لم يكن هذا حزنا
سها النقاش
كان يشرب ويراقب ارتباكى مبتسما ..
كنت أسلط عينى بعيدا، متشبثة بالكوب الرشيق كنت (رجل على رجل), لعل الاتزان ينزل من النجفة إلى إناء الزرع فى وسط الترابيزة المستطيلة.
كانت الموسيقى الكلاسيك تسرى فى البيت وكأنها تعرف كل شيء فيه.
لم يكن هذا حزنا.
عندما كنت ثلاث سنوات أدور حول نفسى فى أنحاء السجادة على صوت الموسيقي، كان كل شيء يلف فى فرح ذيل الفستان والخدين الناعمين حتى .. دخت، وانكفأت دوائرى على قاعدة الأباجورة المعدنية. انقطعت أنفاس نقط الدم الحمراء للحظات.
كان أنف منمنم وناعم يلوثه مخاط شفاف، وكانت فاكهة حلوة فى الشفتين.
وكانت الدموع مطرا صغيرا
لم يكن حزنا .
كان شراع أبيض مرهق يسير ببطء فى غروب ولم يكن .. أى شيء ..
… ينتهي.