فى رثاء شاعر ما
عادل عبد الحميد
قتيلً هنا فوق الخريطة ،
منْ قد يسحبُ الحبلَ عن عنقك؟
ومن سوفَ يجنى عنكَ تمرَ الخديعة،
من يغرَّد كى يستبدل الخنجر المسموم ،
بالياسمين المنضوى تحتَهُ السَُم البرئُ حبيبةَّ؟
.. لرأسك أن يستلقى الآن تحت الرمل منُطفئاً،
أنت الذى حاولتك الأغنيات ،
فحاولت الصدى من دم وتعب
وفاوضتها لمّا تخطتك بالحلم المرير حتى،
ألأّ تبيت على طوى
فهل يشعل الندمُ الغناء من العدم ؟
…. وحيداً على هذا الخراب المُهندس….
منْ؟!
خريفٌ لنا ،
ليلٌ يخطٌ المدى …….
ماذا لهم ؟
هل عروشٌ من عظامك،
أم دمُك
….وهل وردة تلك التى بين أيديهم ،
أم الشعر يُعلن فتنة الدمَّ
أم وتُر ؟
………….
قتيل هنا فوقَ الخريطة،
تركع للعظام وللقتلْة
………….
سلامٌ ،
وتعزفُ لحنك الآنَ بين مضاربِ القوم ،
تتقنُ دورك الغامض المكرورَ ،
تسألُ هذا العرش عن فرج سدى
وتسأل هذا الدَّم عن وجعُ ………..
سُدى
فمن ذا يقايضُك الحطام على ماذا ؟
…… وفى الصبح ،
تلبسُ وجهكَ الدموىَّ،
وتغمدُ السيفَ فى الطلَّ
ظلاٌم ،
وكنت نُسائل الظلمات نشورَ سنبلةٍ ،
وتنصَّب الجوعَ مئذنة
وللفقراء تقولُ :
قمحٌ جديدٌ مقبلّ من سيوفكم
….. كلاٌم وترقدُ ،
قبرُكَ الآن منشغلٌ عن الأغنياتِ ،
إلى الأرض خضرتها
إلى الشمس بعضاً من هواء الطواحين ،
التى أهدرت عمرَك
…؛ فنْم فى سلام هانىء البال ،
ممتشقا جبينَ التعازى والرثاءِ ،
حسابُ البنكِ فى جيب أرملةِ الفقيدِ ،
وصورةُ عاشقٍ ينتعلُكْ
وفى الصبح ،
تلبسُ وجهكِ الدموىَّ ،
وتُغمدُ السيَّف فى الطلّ المعلََّل بالشمس الأخيرة ،
ثَّم تُعلَّبُ الجرحَ ، تحفظه على صخرة القلب المدلَّل ،
تُطعمُهُ قصيدتكَ : الطَّوى
****