمل الفنى والأدبى .
أما أن هناك شكلا من ناحية ومضمونا من ناحية أخرى فذلك ما لا سبيل إلى إنكاره ولا فائدة من مداورته بتسميات جديدة لا تغير من الأمر شيئا. تبقى الإشكالية الحقيقية لا فى وجود الشكل والمضمون بل فى طبيعة العلاقة بينهما، وفى مكان كل منهما ومكانته فى هذه العلاقة، وفى ضرورة إعادة الأمر برمته إلى نصابه الصحيح.
لقد طالما نظر أقوام إلى الشكل كما لو كان متسببا بائسا، وحمالا وضيعا، وتابعا ذليلا للسيد المضمون . أما وأن الباطل زهوق بطبيعته فقد بدأ يتكشف للجميع، على تفاوت الدرجة، أن الشكل ليس تابعا وليس هينا . . الشكل سيد. الشكل يلد مضمونه دون مخاض، وإن تكن ولادة توحد لا ولادة انفصال!
الشكل لا يفد على المضمون وفود الزائر على المقيم . . المضمون هو الذى يفد على الشكل ويتبعه ويتقوم به، بحيث يستحيل عليك أن تغير فى الشكل دون أن يتزلزل المضمون ويختلف ويحول .
الشكل ليس بريئا
الشكل يسن مضامينه ويمليها ويفرضها .
وليس من قبيل الإسراف أن نقول إن الشاعر المبدع هو ذلك الذى يجيد نصب أشكاله الفنية فى مظان المعانى ومسابات التجارب والمواجيد، ويبقى رابضا لا يفرغ له فؤاد حتى يراها وقد قبضت له على ألطف المضامين، وأطرفته بأندر الصيد.